كشفت دراسة أميركية حديثة أن السمنة وما تنتجه من أمراض، على رأسها السكري من النوع الثاني، قد ترفع خطر الإصابة بسرطان الكبد. وتوصلت إلى أن كل زيادة 5 سنتيمترات في محيط الخصر تزيد مخاطر الإصابة بسرطان الكبد بحوالى 8 %.
إيلاف من واشنطن: نتائج جديدة ومثيرة كشفت عنها دراسة علمية حديثة، إذ أفادت أن البدناء المصابين بالنوع الثاني من مرض السكر أكثر عرضة للإصابة بسرطان الكبد بمعدل أعلى من الضعف. ووجدت الدراسة الجديدة المنشورة أخيرًا عبر صحيفة "دايلي مايل" البريطانية، أن ارتفاع مؤشر كتلة الجسم (BMI)، وزيادة محيط الخصر ومرض السكر كلها عوامل ترفع من مخاطر الإصابة بسرطان الكبد بنسبة 2.61 مرة، ويرتفع هذا الخطر مع الزيادة في الوزن.
تضاعفت 3 مرات في 4 عقود
أجرى الدراسة باحثون متخصصون في المعهد الوطني الأميركي للسرطان، ونشروا نتائجها الجمعة، في الدورية الصادرة من الجمعية الأميركية لأبحاث السرطان.
وتوصل العلماء في معرض أبحاثهم إلى أن كل زيادة 5 سنتيمترات في محيط الخصر تزيد مخاطر الإصابة بسرطان الكبد بمعدل 8 %. ومقابل كل 5 كيلوغرامات في الوزن كانت هناك زيادة في خطر الإصابة بسرطان الكبد بمعدل 38% للرجال، و25% للنساء.
وقال الدكتور بيتر كامبل، مدير أبحاث السرطان في جمعية السرطان الأميركية: "قد تضاعفت معدلات الإصابة بسرطان الكبد بمعدل ثلاث مرات تقريبًا في الولايات المتحدة منذ منتصف 1970". وأضاف العلماء أن بعض عوامل الخطر الأخرى مثل فيروس التهاب الكبد B أو التهاب الكبد الوبائي C، ترتبط بزيادة مخاطر الإصابة بسرطان الكبد، وهذه العوامل هي أقل شيوعًا بكثير مقارنة بالسمنة ومرض السكر.
رصد السكري
وأوضح الباحثون أن معدلات سرطان الكبد قد زادت ثلاثة أضعاف تقريبًا في الولايات المتحدة منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي. وكان الهدف من الدراسة رصد تأثير زيادة معدلات السمنة في الولايات المتحدة، والسكري من النوع الثاني، المرتبط بالسمنة أيضًا، على رفع معدلات الإصابة بسرطان الكبد.
أجرى الباحثون حصرًا لنتائج 14 دراسة مختلفة أجريت على مليون و570 ألف شخص، في الولايات المتحدة. ورصدوا عوامل الخطر الأخرى التي قد ترتبط بسرطان الكبد، مثل تناول الكحول وتعاطي التبغ وغيرها. ووجدوا أنه كلما زاد مؤشر كتلة الجسم (مقياس للعلاقة بين الوزن والطول) إضافة إلى زيادة قياسات محيط الخُصر، ارتفع خطر الإصابة بسرطان الكبد.
وقال الباحثون: "نتائج دراستنا أثبتت أن هناك 3 عوامل خطر تزيد من فرص الإصابة بسرطان الكبد، هي زيادة مؤشر كتلة الجسم وزيادة قياسات محيط الخُصر، والإصابة بالسكري من النوع الثاني". وأضافوا أن عوامل الخطـر الثلاثة، تتعلـق بخلل في عملية التمثيل الغذائي، وهي عملية تحويل المواد الغذائية التي نتناولها، إلى طاقة يحتاجها الجسم، وأي خلل في هذه العملية يزيد معدلات السمنة".
كشف مهم
استطرد الباحثون: "هذه النتائج مهمة للغاية، لأن السمنة ومرض السكري، للأسف، حالات مرضية شائعة بين عدد كبير من السكان، ولم تتم الإشارة إليها على نطاق واسع، كمسببات لسرطان الكبد، مثل فيروس الالتهاب الكبدي «بي» و «سي»".
وكانت دراسات سابقة كشفت أن مرض الكبد الدهني، هو أحد أمراض الكبد الأكثر شيوعًا، يصيب في الغالب الأشخاص الذين يعانون السمنة، وأولئك الذين يعانون السكري، وارتفاع مستويات الكوليسترول، وقد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة، قد تصل إلى تليف الكبد، الذي ينتهي بالإصابة بسرطان الكبد أو الفشل الكبدي.
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن هناك أكثر من 1.4 مليار نسمة من البالغين يعانون فرط الوزن، وأكثر من نصف مليار نسمة يعانون من السمنة، ويموت ما لا يقلّ عن 2.8 مليون نسمة كل عام بسبب فرط الوزن أو السمنة.