: آخر تحديث
البدانة سبب في اضطراب النوم عند الانسان

لا علاقة بين شخير الرجل وأرق المرأة

144
178
140

«إيلاف» من برلين: تعاني النساء الألمانيات اضطراب النوم أكثر من الرجال، وذكر الباحثون من جامعة لايبزغ الطبية أن اضطراب النوم ينتشر بين النساء بنسبة 42 في المئة مقابل 29 في المئة بين الرجال. وتوصل فريق العمل، بقيادة البروفيسور أندرياس هنتز، المختص بشؤون النوم، إلى هذه النتيجة بعد دراسة سريرية أجريت على 9284 أمرأة ورجلاً تتراوح أعمارهم بين 18 و 80 سنة. وقال هنتز إن فريق العمل خصص 6 ساعات نوم مع كل متطوع في معدل عام، كي يتأكد من صحة النتائج التي يتوخاها.

نُشرت نتائج الدراسة في مجلة "الاضطرابات العاطفية"  Journal of Affective Disorders في عددها الأخير. واعتبر هنتز نتائج الدراسة مطابقة تقريبًا لدراسة سابقة أجراها معهد بروبرت كوخ الألماني، وذكرت أن ربع الألمان يعانون اضطراب النوم، إذ تحدث معهد كوخ عن اضطراب نوم يصيب 25 في المئة من الألمانيات والألمان، في حين توصلت جامعة لايبزغ الى أن هذه النسبة ترتفع إلى 36 في المئة (42 في المئة بين النساء و29 في المئة بين الرجال).

تعود المبادرة في إجراء الدراسة إلى مركز بحوث أمراض التحضر (LIFE) في جامعة لايبزغ، وهو مركز يبحث في الأسباب النفسية والاجتماعية للأمراض المعاصرة. 

دفع الباحثون المتطوعون للمشاركة في التجارب إلى ملء استمارات تسأل عن عدد ساعات النوم، وتقطعات النوم، والأرق...إلخ، والآلام الجسدية الناجمة عنها.

لا أسباب محددة 

اعتمد هنتز وزملاؤه "معايير بيتسبورغ" في تقويم جودة نوم المتطوعين. وتعتمد هذه المعايير على 19 سؤالاً توجه إلى من يعاني اضطراب النوم حول طبيعة نومه، إضافة إلى 5 أسئلة يجيب عنها المقربون من الشخص المعني. وربما يتم تقويم الشخص بوصفه شخصًا يعاني اضطراب النوم على الرغم من أنه لا يشعر بذلك.

تحدث هنتز عن جملة عوامل نفسية واجتماعية وصحية تسبب اضطراب النوم عند النساء. وقال إن الدراسة عاجزة عن تفسير الحالة على الرغم من التوثق منها رقميًا. وقارن اضطراب النوم الانثوي بحالة أخرى يقف العلم حائرًا أمام تفسيرها، وهي حياة النساء الأطول من الرجال. إلا أن الباحث اعتبر الدراسة أساسًا لتسليط الضوء على مشكلات اضطراب النوم عند النساء.

واتضح من دراسة لايبزغ أن البدانة تؤدي دورًا مهمًا في اضطراب نوم الإنسان عمومًا، لكن التدخين لا يؤدي أي دور في ذلك، إضافة إلى عوامل أخرى مثل تناول العشاء وتعاطي المشروبات الكحولية وغيرها. وتبين أيضًا من الدراسة أن لا علاقة لاضطراب النوم بعمر الإنسان، وأن البشر من الأعمار المختلفة معرضون له بحكم العوامل الصحية والاجتماعية والنفسية.

النتيجة المفاجئة نسبيًا كانت معاناة العاطلين عن العمل اضطراب النوم أكثر من العاملين، وهذا على الرغم من الجدل حول دور التوتر في العمل في إصابة العامل بالأرق.

وقال هنتز إنه تفاجأ حين توصل إلى أن الخريجين، وبينهم خريجو الإعداديات، ينامون أفضل من غير الحاصلين على درجات دراسية.

عواقب صحية واقتصادية

عمومًا، يعاني ثلث الألمان أحد أشكال اضطراب النوم، بحسب دراسة أعدتها جامعة غيسن الألمانية. ولا تلحق هذه الحالة الضرر بالوضع الصحي للشخص المعني فحسب، وإنما بوضع البلد الاقتصادي كله. وتقدر خسائر الاقتصاد من اضطراب النوم بمليارات عدة من اليوروهات في السنة. 

وتقول الدراسة التي عرضت في جامعة هامبورغ أخيرًا إن الموظفين ينامون أفضل من غيرهم، وتعاني ربات البيوت اضطرابات النوم اكثر من غيرهنّ، وكذلك ذوو المهن الحرة. 

وشملت الدراسة التي أجرتها الباحثة البروفيسورة اوتا ماير، من جامعة غيسن، نحو 1000 ألماني من مختلف الأعمار والمهن. يشكو معظم هؤلاء من الاستيقاظ في الفراش أكثر من 30 دقيقة قبل النوم، أو الاستيقاظ من النوم أكثر من مرة في الليل. ويبدو الفرق بين النساء والرجال هنا واضحًا من ناحية الأرقام، حيث تثبت الدراسة أن 24 في المئة من الإناث يعانين أرقًا دائمًا (وليس اضطراب نوم فقط) مقارنة بنسبة 13 في المئة بين الرجال.

أرق ربات البيوت

يبدو أن "وباء" اضطراب النوم يتفشى كثيرًا بين ربات البيوت، لأن نسبة 33 في المئة منهنّ تحدثت عن اضطراب في النوم يصحبه تعب عام في النهار. 

وفسرت ماير هذه الظاهرة من منطلق التحرر من المسؤوليات، فأزواج ربات البيوت ينامون أفضل لأن نساءهم تحررهم من المهام الأبوية اليومية المختلفة، ويتحملن الأعباء في المساء أيضًا بصورة اضطراب في النوم.

تقول ماير إن موظفي الدولة هم "أهل كهف" ألمانيا، لأن الدراسة تشير إلى نسبة 11 في المئة منهم فقط ممن يعانون اضطراب النوم، إلا أن منحنى النوم الجيد ينخفض بالتدريج حين ينتقل المرء إلى المهن الأخرى، مثل المستخدمين وأصحاب المهن الحرة.

أما العمال فيقعون في المرتبة الثانية من قائمة المعانين من الأرق بنسبة 22 في المئة، يليهم أهالي أطفال المدارس، وخصوصًا من أعمار 6-14 سنة. وربما أن لذلك علاقة بالوضع الدراسي للأطفال والحاجة إلى متابعتهم يوميًا.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في لايف ستايل