: آخر تحديث

الثرثار

5
4
3

كائنٌ حيٌّ ينتمي إلى فصيلٍ غير سويٍّ من المخلوقات البشرية، نصفه فارغ، والنصف الآخر مزيجٌ من المكر والخداع.

لا يستطيع العيش إلا متسلقًا على أكتاف الآخرين، يظهر في أوقات النجاح، ويحاول عبثًا تجيير النتائج الإيجابية إلى رصيده ليقطف ثمار جهود الآخرين. كالنباتات المتسلقة، يشق طريقه إلى عنان السماء من خلال الأغصان المثمرة.

يصارحك منفردًا أنَّ المرحلة تتطلب ممارسة هذا النوع من التملق.

زحفه يشبه تحركات الثعبان، الذي خرج من جحره عند غياب المروِّضين. يرافقك متخفيًا خلف ابتسامة مزيفة.

صاحبنا المتلون موسوعةٌ متحركة؛ يتحدث في التاريخ، والدين، والرياضة، والسياسة، مرورًا بالثقافة، والشعر، والفلسفة، وربما يتحول إلى عالم ذرة، وخبير في أسرار بيوت النمل، وعلم البيطرة!

من صفاته أنه لا يرتدي برقع الحياء، ولا يحمر وجهه خجلًا. هذه هي حاله، يواصل الهذيان، يتحدث قائمًا وقاعدًا، ولا يتقن أبسط قواعد المهنة. بفعل فاعل، هبط فجأة مستعينًا بمظلة صلة أو روابط أخرى. يحمل موهبة فطرية في فنون الثرثرة والجاسوسية، حاولوا استغلاله والاستفادة من حواسه ولدغاته السامة.

لا يتوافق لسانه مع عقله، ولا تتطابق قدراته ومؤهلاته مع موقعه. لا يفقه ما يقول، وليس لديه القدرة على مواجهة جهله. يعاني من تخلف لفظي وذهني.

ثرثارنا المغمور يرى نفسه عين الصواب ورأس الحكمة. يعتقد أن صفاته الرديئة هي وسيلة للصعود نحو القمة، لذا يطلق لسانه بلا قيود.

يمارس القفز دون كلل أو ملل، ولا يهدأ إلا عندما يفرغ ما في جوفه من تطفل وتهريج. من تعرّف على صاحبنا، فليلتزم الصمت ويغتنم فضائل الستر على العباد.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في كتَّاب إيلاف