الرباط: قررت اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني التاسع عشر لاتحاد كتاب المغرب، في ختام اجتماعها الخامس، الذي خصص لوضع الخطوط العريضة لمشروع "البيان العام" ومناقشتها، في أفق إغنائها، في ضوء ما قد يستجد من معطيات ومتغيرات وطنية ودولية، تشكيل لجنة مصغرة لصياغة مشروع البيان العام، في ضوء المقترحات التي تقدمت بها اللجنة في اجتماعها الأخير.
وعقدت اللجنة اجتماعها بمركز الاستقبال والندوات بضواحي مدينة أزيلال، برئاسة الأديب مبارك ربيع،وحضور المقرر العام للجنة، الناقد بشير القمري، وباقي أعضاء اللجنة التحضيرية.
وذكر بيان صادر عن الاتحاد أن المؤتمر الوطني المقبل، المزمع تنظيمه بمراكش، في غضون شهر مايو المقبل، سيرفع شعار "نحو أفق تنظيمي وثقافي متجدد".
وموازاة مع جدول أعمال اجتماع اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني التاسع عشر، أطلق اتحاد كتاب المغرب، من الموقع السياحي شلالات أوزود، بإقليم أزيلال، "نداء أزيلال حول الثقافة والتنمية"، بـغاية "التنبيه إلى ما يعرفه الإقليم، والمناطق المحيطة به، من أوضاع ومتغيرات، تستلزم تدخلاً فورياً من قبل الدولة للنهوض بها".
وشدد الاتحاد، في ندائه، على "ضرورة أن تضاعف الدولة مجهودها التنموي بالإقليم، ليصبح رافعاً للتنمية المستدامة بالإقليم والجهة كلل". كما سجل النداء أن "إقليم أزيلال لا يمتلك، فقط، طبيعة فاتنة، مشكلة من قمم شاهقة، وأودية ومنبسطات رائعة، وتنوع جيولوجي مدهش، ووفرة في المياه، مكنت الإقليم من أن يكون أحد أكبر الخزانات الوطنية للماء، بل يمتلك، أيضاً، موروثاً ثقافياً غنياً ومتنوعاً، تشكل من خلال تفاعل خلاق بين السكان الأصليين وموجات الهجرات البشرية التي عبرت الإقليم، منذ الأزمنة الغابرة حتى زمننا هذا".
وزاد النداء، قائلاً أنه "رغم وعورة تضاريس الإقليم، فقد اخترقته دوماً طرق ومسالك مزدهرة، ربطت الواحات الصحراوية بالسهول الأطلسية، لم تحمل معها الناس والمواد التجارية فحسب، بل حملت معها، أيضا، الأفكار والتمثلات وفنون العيش".
ورأى النداء أنه "يمكن أن نتلمس غنى وتنوع هذه الثقافة وأصالتها في كل مناحي الحياة، من المعمار والأعراف والتقاليد الاجتماعية، إلى النسيج والحلي والوشم والأشكال الغنائية والموسيقية، ومختلف منتوجات الصناعة التقليدية، وحتى التراث الشفوي، شعراً وحكاية وأمثالاً".
وبعد أن رأى اتحاد كتاب المغرب، من خلال ندائه، أن هذا الغنى قد "شكل دوماً مصدر جاذبية للباحثين والمهتمين، من المغاربة والأجانب"، سجل أن "الأصالة الثقافية والعمق النضالي، لا توازيها أوضاع الإقليم، في عدد من فضاءاته الترابية، المفعمة بمظاهر الهشاشة والفقر والتخلف
والإقصاء والخصاص في البنيات التحتية، وفيما يؤمن للناس سبل العيش الكريم".
وبعد أن رأى النداء أنه قد "بذلت مجهودات جبارة وتبذل من قبل الدولة، ومن مختلف الفاعلين المحليين، لفك العزلة ولتدارك النقص القائم"، شدد على أن "حاجيات الإقليم والمنطقة، تتطلب مشروعاً تنموياً وطنياً، متكاملاً ومندمجاً، تعبأ له الإمكانيات المادية واللوجستيكية ومخططات التنمية الناجعة، للنهوض به، ما من شأنه أن يعيد الاعتبار للجبل، ولساكنته، بوصفه أحد صناع الهوية المغربية، ويجعل منه ومن إمكانياته الهائلة أحد أقطاب التنمية في منطقة كانت دوماً هي القلب النابض للمغرب، جغرافياً وحضارياً".
وختم الاتحاد بيانه بالتعبير عن اعتقاده بأن "مشروعاً هكذا، يعطي الأولوية للمرأة وللشباب ولخلق المقاولات والأنشطة المدرة للدخل، وينبني على استثمار ذكي لمؤهلات الإقليم في المجال السياحي والثقافي والاجتماعي، من شأنه أن يخرج الإقليم من عزلته، ليدخله في برامج التنمية المستدامة؛ فغنى الإقليم، فضلاً عن ثرواته المائية والطبيعية والسياحية، هو بالأساس غنى ثقافي، تعكسه المشاريع والأوراش التي تم وضع لبناتها، من قبيل "جيو بارك مكون"، و"متحف الأرض"، و"ترميم بعض المخازن الجماعية"، و"توثيق بعض جوانب التراث الشفوي"، و"حماية المواقع الجيولوجية والأثرية"، وغيرها من المشاريع التنموية المفيدة، مادياً ومعنوياً للسكان".