: آخر تحديث

أزمة تأييد التمرد الديمقراطية!

13
13
12

نظرة خاطئة ومتخلفة تتكرر عند تقييم الديمقراطية كلما جاءت انتخابات وفاز حزب يساري على يميني من دون تقييم عادل للديموقراطية من منظور غير سياسي ومظهر رخيص وليس جوهر الديمقراطية.
يقحمون الدين والعرق ويفضلون العنصرية في تحليل الانتخابات وأصول المرشحين والفائزين في الانتخابات على أساس تفاهة تحتل بعض أو كل شيء في الرأس، مركز الذهن والعقل المعطل!
السياسية طاغية في العالم العربي والانفعال والعاطفة لها مكانة عليا من التبجيل والتأليه، فمسارات الانتخابات في أمريكا ونتائجها في بريطانيا وفرنسا تقتلع واقعها الحزبي وجوهرها الديمقراطي بسبب سلوك سياسي عربي مفرط بالجنون واهتمام مفرط بالتفاهة لتغذية روح تائهة!
الجميع -دون التعميم- ينظر إلى الديمقراطية على انها مادة سياسية بحتة وليس قيمة فكرية وثقافية تتيح الحياة لكل الأفكار والنظريات والأديان والثقافات المتناقضة والمتمردة أيضاً.

أزمة التمرد على الديمقراطية...أزمة تتجدد ولا تغيب عن عالم يهوى تبجيل الانفرادية وتقديسها وليس الانفتاح على العالم الجديد الذي لا ينقلب على المجتمع والتاريخ ولا يقود التمرد على الديمقراطية وجذورها لإنها قيمة ثقافية لا تفقد قيمتها مهما اشتدت الأزمات وتعقدت التحديات!
العنصرية، تجنح الفزعة لها من واقع ديني وعرقي أو واقع سياسي انتهازي وصراع قاتل في المجتمعات التي تستفحل فيها الهشاشة الذهنية وتنتصر فيها ثقافة التفاهة على عالم يمارس الديمقراطية بمفهومها الحقيقي وقيمتها الثقافية وليس عالم عنصري وديني متطرف.
شلل نصفي يصيب الأخلاق وشلل أخر يغتال العقل بين يسار متطرف ويمين مريض ونظام مضطرب وأخر مذهول لكنه غير متمرد على الديمقراطية، فالتمرد مرض قاتل في نظام يرفض حتى الترويض سياسياً وثقافياً واجتماعياً!
التأييد الكمي والبصري للتمرد على الديمقراطية ليس أداة قياس للجماهير وإرادة الشعوب والعجب بداية الفهم والدهشة تعبر عن قوة التفكير... وإذا غاب الضمير طغى الاستبداد في تدمير الديمقراطية.
حشد التأييد الأعمى للبطل الأجوف والمتمرد والتأييد الكمي والبصري للانفرادية تلبي رغبة فردية أو رغبات أنانية لنفي حقيقة وواقع التعلق الاجتماعي في التعبير عن الرأي لتشكيل أقلية وأغلبية سياسية وحزبية من دون الانفصال عن المبادئ والقواعد الأساسية للديمقراطية.

جمهور الديمقراطية معروف بين أقلية أو اغلبية لكنها مجاميع منسجمة من حيث المبادئ السياسية ولا تتخفى تلك الجماهير ولكن جمهور القمع والتعسف والنيل واغتيال الديمقراطية مجاميع خفية وأخرى علنية تنتظر فرصة الانقضاض على أنفاس الحريات.
تشكيل الأقلية أو الأغلبية في المجتمع في مناصرة الديمقراطية وقواعدها ليست عملية معقدة فالتحديات الاجتماعية ملهمة في تكوين الرأي والمجاميع الجماهيرية في حين جمهور الشر الذي يضمر اغتيال الديمقراطية واقتلاع جذورها من العقول لا تقوم على أساس نوعي وكمي!
الأقليات المختارة والأغلبية غير المختارة قد تكون ضحلة في فهم الديمقراطية وتقييم قيمتها وثمنها على المجتمع والدولة وهي جماهير تتلاقى عند الأزمات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية على عكس جمهور وجينات غير صديقة مع الديمقراطية.
المتعجرف العربي لا يؤمن بالديمقراطية لكنه يحس في قيمتها عند الأزمات ويحسن استغلالها وتطويعها لمصالح ليس بالضرورة تكون مصلحة عامة أو وطنية، فالقضية تخضع للمساومات والمقايضة تمهيداً لشيوع الشر ضد الديمقراطية وتشويهها عبر وسائل شتى.
سياسة التفريق عادة ما تكون أدوات المتعجرف العربي في شق الصف الوطني وجماهير الأقلية والأغلبية خصوصا حين يكون نسيج المجتمع مكون من طبقات اجتماعية واقتصادية وسياسية ودينية.

انقسام المجتمع وتقسميه إلى فئات وشرائح وجماهير مادية ترجح العنصر الذكوري على النسوي يسهل المهمة غير العسيرة في خلق نخب غير ديمقراطية مستظلة براية الدين!

*إعلامي كويتي


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.