: آخر تحديث
"إيلاف" تقرأ لكم في أحدث الإصدارات العالمية

فلسفة الحزب الشيوعي الصيني تنتج تنمية مجتمعية شاملة

226
339
251

استطاعت الصين بحزبها الشيوعي الحاكم توفير التنمية والعدالة لكل أفراد الشعب ورسخ نهجها الاشتراكي مستقبل البلاد وأمّن الر خاء والازدهار للمواطنين كافة بلا تمييز.

إيلاف: يُركِّز كتاب "الحزب الشيوعي الصيني وفلسفة الحكم" على فلسفة الحكم الجوهرية والأكثر عمقًا فقط؛ نظرًا إلى تقيده بعدد معين من الفصول، كما يتمحور حول القضية الأساسية للحكم، وهي "مفاهيم الحكم لدى الحزب الشيوعي الصيني"، وذلك بالاستناد إلى تاريخ بناء الحزب الشيوعي الصيني الذي استمر 93 عامًا، وتاريخ تطور جمهورية الصين الشعبية في 65 عامًا، ويُوضح فلسفة حكم الحزب الشيوعي الصيني من خلال جوانب ستة. 

ويكشف عن أن التخطيط الشامل "خمسة في واحد" للاشتراكية ذات الخصائص الصينية وإنجازاته المستمرة، يؤكد إدراك أن الحزب الشيوعي الصيني قد شَكَّل فلسفة حكم ناضجة في مجالات البناء الاقتصادي، والبناء السياسي، والبناء الثقافي والاجتماعي، وبناء الحضارة البيئية، وكذلك الشؤون العسكرية والدبلوماسية، وغيرها من المجالات. كما ستستمر فلسفة الحكم في مختلف المجالات في التنمية والتحسين، مع التعميق المستمر لمسيرة التحديث.

الاشتراكية هي الحل
الكتاب الذي صدر من دار بيت الحكمة ألَّفه معهد النظريات الفكرية والسياسية في جامعة بكين للملاحة الجوية والفضائية، ويتكون فريق الكتابة من وانغ داي يوه، أستاذ مساعد

الارتباط الوثيق بالشعب من أكبر المزايا السياسية للحزب الشيوعي الصيني

في معهد النظريات الفكرية والسياسية في جامعة بكين للملاحة الجوية والفضائية، ود.قاو نينغ ود.ما شياو يي؛ حيث كتب د.قاو نينغ المقدمة والفصلين الخامس والسادس، بينما كتبت د.ما شياو يي الفصلين الأول والثاني، وكتبت الأستاذ المساعد وانغ داي يوه الفصلين الثالث والرابع، وقامت بتجميع الكتاب. وقد تعاون الأعضاء الثلاثة في فريق الكتابة تعاونًا صادقًا، وتبادلوا التشجيع، مما وفَّر ضمانة مهمة للغاية لإكمال هذا العمل. 

وقد أكد د.وانغ داي يوه أن طريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية هو الاستناد إلى أوضاع الدولة الأساسية، واتخاذ البناء الاقتصادي مركزًا له في ظل قيادة الحزب الشيوعي، والالتزام بأربعة مبادئ أساسية، والتمسك بالإصلاح والانفتاح، وتحرير القوة الاجتماعية المنتجة وتنميتها، وبناء اقتصاد السوق الاشتراكية، والديمقراطية الاشتراكية، وثقافة اشتراكية متقدمة، ومجتمع اشتراكي متناغم، وحضارة أيكولوجية اشتراكية، وتعزيز التنمية الشاملة، وتحقيق الرخاء المشترك للشعب بأسره تدريجيًّا، وبناء دولة اشتراكية حديثة متناغمة ومتحضرة ومزدهرة وقوية وديمقراطية. 

كما ذكر شي جين بينغ: "للاشتراكية ذات الخصائص الصينية طريقها ونظامها ونظريتها الخاصة، وهي استثنائية في تحقيق الارتباط الداخلي بين طريقها ودليل عملها وضمانها الأساسي، واستثنائية أيضًا في الممارسة العظيمة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية من خلال وحدة هؤلاء الثلاثة". لقد أثبت التاريخ والتطبيق أن الاشتراكية هي الطريق الوحيد لإنقاذ الصين، والاشتراكية ذات الخصائص الصينية هي الطريق الوحيد لتنمية الصين.

ثمار التنمية
ولفت د.وانغ داي يوه إلى أن هدف الحزب الشيوعي الصيني الثابت دائمًا هو خدمة الشعب بكل أمانة وإخلاص. والتمسك بمبدأ الشعب هو الأعلى، واتخاذ "دعم الشعب أو عدمه ورضاه أو سخطه، وسعادته أو حزنه، وموافقته أو رفضه" معايير عمل أساسية، "التمثيل الدائم المصالح الأساسية للغالبية العظمى من الشعب الصيني"، "التنمية من أجل الشعب، وتعتمد على الشعب، ويجب أن يتمتع الشعب بثمارها"، "إن غاية كفاحنا هي تلبية رغبة الشعب في عيش حياة سعيدة".. 

