نجح العلماء في تحديد مجموعة تحولات وراثية تسمح لمخلوقات بتجديد أجزاء من أجسامها، وهذا يؤدي إلى إمكانية إعادة إنماء الأطراف المفقودة لدى البشر خلال الفترة المقبلة.
إيلاف من لندن: يبدو أن العالم مُقبل على إنجاز طبي كبير بعدما كشف علماء عن امكانية إعادة إنماء الأطراف المفقودة لدى البشر خلال الفترة المقبلة، حيث نجحوا في تحديد مجموعة تحولات وراثية تسمح لمخلوقات، مثل قنفذ البحر، بتجديد أجزاء من أجسامها.
ووجد العلماء أن قنفذ البحر، وهو من البرمائيات البدائية، ويعد نوعًا من السمندل الذي يتواجد في المكسيك، يمكنه إعادة إنماء سيقانه، ذيله وكذلك أجزاء من حبله الشوكي.
وتوصل العلماء الى معلومات مفادها أن قنفذ البحر يتقاسم آلية وراثية مع مخلوقين آخرين يمكنهما تجيد الأنسجة هما الزرد والأسماك شعاعية الزعانف من افريقيا التي تعرف باسم "كثيرات الزعانف". وهي الآلية التي ترجح أن تلك المخلوقات ربما ورثت قدرتها على تجديد الأنسجة من أسلاف عاديين عاشوا قبل 420 مليون سنة.
وأوضح العلماء أن البشر أنفسهم ورثوا أيضًا بعضًا من هذه الجينات نفسها، لكنها أقل نشاطاً بكثير في جنسنا. وجاءت تلك النتائج لتزيد الاحتمالات الخاصة بإمكانية تحويل تلك الجينات للمساعدة على تحسين شفاء الإنسان وكذلك إعادة إنماء أنسجة الأطراف.
خيال علمي
ونقلت في هذا السياق صحيفة الدايلي ميل البريطانية عن دكتور فوت ين، عالم الأحياء في مختبر MDI البيولوجي الموجود في بار هاربور في ولاية مين، الذي ساعد على القيام بهذا الجهد البحثي الجديد، قوله "قد يبدو الحديث عن إعادة إنماء الأطراف البشرية على أنه ضرب من ضروب الخيال العلمي، لكنه أمر وارد الحدوث بالفعل".
وقالت الصحيفة إن الباحثين، الذين نشروا جهودهم البحثية في مجلة مكتبة Science One العامة، درسوا عملية تكوين كتلة من الخلايا تعرف باسم "المأرمة" في كل من تلك المخلوقات الثلاثة.
وتلعب تلك الخلايا دوراً محورياً في بداية عملية تجديد الأنسجة، وهو ما يعوّل عليه العلماء الكثير لفهم مزيد من التفاصيل على أمل معرفة ما إن كانت هناك إمكانية لاستخدام تلك الآلية، بما يسمح للبشر بتجديد أطرافهم بأنفسهم، في الوقت الذي لن يتحقق فيه ذلك إلا بعد مرور عقود.