: آخر تحديث
استثماراتٌ تتطور في مهن المهاجرين

فطائر الأريبا "الخبز اليومي" للفنزويليين تغزو العالم

22
24
30

كراكاس: من شوارع كراكاس إلى المطاعم العصرية في نيويورك وباريس وطوكيو، تغزو فطيرة أريبا البسيطة المصنوعة من دقيق الذرة والخالية من الغلوتين، العالم.

هذه الفطيرة تُحضَّر في دقائق عن طريق تشكيل كرة من طحين الذرة والماء ثم تسطّح وتشوى. يمكن حشو الأريبا بكل شيء، من الجبن واللحوم إلى الفاصوليا والمأكولات البحرية والخضراوات.

أما الفطيرة المفضلة للفنزويليين فهي "رينا بيبيادا" المحشوة بالدجاج والمايونيز والأفوكادو.

وهناك "فيودا" أو "الأرملة" التي تأتي بدون حشوة، وهي المرافق المثالي لطبق الحساء، لكنها أيضا الخيار الوحيد لفقراء كثر في فنزويلا.

الخبز اليومي
يقول باتريك ريباس الذي ترجم إلى الفرنسية كتاب "أريبولوغو" المخصص للأطعمة المصنوعة من الذرة إن الأريبا "هي الخبز اليومي للفنزويليين. يأكلونها يوميا".

ويوضح لوكالة فرانس برس "يمكنكم وضع أي شيء تريدونه فيها. إنه طبق بحد ذاته. يمكنكم أيضا تناولها فارغة عندما لا يكون لديكم الكثير من المال. وهذه للأسف هي الحال بالنسبة إلى الكثير من الفنزويليين".

وبحسب مؤلف كتاب "أريبولوغو" ريكاردو إسترادا كويفاس، فإن الأريبا "طعام ليس حكرا على طبقة اجتماعية معينة".

ويقول لوكالة فرانس برس "يأكلها الجميع، من أبسط الناس وأكثرهم تواضعا إلى (شخص) مدير" مضيفا "إنه طعام يتناوله الجميع، بالطريقة نفسها، وبالحشوات نفسها. حيث يوجد فنزويلي، توجد فطائر الأريبا".

استثمارات ناجحة
وسط أزمتين سياسية واقتصادية أدتا إلى تقلص الناتج المحلي الإجمالي لبلدهم بنسبة 80 في المئة بين عامَي 2013 و2022، هاجر أكثر من سبعة ملايين فنزويلي، حوالى ربع السكان، في السنوات الأخيرة... وأخذوا مطبخهم معهم.

كانت مارلين كيروغا (47 عاما)، تزاول مهنة المحاماة في فنزويلا لكنها غادرت قبل خمس سنوات إلى نيويورك.

عملت في وظائف مختلفة حتى العام 2021 حين بدأت مشروعا تجاريا في مجال توريد الطعام، وذلك رغم أنها "لم تكن تعرف كيف تقلي بيضة" بحسب قولها.

وتقول كيروغا لوكالة فرانس برس "قصدت في كوينز صالونات التجميل والمكاتب والعيادات. قدمت عينات مجانية" للترويج لهذا النشاط التجاري.

وتوضح صاحبة "أريبا لانيويوركوينا" ("Arepa LaNewyorkquina") أنها حققت نجاحا بسرعة، مشيرة إلى أن عددا متزايدا من سكان نيويورك يفضلون الآن الأريبا الخالية من الغلوتين على الخبز.

وعلى الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، يقول جان فرنسوا-لاميزون (63 عاما) الذي كان يتناول العشاء في المطعم الفنزويلي "أخيدولسه" ("Ajidulce)" في باريس "إنه تغيير عن الهامبرغر المنتشر في كل مكان".

ويروي صاحب المطعم لويس فرناندو ماتشادو، وهو مهندس نفط سابق انتقل إلى العاصمة الفرنسية في العام 2011 لوكالة فرانس برس إنه بدأ بشاحنة طعام لكنه الآن يوظف 10 أشخاص.

ويتميّز مطعمه بمطبخ مفتوح حتى يتمكن الزبائن من رؤية وجباتهم وهي قيد التحضير.

ويقول "يحب الباريسيون اكتشاف الأطعمة غير المألوفة. الأمر يشبه إلى حد ما القيام برحلة إلى منطقة الكاريبي".

وفي طوكيو، يروّج المغترب الفنزويلي راول ماركيز (42 عاما) وزوجته اليابانية ميهو لـ"طعام شوارع صحي وخال من الغلوتين" في شاحنة طعام تبيع فطائر الأريبا.

ويضيف لوكالة فرانس برس "مرت فنزويلا بوقت صعب خلال السنوات القليلة الماضية... وهو أمر دفع بالناس إلى الهجرة وساهم في نشر ثقافتنا بكل الطرق، والطعام جزء منها".

وبعد كل هذه السنوات، يقول ماركيز إن الأريبا تذكّر بـ"أمي، وتناول الطعام في الصباح قبل الذهاب إلى المدرسة".

في كراكاس
بالعودة إلى كراكاس، تبيع ليزبيث ماركيز فطائر الأريبا في الشارع منذ 15 عاما من الساعة الرابعة بعد الظهر حتى الثانية صباحا كل يوم.

وفطيرتها المفضلة؟ "بابيّون" المحشوة بالزبدة المذابة والفاصوليا السوداء والبيض والجبن المبشور.

وتقول ليزبيث التي تبيع حوالى 1200 أريبا في اليوم: "أنا لا أتعب من تناولها. أفضل أنواع الأريبا هو الذي يُصنع في المنزل".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في اقتصاد