فمع الاستعداد للتضحية بكل شيء من أجل مصلحة الشعب، لم ينسَ أبدًا الشيوعيون الصينيون، جيلًا بعد جيل، حفظَ القَسَم المنصوص عليه في دستور الحزب. إن الارتباط الوثيق بالشعب يُعد إحدى أكبر المزايا السياسية للحزب الشيوعي الصيني، فما دام الحزب الشيوعي الصيني يتمسك دائمًا ببناء الحزب من أجل العامة، والحكم من أجل مصلحة الشعب، والاعتماد الوثيق على الشعب، يمكنه دائمًا أن يكون في موقع حصين.

عدالة ومساواة
وأكد أن العدالة تعد شرطًا مُلازمًا للاشتراكية ذات الخصائص الصينية. قائلًا إن تعزيز العدالة الاجتماعية، وتحسين الرعاية الاجتماعية للشعب، هما نقطة انطلاق، ونقطة استقرار التعميق الشامل للإصلاح. ويمكن إطلاق العنان لمزايا النظام الاشتراكي بتأسيس نظام ضمان عدالة اجتماعية وأنظمة متنوعة، مضمونها الأساسي المساواة في الحقوق والفرص، وضمان مشاركة عادلة، ومساواة في حقوق التنمية على أساس الكفاح المشترك لشعب البلاد بأسره. ويمكن تعزيز التناغم والإبداع الاجتماعي من خلال بذل الجهود الرامية إلى بناء بيئة اجتماعية عادلة، كما يمكن خلق بيئة خارجية حسنة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية من خلال تعزيز إقامة علاقات دولية جديدة جوهرها التعاون والكسب المشترك، والحفاظ على العدالة الدولية.

ورأى د.وانغ داي يوه أن التمسك بقيادة الحزب يعني دعم الشعب في أن يُصبح سيد مصيره، وتنفيذ الإستراتيجية الأساسية لحكم البلاد وفقًا لقانون تلك الإستراتيجية التي يقود بها الحزبُ الشعبَ في إدارة شؤون البلاد. 

وقال إن جوهر قيادة الحزب الشيوعي الصيني وحكمه هو قيادة الشعب ودعمه وحمايته في أن يصبح سيد مصيره. فبدون الديمقراطية لا وجود للاشتراكية، وبالتالي لن يصبح هناك وجود للتحديث الاشتراكي. واعتبر أنه يجب إضفاء الطابع القانوني والمؤسسي على الديمقراطية؛ وذلك من أجل ضمان الديمقراطية الشعبية. فتأسيس الصين التي يحكمها القانون يحتاج التنفيذ الشامل للدستور، والتمسك بالتعزيز الشامل لحكم البلاد وفقًا للقانون، والحكم وفقًا للقانون، والإدارة وفقًا للقانون، والتمسك أيضًا بالبناء الموحد لدولة القانون والحكومة القانونية والمجتمع القانوني، كما يجب التمسك بوحدة مبادئ حكم البلاد وفقًا للقانون، وحكم البلاد وفقًا للأخلاق الفاضلة.

بناء اقتصادي
ورأت د. ما شياو يي إن الالتزام بمبدأ "مركز واحد ونقطتين أساسيتين" هو شرط إلزامي لتطوير الاشتراكية ذات الخصائص الصينية. وقالت إن "مركز واحد" تعني اتخاذ البناء الاقتصادي بمثابة مركز. 

وأشار المؤتمر الوطني الثامن وفقًا لاكتمال التحول الاشتراكي لوسائل الإنتاج بشكل أساسي في ذلك الوقت إلى أن المهمة الأساسية للشعب الصيني هي تركيز الجهود لتنمية القوى الاجتماعية المنتجة، تنفيذ التصنيع في البلاد، السد التدريجي للاحتياجات المادية والثقافية للشعب، التي تتزايد يومًا بعد يوم. لكن ذلك لم يُنفذ جيدًا. 

فقد أكد دنغ شياو بينغ خلال ترأسه للعمل اليومي للجنة المركزية أن الوضع العام للحزب نهض بالاقتصاد الوطني. وقررت اللجنة المركزية للحزب بالإجماع في الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الحادية عشرة التي عُقدت في ديسمبر عام 1978 تحويل مركز العمل الرئيس للحزب ليصبح البناء الاقتصادي، ويُعد تأسيس هذا المركز اختيارًا صحيحًا جاء بناء على الاستخلاص العلمي والدروس المستفادة من تجربة بناء الاشتراكية في الصين، ويعكس تمامًا المتطلبات الجوهرية للاشتراكية. حيث يُعد النهوض بالاقتصاد مركز العمل الرئيس للاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وهو ضرورة للنهوض بالبلاد، وشرط أساسي ليدوم الأمن والاستقرار طويلًا، وتقدم الحزب والدولة وتنميتهما. 

