: آخر تحديث
التفاعل مع رحيل مايسترو الموضة والأزياء يجتاح العالم

ميلوني: جورجيو أرماني وجه إيطاليا الناعم وأسطورتها

3
3
3

إيلاف من ميلانو : منذ الإعلان عن رحيل جورجيو أرماني  أحد أكبر الأسماء في تاريخ الموضة، وأيقونة الأزياء، ورمز القوة الناعمة لإيطاليا الخميس عن عمر ناهز 91 عاما، تتواصل رسائل النعي التي تحمل تقديراً للرمز الإيطالي والعالمي الكبير.

فقد نعت رئيسه الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني الراحل جورجيو أرماني، مشيرة إلي أن إيطاليا فقدت أحد رموزها، وهو الرجل الذي جعل من الأزياء والموضة أحد مصادر القوة الناعمة للدوله الإيطالية منذ سبعينيات القرن الماضي، وقالت في بيان رسمي " اليوم فقدناه بحزن بالغ ..لكن إسهاماته في بناء صوره إيطاليا على خريطة العالم ستظل باقيه ومؤثره".

حمى البحث عن علامته 
ازدادت عمليات البحث على الإنترنت عن أزياء قديمة من العلامة التجارية  لأرماني منذ وفاته، الخميس، في الوقت الذي تردد فيه المتسوقون على منافذ بيع الملابس المستعملة للبحث عن تصاميمه.

كان أرماني، الذي ظل يقود الشركة التي تحمل اسمه والمسؤول عن التصاميم فيها حتى وفاته، غزير الإنتاج إذ شملت تصاميمه كل شيء تقريبا، من البذلات الراقية باهظة الثمن إلى سراويل الجينز والملابس الرياضية ذات الأسعار المعقولة تحت علامة إمبوريو أرماني.

وقال متحدث باسم موقع فينتد الإلكتروني، الذي يعد أكبر سوق للملابس المستعملة في أوروبا، لرويترز إن عمليات البحث التي تتضمن كلمة (أرماني) كانت أعلى بثلاث مرات تقريبا من المتوسط الخميس عقب نبأ وفاة أرماني.

وذكر موقع ذا ريل ريل الأميركي لإعادة بيع الملابس الفاخرة أن عمليات البحث عن تصاميم أرماني زادت 212 بالمئة، الخميس، مقارنة باليوم السابق.

كما أظهرت بيانات غوغل تريندز ارتفاع حالات البحث على محرك غوغل عن تصميمات (أرماني العتيقة)، الخميس، خاصة في موطنه إيطاليا وفي بريطانيا.

وعلى تطبيق فيستيير كولكتيف للأزياء المستعملة، عرض مستخدمون من أنحاء أوروبا قطعا من تصميم جورجيو أرماني للبيع، الجمعة، ومنها سترة حريرية سوداء تعود إلى التسعينيات مقابل 245 جنيها إسترلينيا (330.97 دولار) وسترة من الجلد وفرو الأرانب من عام 2002 مقابل 571 جنيها إسترلينيا (771.36 دولار).

وقال عمار بولاي، مدير متجر "شي عمار" لملابس الرجال المستعملة الفاخرة في باريس، إنه لن يفاجأ بارتفاع الطلب على بذلات أرماني من السبعينيات والثمانينيات، في ظل التوجه الحالي نحو التصاميم الكلاسيكية مثل السراويل الواسعة والأقمشة الانسيابية. وأضاف بولاي أنه قبل 4 أو 5 سنوات، كان من المستحيل بيع بذلات الثمانينيات. أما الآن فيرى أنها أصبحت رائجة جدا، لكن من المستحيل العثور عليها.

ماذا قالت الصحافة العالمية عن أرماني؟
احتل المصمم الإيطالي العالمي جورجيو أرماني، الجمعة، عناوين وتقارير وكالات الأنباء العالمية والمواقع والصحف الكبرى حول العالم. وسلطت وكالات الأنباء والصحف تغطيتها على جوانب من حياته العملية والشخصية.

بحسب «أسوشيتد برس»، كان جورجيو أرماني يحلم بأن يصبح طبيبًا قبل أن تفتح له وظيفة بدوام جزئي كمصمم نوافذ في أحد المتاجر الكبرى في «ميلانو» عينيه على عالم الموضة.

ووفقا لصحيفة «الغارديان»، كان أرماني في 41 من عمره عندما أطلق علامته التجارية الخاصة، إذ كان شريكه سيرجيو جاليوتي، وهو مهندس معماري، هو من أقنعه ببيع سيارته «فولكس فاجن بيتل» لتمويل شركته الخاصة، حيث أدار جاليوتي دفاتر الشركة، بينما ركز أرماني على الجانب الإبداعي، وعندما توفي جاليوتي عام ١٩٨٥، واصل أرماني العمل بمفرده.

ويقول كتّاب الموضة إن أرماني كان يُلبّي احتياجات الأثرياء والمشاهير بتصاميم كلاسيكية أنيقة، بأقمشة فائقة النعومة وألوان هادئة.

فهم أرماني أي شخص في عالم الموضة، وفهم النساء أيضًا، كيف يردن ارتداء ملابسهن، وما الرسالة التي يردن إيصالها وهن يُثبتن أنفسهن من خلال صعوده في السبعينيات والثمانينيات وما بعدها، وفقا لـ«أسوشيتد برس».

أدرك الراحل أن الموضة لا يمكن أن توجد في عزلة، حيث ترك بصماته في السينما والموسيقى والرياضة والفن والتصميم والهندسة.

