بدأ تحقيق في وفاة شخص أثناء هطول أمطار غزيرة على مهرجان يُعرف باسم "بيرننغ مان" أو "الرجل المحترق" في ولاية نيفادا الأمريكية.
ولا يزال آلاف الأشخاص عالقين في موقع المهرجان بعد أن حوّل أرض صحراء نيفادا إلى طين ووحل يصعُب الخروج منه.
طُلب من المحتفلين الاحتماء والحفاظ على طعامهم، في حين تم إغلاق الطرق المؤدية إلى المهرجان وخارجه لأن المركبات بالكاد تستطيع التحرك.
يقام مهرجان بيرننغ مان في صحراء "بلاك روك"، والتي عادة ما تكون الأجواء فيها جافة ومغبرة.
في بيان صدر يوم السبت، قال مكتب عمدة مقاطعة بيرشينج إنه "يحقق حاليا في حالة وفاة حدثت أثناء هطول الأمطار" لكنه لم يقدم أي تفاصيل أخرى حول الوضع القائم. وأضاف في بيان أنه تم إخطار عائلة المتوفى.
جاءت العواصف غير المعتادة في نهاية المهرجان الذي استمر تسعة أيام، عندما وصلت معظم الحشود لمشاهدة النهاية الكبرى، حرق الرجل الخشبي العملاق.
لقد مرت أسوأ موجة هطول للأمطار في صحراء نيفادا، ولكن تحذر السلطات من أنه لا يزال هناك خطر هطول المزيد من الأمطار والعواصف الرعدية.
قد يستغرق الأمر عدة أيام قبل أن تجف الأرض بما يكفي لمغادرة الناس، ولهذا السبب، طُلب منهم الحفاظ على طعامهم ومياههم ووقودهم.
ويقول المحتفلون إن مراحيض المهرجان أصبحت غير صالحة للاستخدام، لأن مركبات الخدمة لا تستطيع السير على الوحل لتفريغها.
وفقاً لمكتب الشرطة، فإن بعض الأشخاص الذين حاولوا الخروج من المهرجان جعلوا الأرض الموحلة في حالة أسوأ.
وقال رواد المهرجان لبي بي سي إنهم شاهدوا بعض الأشخاص وهم يحاولون الابتعاد، لكنهم سرعان ما علقوا في الوحل السميك الشبيه بالطين.
ووصل أكثر من 70 ألف شخص إلى الموقع قبل إغلاقه يوم السبت، لكن عدد العالقين هناك غير واضح حتى الآن.
تمكن البعض من مغادرة الموقع، فكتب دي جي ديبلو الأمريكي على موقع إكس، أنه مشى هو والممثل الكوميدي كريس روك لمسافة 8 كيلومترات إلى الطريق المؤدي للخارج، حيث أقلّهم المعجبون بمركباتهم .
ولجأ آخرون إلى الاعتماد على الغرباء لطلب المساعدة.
وقالت آشلي سميث، التي تعيش في لندن، لبي بي سي إنها وأصدقاءها تركوا الكثير من معداتهم الموسيقية وراءهم وساروا إلى الطريق، حيث تمكنوا من الوصول إلى سان فرانسيسكو. واستغرقت الرحلة بأكملها 14 ساعة.
وقام منظمو المهرجان بترتيب رحلات عبر حافلات لنقل الأشخاص من الطريق ونقلهم إلى مدينة رينو التي تقع على بعد أكثر من 160 كيلومترا.
وتظهر الصور الخيام مغمورة جزئيا بمياه الفيضانات الممزوجة مع الوحل.
وقالت ميليا نيرشبرغ، 12 عاما، التي تحضر المهرجان مع والدها للعام الثاني على التوالي، لبي بي سي إنهم سمحوا لأصدقائهم بالبقاء في شاحنتهم، كما سمحوا للناس باستخدام مرحاض الشاحنة الخاصة بهم.
وقالت: "يواجه الناس في الخيام أوقاتاً عصيبة بسبب الفيضانات. وبما أننا في شاحنة، نحاول دعوة الناس للمجيء والإقامة معنا لأنه ليس لديهم طعام أو ماء".
يعد مهرجان" بيرننغ مان" واحداً من أشهر الفعاليات الموسيقية والفنية والثقافية في أمريكا. يقوم الزوار ببناء مدينة مؤقتة في وسط الصحراء، وعادة ما يكتفون ذاتيا من حيث الأطعمة والاحتياجات الأساسية إلى حد كبير أثناء وجودهم هناك.
وقالت الشركة المنظمة لمهرجان بيرننغ مان في بيان: "لقد جئنا إلى هنا ونحن نعلم أن هذا هو المكان الذي نحضر فيه كل ما نحتاجه للبقاء على قيد الحياة. ولهذا السبب نحن جميعا مستعدون لحدث سببه تغير المناخ كهذا."
وبالإضافة إلى الموسيقى، يضم المهرجان عادةً منشآت فنية تفاعلية عملاقة، ولكن كان لا بد من إلغاء العديد من المعالم السياحية.
ومع ذلك، حاول كثيرون الرقص في الوحل على أنغام موسيقى التكنو لمحاولة نسيان الحادثة.
وقال أحد رواد المهرجان يوشيا رو: "إننا ننتهز هذه الفرصة لقضاء المزيد من الوقت مع أصدقائنا الجدد والقدامى في المخيم".
تم تنظيم المهرجان لأول مرة في يونيو حزيران 1986 وعُقد لأول مرة في صحراء بلاك روك بولاية نيفادا في عام 1990.
قد يكون من الصعب جدا الحصول على التذاكر، وفي بعض الأحيان يجري رواد المهرجان مقابلات للدخول إلى المعسكرات الشعبية وعليهم إثبات التزامهم بمُثُلها.
تقضي بعض المجموعات العام بأكمله في التخطيط للفعاليات والأعمال الفنية لعرضها في المهرجان.
لكن هذا العام كانت هناك مخاوف بشأن الأحوال الجوية وتم تداول التذاكر في الأسواق بأسعار أقل من أسعارها الاعتيادية.