: آخر تحديث

"الأخبار" الكويتية ألغت غيرها!

25
22
22

قبل أيام خرجت قناة "الأخبار" الكويتية بحلة يقال عنها جديدة ويقال واثبة نحو عالم إعلامي غير مجهول، لكي تقدم ما فات فضاء الإعلام العربي المتطور والمتخلف أيضاً من محتوى غير مسبوق ومصادر أخبار حديثة التوثيق!

قدمت نفسها قناة "الأخبار" الكويتية كعاصمة إعلامية حديثة ونجماً جديداً في سماء الإعلام وملاذ الحريات الذهبية مثلما تكون أي قناة أخباريه عربية أخرى أو صحيفة إلكترونية لم تحصد السبق الصحفي كما ستفعل "الأخبار" الكويتية دون عناء مهني!

الكويت ليس فيها حزب يميني متطرف أو معتدل ولا يسار متحزب أو علماني متفسخ ولا معارك حزبية لأن العمل الحزبي محظور قانونياً وسياسياً باستثناء واجهات دينية مرضي عليها كجمعية الإصلاح الاجتماعي وهي واجهة "الإخوان" المسلمين في الكويت وجمعية التراث، واجهة السلف.

معركة النور والظلام بدأت في الكويت بوقت مبكر جداً عند التصدي للحركة الوهابية وبدأت أيضاً معركة الشورى في العام 1921 قبل تطور الكويت إلى دولة ديمقراطية دستورية في العام 1962.

الكويت، تحولت -فجأة- إلى عاصمة الحريات المنضبطة ونجم الأخبار في سماء إعلام مجهول بمباركة وزير الإعلام عبدالرحمن المطيري ودعم سياسي كما ورد في حديثه المقتضب عن استراتيجية تحمل مفردات رنانة وتطلعات لاقتحام ساحات أخبار مشغولة أساساً! 

الخواطر العفوية عن الديمقراطية والسياسة ومعركة الشورى في العام 1921 عن الحكم وخلافات أسرة الصباح التي تنبأ بها أهل الكويت ووضعوا قراراتهم وخياراتهم من أجل وحدة أسرة الحكم، هل ستشجعها وزارة الإعلام حتى لو كانت مجرد خواطر؟!

هل الغناء والألحان عن الديمقراطية ومجلس الأمة ولوحات فنية كونها مبادرات شبابية جديدة ستكون ساطعة كحدث محلي في فضاء قناة "الأخبار" الكويتية؟! أم ستجعلها وزارة الإعلام كوابيس قانونية على الأرض!

هل خواطر وأحلام نقد الحكومة والوزراء في غياب مجلس الأمة مهمة غير مستحيلة مناقشتها على قناة "الأخبار" الكويتية التي ستلغي القنوات والمنابر الإعلامية الأخرى في مستقبل غير منظور؟!

إيران، الجارة المسلمة، هل سينالها من الطيب الكويتي نصيب في تعبئة الرأي العام العالمي ضد ساسة طهران في قناة "الأخبار" الكويتية لصالح الحق الكويتي في حقل "الدرة"؟!

الكويت، كانت تمطر ذهباً من الرأي المستنير وتعليم متفوق وتطور ثقافي متحضر ولكن صراع الحكومة مع الحكومة جعلها متخلفة تعليمياً وتنموياً وثقافياً، فهل ستعالج قناة "الأخبار" الكويتية هذه الظاهرة المدمرة وتحقق المصالحة الحكومية؟!

هل البكاء الاصطناعي على حالة الصمم السياسي في قناة "الأخبار" الكويتية سيتم نقله على الهواء مباشرة كخبر عاجل مع تحليل موضوعي دون إثارة مضادة ومعارضة الإعلام الرسمي ودون الكشف عن حقيقة مقاضاة البكاء حتى لو كان اصطناعياً؟!

وزارة الإعلام تنازلت أو تغافلت عن أرشيفها عند محاولة ترميم الأرشيف محلياً وحين بادرت مؤسسة خاصة بناء على طلب الوزارة الترميم بمساعدة فرنسية، تحول المشروع إلى صداع هندسي في رأس استشاري خارج الوزارة!

المتحاربون والمتمردون والمتخاصمون والمتنافسون والمتقاضون والفاسدون في الجهاز الحكومي، هل ستقوم قناة "الأخبار" بنقل اخبارهم من المحاكم ودفاعهم؟!

اللياقة الذهنية وتفجير طاقات الجسد والروح في تقبل الرأي والرأي الأخر ومناقشته تتطلب رياضة سياسية وإعلامية فقدتها منذ زمن وزارة الإعلام والعودة للياقة الحريات تحتاج ثورة ثقافية فوق مستوى الإعلام الرسمي المتخلف. 

القصف المكثف للاستفهامات العفوية والمهنية، هل وهل، فرضت، للأسف، نفسها علينا في الوقت غير المناسب!

 *إعلامي كويتي


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في كتَّاب إيلاف