في السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، كانت حماس، بعد سنوات من التزود والتدريب والتنظيم، في أقوى مرحلة لها في تاريخها. أمَّا اليوم، وبعد عام من ذاك اليوم المشؤوم، فقد باتت هذه الحركة قاب قوسين أو أدنى من تفككها التام.
كان يُقال حينها إنَّ حماس كانت من أكبر التنظيمات الإرهابية قوة وتحصنًا وتدريبًا، فما حل بها خلال عام جعلها من أضعف هذه التنظيمات.
حماس ما قبل السابع من تشرين الأول
حسب مصادر دولية وإسرائيلية، كان بحوزة الحركة عشية شن هجوم السابع من تشرين الأول (أكتوبر) ترسانة تحوي ما بين 15 إلى 17 ألف صاروخ وقذيفة صاروخية من أنواع مختلفة. كما كانت تملك الآلاف من قذائف الهاون، وتراكمت لدى أفرادها خبرة كبيرة في إطلاق الصواريخ الباليستية، حيث أطلقوا منها المئات على مدن وأهداف إسرائيلية أخرى. قاموا بتطبيق هذه الخبرة عندما أطلقوا في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) نحو 3000 صاروخ وقذيفة في آن واحد في محاولة للتغلب على الدفاعات الجوية الإسرائيلية.
القوة البشرية
كانت قوة حماس من حيث القدرات البشرية تتراوح ما بين 20 إلى 40 ألف عنصر. وحسب مصادر إسرائيلية، كان هناك في غزة نحو 30 ألف عنصر، وقد غزا نحو 3500 من قوات النخبة التابعة للحركة إسرائيل في السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، وقد تم القضاء على معظم هؤلاء.
التحصينات والبنى التحتية
خلال نحو عقدين من حكمها في قطاع غزة، أنشأت حركة حماس تحصينات وبنى تحتية قوية ومتشعبة، من بينها ما بين 200 إلى 600 كم من الأنفاق، بالإضافة إلى ورشات ومصانع لإنتاج الأسلحة.
حماس ما بعد السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023 وحتى الآن
بعد عام من الهجوم المباغت الذي شنته حماس على إسرائيل والمذبحة الجبانة البشعة بحق المدنيين العزل التي ارتكبتها، باتت حماس مجرد شبح لما كانت عليه قبل الحرب. فقد استخدمت حماس منذ بداية الحرب نحو 13 ألف صاروخ وقذيفة، أي حوالى 75 بالمئة من ترسانتها، وبالمقابل تم تدمير الآلاف من الصواريخ الأخرى من خلال القصف الجوي أو العمليات العسكرية الإسرائيلية على الأرض، حيث فقدت الحركة معظم هذه الترسانة، وهي غير قادرة حاليًا على إطلاق سوى قذائف منفردة بين الحين والآخر.
القوى البشرية
بلغت خسائر حماس من القوى البشرية نحو 18 ألف عنصر، وربما أكثر بحسب تقديرات الاستخبارات الأميركية وغيرها. كما تم تفكيك وتدمير 23 كتيبة من أصل 24 كتيبة كانت للحركة في القطاع عشية الهجوم، مما يعني التفكيك التام لحماس كقوة مقاتلة.
التحصينات والبنى التحتية
منذ بدء العملية البرية لجيش الدفاع الإسرائيلي، تم تدمير معظم هذه البنى التحتية وشبكات الاتصال، ومئات الكيلومترات من الأنفاق، بالإضافة إلى ضبط كميات هائلة من الأسلحة والعتاد العسكري.
وخلاصة القول إنَّ حركة حماس ليست نفس الحركة القوية التي كانت تسيطر في القطاع، وهي حاليًا على وشك الانهيار التام. فقدت مكانتها كعنصر ذي نفوذ في المنطقة، وهي في أضعف حالاتها منذ تأسيسها. وإسرائيل لن تسمح لها أبدًا بأن تعود إلى ما كانت عليه.