: آخر تحديث

الصراعات السياسية تلقي بظلالها على مهرجانات جونية الدولية

290
343
278

إيلاف من بيروت: بمبادرة من المجتمع الأهليّ، تم إطلاق مهرجانات جونية الدوليّة قبل ستة سنوات. كان الفعل يومها تجسيداً عمليّاً لمقولة إضاءة شمعة بدل لعنة الظلام، كما كان الهدف منها إحياء الحركة السياحيّة والدورة الاقتصاديّة في مدينة جونية وضواحيها. 
وعمليّاً، هذا ما سيكون عليه الواقع في النسخة السابعة للمهرجانات، التي تم الإعلان عن فعاليّاتها في المؤتمر الصحفيّ الذي انعقد في حرم كازينو لبنان، وحضره ممثل عن وزير السياحة أفيديس كيدانيان وعدد كبير من الفعاليات السياسيّة والثقافيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة والعسكريّة والصحفيّة.


 

الإعلامية رانيا زيادة أشقر قدّمت للمؤتمر قائلة: لم تكن مدينة جونية يوماً مساحة جغرافيّة. لقد شكّلت عبر تاريخها القديم والحديث واحة روحيّة وفكريّة وثقافيّة وسياحيّة بامتياز، حاضنة في الوجدان وفي القلب وفي الروح، ما يحيط بها غرباً وشرقاً وشمالاً وجنوباً. ولو سألَتْ لجنةُ "جونية إنترناشيونال فيستيفال" أهلَ الجَنوب، أهلَ البِقاع، أهلَ الشَّمال، أهلَ الجبل، أهلَ لبنان، أن تُقيمَ مِهرجانَها ما بينَهُم، لكانَ الجوابُ دونَ تردُّدٍ يا هلا. يا مِيت مرحبا. نحنُ الضيوفُ وأنتم ربُّ المنزِل.
وتوجهت أشقر إلى وزير السياحة أفيديس غيدانيان ذاكرة انه منذ الستينات، كانت المهرجانات تعم البلاد بالشكل الذي يليق بمدنها ومراكزها السياحيّة. أمّا في جونية، فكانت الفعاليات الاحتفاليّة خجولة والمبادرات متواضعة. إلاّ انه قبل سبع سنوات بالتحديد، التقت حفنة متطوّعة من الصبايا والشباب في مبادرة منبثقة من المجتمع الأهلي، على إطلاق مهرجانات جونية الدوليّة، فنقلوها من يومها إلى مصاف العالميّة. وفي الوقت الذي كان العالم ينقل صورة بشعة عن نفاياتنا في الشوارع، استطاعت لجنة مهرجانات جونية الدوليّة محو هذا المشهد من الأذهان، فصارت المهرجانات مع احتفاليّة الأضواء في الألعاب الناريّة الطالعة من الخليج، تتصدّر وسائل إعلامنا المحليّ والإقليميّ والعالميّ.

زينة افرام: الخلاف سياسي وليس مادي

وعدت زينة افرام رئيسة لجنة "جونية إنترناشيونال فيستيفال " بصيف واعد بسحر أمسياته، ينعكس على المنطقة حركة سياحية متألّقة. 
وركّزت على أنّه "تنادى صبايا وشباب المدينة حول حلم رؤية جونية بأجمل حلّة، لوحة فنيّة، أيقونة متألّقة وسفيرة أناقة ورقيّ للعالم أجمع. لاقاهم المجلس البلديّ السابق في منتصف الطريق، فأثبت الأمر أنه بالتعاون البنّاء دون عقد وحقد، يستطيع المجتمع المدنيّ مع السلطة المحليّة جعل المهرجان أولاً بتصنيف وزارة السياحة".
أضافت:" للأسف، رفضت السلطة الحاليّة هذا الواقع رغم محاولاتنا الكثيرة. وللأسف أيضاً لم يتمّ العمل على مثال ما هو قائم في كلّ المهرجانات الكبيرة، حيث هناك فريق للمهرجانات وفريق من السلطة المحليّة يتعاونان. فكان علينا إكمال رسالة حبّ جونية وحبّ الحياة، متجاوزين كل العراقيل الموضوعة أمامنا، مؤكدّين على الاستمرار وقبول التحدّي". كما أكدت لكاميرا إيلاف أن أسباب الخلاف مع رئيس البلدية الحالي هو سياسي وليس مادي رافضة الخوض في تفاصيله.
افرام أشارت أيضاً انه " من خلال العمل التطوّعي، حمل فريق العمل هذه الرسالة إلى كلّ اللبنانيين وكل زوّار لبنان. تعاون الفريق، تعب وتضامن، وأثبتنا للجميع ان المجتمع الأهلي وعنصر الشباب قادر أن يصنع الفرق، ونحن بفخر وتواضع صنعنا الفرق".
وختمت قائلة:" في النتيجة، هذه هي رسالة مدينة جونية في الانفتاح والابداع. هذه رسالة لبنان الحضاريّة تجاه المحيط والعالم. وهذه أمانة وضعها بين أيدينا مئات الآلاف من المواطنين والمغتربين الذين أمّوا المدينة والمهرجانات في موسمها، وكما هو معروف في عالم الأعمال، يتحدّى الأوّل دائماً ذاته في سبيل التطوير والتغيير، أما من يأتي لاحقاً، فيقلّد الأول لا غير".