تجاوز الخرافات
أضافت "وصل إنتاج الفرد الصيني للحبوب قرابة مائتي كيلوغرام فقط أثناء اندلاع حرب الأفيون في عام 1840، في حين كان إنتاج الفرد في الولايات المتحدة يقرب من ألف كيلوغرام تقريبًا، ووصل الإنتاج السنوي الصيني للحديد قرابة 20 ألف طن، والذي لا يعادل 1/10 من الإنتاج الفرنسي، أو 1/40 من الإنتاج البريطاني. وتطورت صناعة السفن الصينية والملاحة البحرية نسبيًّا، ولكن لم تستطع الصين أن تُقارن بالغرب في منتصف وأواخر حكم سلالة مينغ، وتخلفت الصين كليًّا عام 1840. لقد عانى طريق الاشتراكية المنعطفات والتحولات؛ وذلك بسبب الافتقار للخبرة، والتعرّض لتأثير النموذج السوفيتي المتحجر، واتخاذ تدابير وسياسات لا تمت إلى الواقع بصلة، وتفوق مرحلة التنمية في الفترة الأولى من بناء الاشتراكية. لقد قاد الحزب الشيوعي الصيني الشعب الصيني لاكتشاف الأخطاء التي اكتشفها وإصلاحها، بكل بسالة حتى وجد طريق التنمية المناسب". 

وأشار دنغ شياو بينغ في مؤتمر العمل المركزي الذي عقدته الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الحادية عشرة إلى: "أي حزب أو أي وطن أو أية أمة، لو اعتمدت في جميع أمورها على الفكر الجامد والبالي، وسادت الخرافات، ولم تحرر فكرها، فلن تتقدم إلى الأمام، وستفقد فرصتها في البقاء على قيد الحياة، فيهلك الحزب، وتسقط الدولة".

كارثة تاريخية
وأكدت د.ما شياو ييإن فشل استكشافات طريق الرأسمالية المعاصرة في الصين، والنكسات التي تعرّضت لها الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي وأوروبا الشرقية تخبرنا، بأننا لا يمكن أن نسير على نهج طريق فاسد يغير رايته، ويتخلى عن مبادئه الأساسية. فقد أثبت عدم تمكن حركة التغريب والحركة الإصلاحية والثورة الديمقراطية القديمة بقيادة سون يات صن من إنقاذ الدولة من مظاهر الفقر والتخلف ومن تعرّضها للاضطهاد، وانتهاء حكم الكومينتانغ الذي دام 38 عامًا بالفشل، أثبت أنه لا يمكننا سلوك طريق الرأسمالية في الصين. 

وأوضحت أن سير الصين في طريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية هو اختيار مشترك من العمال والفلاحين والبرجوازية الوطنية البرجوازية الصغيرة وغيرها من طبقات المجتمع، كما إنه النتيجة الحتمية للتطور التاريخي. وقد صرَّح بوتين بأن تفكك الاتحاد السوفيتي يُعد "أخطر كارثة جيوسياسية في القرن العشرين" و"عدم الشعور بالأسف على الاتحاد السوفيتي يدل على انعدام الضمير، ومحاولة استعادة الاتحاد السوفيتي السابق يدل على انعدام التفكير"، فهناك أسباب عدة أدت إلى تفكك الاتحاد السوفيتي، ولا يمكننا إنكار المشكلات والصراعات القائمة داخله، كما لا يمكننا أن ننكر إطلاقًا أن تغيير راية الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي وأوروبا الشرقية يُعد كارثة سياسية ومأساة تاريخية.

يذكر أن الكتاب الذي ترجمه هميس محمود ونورا حسين أبازيد، وراجعه بنغ تشويون ود.محمد ظريف، جاء في مقدمة وستة أبواب، الأول: الالتزام بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية وتنميتها، الثاني: خدمة الشعب بكل أمانة وإخلاص، الثالث: التنمية هي المهمة الأولى للحزب لحكم دولة مزدهرة.. الحزب الشيوعي الصيني وفلسفة الحكم، الرابع: تحقيق العدالة الاجتماعية وحمايتها، الخامس: يد تتمسك بالديمقراطية والأخرى بسيادة القانون، السادس: إدارة الحزب لشؤون الدولة والأعمال الحزبية بصرامة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ثقافات