قال وزير الدفاع الباكستاني إن قوات الأمن الباكستانية استعادت السيطرة على مركز للشرطة وقتلت 33 مسلحاً كانوا يحتجزون فيه عدداً من الرهائن.
وكانت مجموعة من المتشددين من حركة طالبان الباكستانية سيطرت على مركز للشرطة في منطقة بانو الشمالية الغربية النائية يوم الأحد.
واحتجزت المجموعة عدة أشخاص، بينهم مسؤولون أمنيون، كانوا متواجدين في مركز الشرطة، الذي يقع في منطقة قريبة من الحدود المشتركة بين باكستان وأفغانستان.
وقال وزير الدفاع، خواجة محمد آصف، إنه تم إطلاق سراح جميع الرهائن، وقتل خلال العملية فردين من أفراد القوات الخاصة، وأصيب 10 إلى 15 من أفراد الجيش.
وأكدت حركة طالبان الباكستانية - المعروفة أيضاً باسم تي تي بي، مسؤوليتها عن الهجوم، وفقاً لبيان أوردته وسائل الإعلام المحلية.
وصعدت الحركة هجماتها بعد إنهاء وقف لإطلاق النار مع الحكومة الباكستانية، توسطت فيها حكومة طالبان الأفغانية، الشهر الماضي. ويدور صراع بين الجانبين منذ سنوات.
وظهرت حركة طالبان باكستان عام 2007 لكنها قُمعت من خلال عملية عسكرية في عام 2014، قبل أن تعاود الظهور.
وتعد الحركة منفصلة عن حركة طالبان الأفغانية، على الرغم من أنها كانت أكثر نشاطاً منذ أن وافق الأفغان على اتفاق سلام مع الولايات المتحدة في عام 2020، وسيطروا على البلاد العام الماضي، لكنهما تشترك في أيديولوجية متشددة واحدة.
وفي شرح للأحداث، أخبر الوزير آصف البرلمان الباكستاني أن المسلحين الـ 33 على صلة بمجموعات مختلفة، وأنهم محتجزون في مجمع لمكافحة الإرهاب.
وأضاف أن المسلحين احتجزوا الرهائن بعد أن ضرب أحد المسلحين جندي أمن على رأسه بالطوب وخطف سلاحه.
وقد قيل إن المسلحين طلبوا مخرجاً آمناً مقابل الإفراج عن الرهائن. إلا أن الأمر انتهى بالمواجهة بعد فشل جهود التفاوض.
ويقال إن القوات الخاصة في الجيش (الكوماندوز) انتهزت فرصة وجود خلاف وشجار بين الخاطفين وتمكنت من استعادة السيطرة على مركز الشرطة الساعة 12:30 بالتوقيت المحلي (07:30 بتوقيت غرينتش).
وأفاد شهود عيان رؤية انفجارات وسماع إطلاق نار كثيف في المنطقة المحاصرة.
وأضاف آصف للبرلمان إن "جميع الإرهابيين" قُتلوا، وأطلق سراح جميع الرهائن - دون تحديد العدد النهائي لهم.
وألقى باللوم في الحادث المميت على "الانهيار التام" لحكومة ولاية خیبر بختونخوا.
وظلت المدارس والشركات والطرق المجاورة مغلقة يوم الثلاثاء مع وجود نقاط تفتيش للشرطة.
ويأتي الحادث وسط موجة من الهجمات الدامية في باكستان - استهدف العديد منها قوات الأمن.
كما قُتل أربعة من رجال الشرطة خلال هجوم منفصل في مكان آخر في بانو يوم الأحد.
ما علاقة باكستان بأفغانستان وطالبان؟
تتمتع باكستان بعلاقة فريدة مع أفغانستان. ويشترك البلدان في حدود تبلغ مساحتها 2570 كيلومتراً (1600 ميل). الجانبان شريكان تحاريان مهمان. هناك العديد من الروابط الثقافية والعرقية والدينية. وصف الزعيم الأفغاني السابق حامد كرزاي البلدين ذات مرة بأنهما "شقيقان لا ينفصلان".
بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول التي يقال إنه تم التخطيط لها في أفغانستان، نصبت باكستان نفسها كحليف للولايات المتحدة فيما يسمى "الحرب على الإرهاب".
لكن في الوقت نفسه، حافظت أجزاء من المؤسسة العسكرية والاستخباراتية في البلاد على روابط مع الجماعات الإسلامية في أفغانستان مثل طالبان. هذه الروابط، كما يُزعم، تحولت في بعض الأحيان إلى دعم مادي ولوجستي مهم.
وعندما كانت طالبان في السلطة قبل 20 عاماً، كانت باكستان واحدة من الدول القليلة التي تعترف رسمياً بحكومتها. وعندما سيطرت طالبان على كابول العام الماضي، أعلن رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان أن الجماعة "تكسر أغلال العبودية".
ما الذي يقلق باكستان؟
ومع ذلك، فإن دعم باكستان التاريخي لطالبان لا يعني أنها مرتاحة تماماً بشأن سيطرة الجماعة على كابول. لقد عانى الباكستانيون بشكل كبير على مر السنين على أيدي الجماعات الإرهابية الإسلامية التي تشن هجمات عبر الحدود من أفغانستان.
لدى باكستان مصلحة كبيرة في ضمان قيام الحكومة الجديدة في كابول بقمع مجموعات مثل القاعدة وفرع تنظيم الدولة الإسلامية المحلي. وهذا يعني أن لباكستان مصلحة في أن تتصرف طالبان بحزم وعدم السماح لأفغانستان بالهبوط إلى فضاء غير خاضع للحكم.
القلق الكبير الآخر لباكستان هو أزمة اللاجئين. يوجد في البلاد بالفعل نحو ثلاثة ملايين لاجئ أفغاني من الحروب السابقة، ومع اقتصادها المدمر، لا يمكنها تحمل المزيد من الدعم.