قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الاثنين، في البيت الأبيض بعد تنصيبه رسمياً رئيساً: "يجب على الرئيس الروسي (فلاديمير) بوتين أن يبرم صفقة. أعتقد أنه يدمر اقتصاد روسيا بعدم إبرام صفقة". وأضاف ترامب: "الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يريد إبرام صفقة لإنهاء الحرب مع روسيا، ومن الأفضل لبوتين ولاقتصاد بلاده إبرام هذه الصفقة". وقال أيضاً ترامب إنه يستعد لعقد لقاء قادم مع بوتين لم يحدد موعده، ويأمل التوصل إلى اتفاق معه لإنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا.
وهنأ الرئيس الروسي بوتين الرئيس الأميركي ترامب بمناسبة توليه منصب الرئاسة الأميركية. وقال بوتين إنه منفتح على الحوار مع الإدارة الأميركية الجديدة من أجل قضايا عدَّة، منها الصراع الروسي الأوكراني.
وتلك التهنئة من بوتين إلى ترامب بمناسبة تنصيبه رئيساً لأميركا تعكس مدى استعداد بوتين وقبوله الكبير للجلوس والحوار بشأن الصراع القائم الآن مع أوكرانيا وحلف الناتو، وما يخص ملف العقوبات الاقتصادية ضد روسيا.
في الأيام السابقة عندما تم الإعلان عن فوز ترامب بالرئاسة الأميركية، كتبت أني أظن أنَّ الحرب الروسية الظالمة ضد أوكرانيا سوف تتوقف خلال ثلاثة شهور تقريباً من تنصيب ترامب رئيساً لأميركا. ولن أعيد وأزيد على هذه النقطة التي كنت تطرقت لها مسبقاً.
يتضح جلياً أنَّ ترامب في عجلة من أمره وجاد بشكل كبير في أن يوقف بوتين عن اقتراف المزيد من القتل والدمار في أوكرانيا، بل وذكر ترامب في مضمون تصريحه السابق أنه يتوجب على بوتين أن يستجيب ويوافق على خطة السلام التي وضعتها الإدارة الأميركية الجديدة من أجل وقف الاعتداءات الروسية ضد أوكرانيا. وأشار إلى أنه إذا لم يستجب بوتين لخطة السلام تلك فإنه سوف يُدمر روسيا!
إقرأ أيضاً: خبل ومتعافي!
هذا بصفة موضوعية يعني أنَّ بوتين إن لم يوافق على خطة السلام تلك فإنه يتوجب عليه أن يستعد لحرب جديدة ستكون أشرس بكثير من الحرب التي تخوضها روسيا حالياً مع أوكرانيا ومن يدعمها من دول حلف الناتو. حيث ستكون الحرب الجديدة ضد روسيا من الجانب العسكري حرباً يُستخدم فيها سلاح نوعي جديد فتاك، ومن الجانب الاقتصادي فإنَّ العقوبات الدولية على روسيا سوف تزداد أكثر من السابق، وسوف يتم حظر بيع النفط والغاز ومنع التبادل التجاري بين روسيا وبين تلك الدول التي لا تزال تتعامل معها اقتصادياً.
في وجهة نظري الشخصية، أظن أنَّ بوتين سوف يوافق على ما جاء في خطة السلام التي أعلن عنها الرئيس الأميركي ترامب، وأن الحرب الظالمة ضد أوكرانيا سوف تتوقف في فترة أظنها ستكون خلال ثلاثة أشهر من الآن.
إقرأ أيضاً: كيف ينكسر الظالمون؟
من هنا إلى أن يتم نشر بنود خطة السلام المنتظرة، فإنَّني متأكد أنَّ خطة السلام تلك لن تكون بنودها عادلة ولا مفرحة للكثير من أبناء الشعب الأوكراني ولا للداعمين للقضية الأوكرانية من أمثالي. لكن لا يعني هذا أنَّ روسيا سوف يكون لها الحق الدائم الخالد في أن تحتفظ بجميع تلك الأراضي الأوكرانية التي تحتلها الآن. بل وبلا شك سوف تكون هناك مناورات سياسية ودبلوماسية مفتوحة أبوابها للوصول إلى نقاط تلاقٍ وتفاهم بين أوكرانيا وروسيا لاسترجاع الأراضي الأوكرانية المحتلة. ولربما سيكون هناك سيناريو عسكري آخر قادم ضد روسيا في المستقبل.