: آخر تحديث

مطعم حائز نجمة ميشلان يقدّم أطباقاً فريدة لزبائنه في أقصى شمال العالم

99
98
78
مواضيع ذات صلة

إيليماناك (Denmark): لا يمكن لزائر مطعم الطاهي الحائز نجمة ميشلان بول أندرياس زيسكا أن يصل إلى وجهته إلا عبر قارب أو مروحية لكنّ صاحب المطعم الواقع في غرينلاند النائية يأمل في أن تستحق زيارته اجتياز هذه المسافة.

وفي منتصف يونيو، نقل الطاهي البالغ ثلاثين سنة مطعمه "كوكس" من جزر فارو، متخلياً عن موقع يسهل الوصول إليه نسبياً إلى إيليميناك، وهي منطقة صغيرة تضم 50 شخصاً وتقع خلف الجبال الجليدية على خط العرض 69 شمالاً.

وأُنشئ المطعم في منزل خشبي أسود ضيق، وهو أحد أقدم المنازل في غرينلاند، ولا يستوعب سوى نحو 20 شخصاً لكل خدمة، فيما يستخدم في أطباقه المنتجات المحلية بما فيها الحيتان والأعشاب البحرية بالإضافة إلى منتجات طازجة يكاد يكون من المستحيل العثور عليها في منطقة يسودها مناخ قاس.

ويقول الطاهي الملتحي ذو الشعر الأشعث لوكالة فرانس برس "نحاول التركيز على أكبر كمية ممكنة من المنتجات الخاصة بغرينلاند، لذلك كل المكونات من هذه المنطقة بدءاً من سمك الهلبوت وصولاً إلى سرطان كيونويسيتيز وثور المسك وطيور الترمجان بالإضافة إلى انواع عدة من الأعشاب والتوت".

وكان الطاهي الشاب يدير سابقاً "كوكس" من جزر فارو النائية التي يتحدر منها وحصل فيها على أول نجمة ميشلان سنة2017 ثم على النجمة الثانية عام 2019، إلى جانب لقب المطعم المتوّج بنجوم ميشلان الأكثر عزلة في العالم.

وفيما يخطط للعودة إلى جزر فارو والإقامة فيها بشكل دائم، يشير إلى رغبة لطالما شعر بها بتوسيع عمله تجاه منطقة أخرى في أقصى شمال الأرض، كأيسلندا أو غرينلاند أو سفالبارد.

واختار لهذا الهدف ايليماناك التي تقع على بعد ساعة بالقارب من إيلوليسات، وهي ثالث أكبر مدينة في غرينلاند وتشتهر بنهرها الجليدي الضخم.

ويقول لوكالة فرانس برس من مطبخه المثبّت داخل مقطورة خارج المنزل إلى جانب مساحة مخصصة لتناول الطعام "رأينا أن تقديم الطعام بطريقة مختلفة قبل أن نعود إلى مطعمنا الأساسي خطوة أكثر ملاءمة ومتعة".

وتشمل قائمة التذوّق 20 طبقاً يستطيع الزبون التمتع بها مقابل نحو 2100 كرونة (280 دولاراً)، ولا يشمل هذا المبلغ المشروبات.

ويقول ديفيد غوالاندريس، وهو أحد زوار المطعم، لوكالة فرانس برس إنّ "قائمة الأطباق مذهلة إذ تأخذك إلى أقصى الشمال، من قضمات الحيتان إلى النبيذ ومن الأسماك الطازجة والمحار إلى الحلويات المحضرة بعناية، فكل ما يقدمه المطعم مليء بالنكهات".

ومع أنّ لحم الحيتان يشكل الغذاء الأساسي في غرينلاند وجزر فارو، إلا أنّ صيد هذه الحيوانات محظور في معظم أنحاء العالم ويدعو معارضوه إلى وضع حدّ له.

وايليماناك التي تشكل موقعاً غريباً لمطعم راقٍ تمثل موطناً لمجتمع صغير يعيش أبناؤه في منازل خشبية خلابة بجوار مسارات للمشي وفندق فخم، ما يجعل المطعم محطة استراحة مثالية للسياح الأثرياء الذين يرغبون في استكشاف مناطق جديدة.

ويرى زيسكا أنّ الزبائن مختلفون في غرينلاند.

ويقول "هنالك سياح كثيرون يطمحون إلى زيارة غرينلاند كأولوية ثم ارتياد المطعم بالمناسبة"، مضيفاً أن "السياح في جزر فارو كانوا يهتمون بشكل أساسي في زيارة المطعم ثم التجوّل طبعاً في الجزر".

وتأمل هيئة السياحة في غرينلاند أن يساهم المطعم في جذب السياح المهتمين بفن الطهو والمطابخ إلى جانب المغامرين الذين سبق أن جذبتهم المناظر الطبيعية في القطب الشمالي.

وقال هيورتور سماراسون، وهو مدير "فيزيت غرينلاد"، عند الإعلان عن افتتاح "كوكس" في غرينلاند، إنّ "المزيج الفريد لفن الطهو عالي المستوى والاستدامة الكامنة في مطبخ شمال الأطلسي وطبيعة خليج ديسكو وموارده المميزتين تطال حواسنا كلها".

وبينما كانت غرينلاند، وهي جزيرة في القطب الشمالي تبلغ مساحتها تسعة أضعاف مساحة المملكة المتحدة، وجهة سياحية منسية، استقبلت سنة 2019 مئة ألف سائح، أي نحو ضعف عدد سكانها، قبل أن تنخفض هذه الأعداد بسبب الجائحة.

ويشير سماراسون إلى أنّ وجود مطعم "كوكس" في المنطقة "هو بالضبط ما نسعى إليه في جهودنا الرامية إلى استقطاب نوع مميز من السياح".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في مذاقات