في وقت وفاته، كان أرماني قد جمع إمبراطورية تبلغ قيمتها أكثر من 10 مليارات دولار، والتي شملت إلى جانب الملابس الإكسسوارات، ومفروشات المنزل، والعطور، ومستحضرات التجميل، والكتب، والزهور، وحتى الشوكولاتة، مما جعله يحتل المرتبة 200 بين أصحاب المليارات في العالم، وفقًا لمجلة «فوربس».

كان رمز أسلوبه الجديد هو السترة الرياضية بدون بطانة، التي طُرحت في أواخر سبعينيات القرن الماضي وحققت نجاحًا فوريًا، بدءًا من «هوليوود» وصولًا إلى «وول ستريت»، نسّق المصمم السترة مع تيشيرت بسيط، وهو ما وصفه بـ«ألفا وأوميجا في أبجدية الموضة».

وسرعان ما أصبحت بدلة أرماني قطعة أساسية في خزانة الرجل الميسور. أما بالنسبة للنساء، فكان إدخال «البدلة البنطلونية» (الفورمال) في الشركات بمثابة ثورة حقيقية، وقد أُطلق عليها اسم «بدلة القوة» بسترتها المبطنة على الكتف، والتي أصبحت علامة مميزة لفئة سيدات الأعمال الصاعدات في ثمانينيات القرن الماضي.

أرماني يصل إلى هوليوود
أكسبته علاقاته بهوليوود رصيدًا سينمائيًا في أكثر من 200 فيلم. ولطالما تألقت ليلة الأوسكار، ببدلات أنيقة للرجال وفساتين براقة للسيدات، إذ احتفل شون بن، الحائز على جائزة أفضل ممثل لعام 2009، بفوزه ببدلة سوداء بالكامل من أرماني.

أرماني، الذي حافظ بقبضته القوية على إمبراطوريته ومجموعاته حتى النهاية كان مترددًا في مناقشة مسألة الخلافة، لكنه أعلن عن مؤسسة كأداة للخلافة لتجنب تقسيم أعماله، وهو أمر نادر في عالم الموضة الإيطالي، إذ لم يبع قط أي جزء من شركته لأي جهة خارجية.

واليوم، تضم إمبراطورية أرماني جيشًا يضم أكثر من 9 آلاف موظف، يعتبرون أنفسهم جزءًا من عائلة، حيث تشكل النساء نصف الجناح التنفيذي، إلى جانب 7 مراكز صناعية وأكثر من 600 متجر حول العالم.

كما شارك شخصيًا في العديد من المنظمات الخيرية المُكرّسة للأطفال، وكان داعمًا قويًا لمكافحة الإيدز، وفي عام 2002، عُيّن سفيرًا للأمم المتحدة للنوايا الحسنة للاجئين.

ثورة البدلات النسائية
بالنسبة للنساء صاحبات النفوذ، سواءً في مجالس الإدارة أو على السجاد الأحمر أو داخل مبنى الكابيتول، فقد ساهم تصميم أرماني الرائد في منحهن القوة والهوية المهنية والسلطة اللازمة لما يقرب من 5 عقود، إذا كان اللباس درعًا، فإن بدلة أرماني هي درع كاملة، بحسب الكاتبة «هانا هولاند- Hannah Holland» بشبكة «MSNBC» الأمريكية.

فعلى سبيل المثال، تعرضت هيلاري كلينتون، مرشحة الرئاسة السابقة، لانتقادات لاذعة بسبب اختياراتها للملابس طوال مسيرتها المهنية المرموقة، بما في ذلك، في إحدى المرات، سترة أرماني باهظة الثمن ولكنها جميلة، كما تعرضت النائبة نانسي بيلوسي، الرئيسة السابقة لمجلس النواب، والتي لديها ميل طويل الأمد لارتداء بدلات أرماني، لعدد من المقالات التي تقيّم خزانة ملابسها وتكلفتها، لقد قام أرماني بتصميم ملابس النساء في واشنطن على مدى عقود.

ولم تكن البدلات دائمًا أمرًا ضروريًا للنساء في واشنطن، فيما سمي بـ «ثورة البدلات النسائية»، كانت السيناتورتان آنذاك باربرا ميكولسكي من ماريلاند ونانسي كاسبوم من كانساس أول امرأتين تشغلان منصبًا تشريعيًا ترتديان بنطالًا في قاعة مجلس الشيوخ.

وأدت ثورتهما الصغيرة إلى تغيير القاعدة في عام 1993 للسماح للنساء بارتداء البنطال في مجلس الشيوخ.

وبحسب Holland الكاتبة في «MSNBC»، تقول الأسطورة أن ميكولسكي وكاسبوم كانتا ترتديان بدلات أرماني، حتى لو لم يكن ذلك صحيحًا، وأعدكم بأنني كنت سأقول هذا حتى لو لم يكن أرماني قد توفي للتو، فإن ذلك أمر يمكن تصوره تمامًا، ليس فقط بسبب شعبية أرماني، ولكن أيضًا بسبب ما تمثله بدلاته بالنسبة للنساء.

ووفقا للكاتبة، فلا تقتصر أهمية أرماني في المجال السياسي على الولايات المتحدة فحسب، فجورجيا ميلوني، أول رئيسة وزراء في إيطاليا، ترتدي أزياء أرماني باستمرار ميلوني، إذ بدأت ولايتها مرتديةً بدلات أرماني داكنة.

وبحسب شبكة «BBC» البريطانية، حصل أرماني على وسام جوقة الشرف الفرنسي ووسام الاستحقاق الإيطالي للعمل تقديرًا لعمله في مجال الموضة.

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في لايف ستايل