فادي فياض: رفضوا إعطائنا مجمع فؤاد شهاب فوجدنا بديلاً أضخم 
في بداية كلمته شرح نائب رئيس اللجنة ومديرها العام فادي فياض تفاصيل الحرب التي أعلنتها بلدية جونية برئيسها الحالي على المهرجان، رافضين منحهم ملعب فؤاد شهاب كما جرت العادة لإقامة المهرجان فيه، فكان البديل التوجه الى بلدية غزير التي رحبت بدعم المهرجان، كما خصصت قطعة أرض ضخمة مطلة على البحر كموقع جديد للمهرجان ويتم تجهيزها حالياً على أعلى المستويات العالمية لتستقبل زواره.

كما عرض فياض برنامج المهرجان، معلناً اننا سنكون على موعد مع الرومنسيّة في حفل للفنان وائل الكفوري مساء الأحد الثاني من تموز. أمسية تعلن التمسّك بحبّ الحياة، ولا عجب أن تستقطب الكبار والصغار العاشقين لباقة مختارة من الكفوري.
وفي نفحة ثقافيّة دوليّة كدليل على الانفتاح، ولما في ذلك من ترجمة لدور لبنان ومن انعكاس إيجابيّ على الحركتين السياحيّة والاقتصادية، سيشهد المهرجان حدثاً ثقافيّاً ابداعياً مع النسخة الأصليّة للعمل المسرحيّ الضخم "نوتردام دو باري" في غنائية من نصّ لفيكتور هوغو، الأكثر شهرة عالميّاً.
العمل هو بإشراف المنتج والمؤلفّ الموسيقيّ أسامة الرحباني ومشاركة النجمة اللبنانيّة الرائعة هبة طوجي بدور إزميرالدا، في عروض أيام السبت، الأحد، الإثنين والثلاثاء 8 و9 و10 و11تموز. 
الرحباني أكد ان الموقع المختار يليق بمهرجانات جونية الدوليّة ويتلاءم مع متطلبات تأدية المسرحيّة التاريخيّة العالميّة وتجهيزاتها التقنيّة الضخمة بمستوى عالمي.
وتختتم المهرجانات بسهرة للفريق الفني العائد إلى" ميوزيك هول": الأخوان شحادة، طوني حنا وبلال وغيرهم يوم الجمعة 14 تمّوز مع أجمل الأغاني اللبنانيّة والوطنيّة.
أما السبت 15 تموز فسنكون مع الحفل الختامي والعرض المبهر للألعاب الناريّة، الذي استقطب على مدار الأعوام السابقة مئات الالاف من القاطنين والزوّار وأصبح الحدث السياحي الأهمّ في لبنان. 
وفي اللحظة التي ستنار فيها المنطقة في احتفالية الأضواء من قلب الخليج، سيرافق الحدث بموسيقاه الفنّان اللبناني اللامع ميشال فاضل مع مجموعة من العازفين من على مدارج المهرجان في غزير. 
عزف ممنهج سيستقطب عنصر الشباب بالطبع، إضافة إلى الكبار والصغار، في تزاوج ما بين البرّ والبحر وما بين الألعاب الناريّة وما ستصدح به الآلات الموسيقية من تفاعلات مبدعة، ما سيخلق دون شك جوّاً من الدهشة في التقاط سحر اللحظة بالعيون والآذان.
 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ترفيه