بعد عامين على إغلاق مواقع تسلق جبل إيفريست نتيجة كوارث طبيعية، أعيد إطلاق الموسم في شهر ابريل الماضي، ومن ذاك الحين حتى يومنا هذا توفي 3 متسلقين (أسترالية وهندي وهولندي) وعامل كان يسلك طريقا قرب القمة.
ففي العام 2014 توقفت كل الرحلات إثر وفاة 16 متسلقا في انهيار ثلجي. وفي أبريل 2015 حصل زلزال كبير بقوة 7.8 درجات على مقياس ريختر أودى بحياة 19 عاملا في المخيم أسفل الجبل، ما تسبب بإغلاق الموسم كله بقرار من الحكومة الصينية ومطالبات من المختصين في النيبال.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: ما الذي يجعل جبل إيفريست خطيرا لهذه الدرجة ولماذا يعرض متسلقوه أنفسهم لخطر الموت في كل مرة يقررون تحديه والوصول إلى قمته؟
يوضح العلماء إن علوه الشاهق يلقي بثقله على جسم الإنسان، إذ يبلغ علو الجبل 8848 مترا وهو اعلى جبل علواً في العالم، علما أن أعلى جبل في العالم هو مونا كاي في هاواي الذي يصل إلى ارتفاع 10205 أمتار، إذا ما احتسب جزؤه المنغمس تحت مياه المحيط وصولا إلى القمة.
تبدأ أمراض العلو الشاهق عند وصول الإنسان لعلو 2440 مترا، كالغثيان وآلام الرأس والدوخة والإرهاق نتيجة تغير طبيعة الهواء.
ينتج من هذه العوارض بطبيعة الحال صعوبة في المشي والتنفس وسماع صوت خرة في الصدر والسعال وبصق سائل زهري اللون واضطراب الشعور الإدراكي، وفق تشخيص السلطات الصحية البريطانية NHS.
ويعتبر نقصان الأوكسجين هو السبب الأساسي لكل هذه العوارض والآثار. كما يلقي انخفاض الضغط الجوي بثقله على الأجساد المنهكة فتبطئ جزيئيات الأوكسجين في الانتشار وتوزيع حصة كل عضو حيوي من الوقود الأساسي للحياة.
ويقول الطبيب والخبير في جامعة ستانفورد إريك وايس إن نسبة الأوكسجين تقل بـ 50% عند علو 5400 متر، ثم تقل إلى الثلث عند القمة، الأمر الذي يؤثر بالغا في الجسم والعقل.
ونصح المتسلقين بالتوقف عن الصعود إذا اختبروا هذه العوارض وألا يبقوا في مكانهم لأكثر من 48 ساعة، لان العوارض إن لم تتحسن فتزيد سوءا، وعندها يكون الإنسان بحاجة لمساعدة طارئة لا تتوافر في المكان والعلو الذي يتواجد فيه المتسلقون.
واشتكى متسلقو هذا العام من ان المتسلقين الجدد وقليلي الخبرة الذين بدورهم يبطئون من مسيرة الجميع، وبأن المعدات التي تقدمها الشركات قديمة وسيئة تعرض حياة الجميع للخطر.
ويلقي خبراء التسلق بدورهم اللوم على الحكومة التي تفرض مبلغ 11 ألف دولار لكل رخصة تسلق، الأمر الذي يرهق ميزانية البعض. جدير بالذكر أن الحكومة جمعت هذا العام 1.3 مليون دولار من 289 متسلقا فقط، علما أن الرحلة جميعها قد تصل تكلفتها إلى 100 ألف دولار.
نبذة عن كوارث ايفريست في السنوات الماضية:
2015 - زلزال في 25 أبريل أدى لانهيار ثلجي ووفاة 22 شخصا.
2014- انهيار جليدي ادى لوفاة 16 دليلا في أبريل، في المكان نفسه الذي شهد وفاة 6 آخرين العام 1970.
1996 - عاصفة أدت إلى وفاة 8 متسلقين في عاصفة بشهر مايو. وأنتجت هوليود فيلما اسمه ايفريست عن الحادثة بطولة كيرا نايتلي.
1970 - انهيار جليدي أودى بحياة 6 مستلقين كانوا يمهدون الطريق أمام بعثة يابانية.
ومن العرب الذين نجحوا بتسلق الجبال في مواسم ماضية:
السعودية رها محرق بعمر 27 عاما.
الكويتي زيد عبدالوهاب الرفاعي
العماني خالد بن سليمان السيابي (بعمر 37 عاماً)
المصري عمر سمرة
السعودي فاروق الزمان
الأردني مصطفى سلامة
اللبناني مكسيم شعيا
موسم التسلق يتعرض لنكسة بعد عامين على إيقافه
إيفريست... قمة التحدي المحفوفة بالمخاطر
مواضيع ذات صلة