لله درّك يا أبا سلمان
فكلما تقدّمت خطوة، اتّسع مدى الأمة، وكأنك تحمل في يمناك مفاتيح حاضرها، وفي يسراك خرائط مستقبلها.
لا ترفع صوتك، بل ترفع مكانة أمتك. ولا تبحث عن الضوء، بل يصبح الضوء طريقك أينما سرت.
لله درّك يا أبا سلمان…
قائدٌ لا يكتفي بفهم اللحظة، بل يقرأ ما بين اللحظات، ويستخرج من تعقيد الأزمات فرصةً للنهضة.
فحضورك ليس سياسيًا فحسب، بل حضورٌ يعيد للعرب يقينهم بأن صوتهم لا يجب أن يُهمَل، وأن قضاياهم ليست ميدانًا للضياع.
فوقفتُ خلف رفع العقوبات عن سوريا حين رآها العالم تُترك وحيدة في ركام الحرب،
فمددت لها يدًا صادقة لا تُخطئ بوصلتها.
ودعمت القضية الفلسطينية بلا تردّد، وحملتها في كل محفل، لا كشعار سياسي، بل كمسؤولية تاريخية متجذّرة.
واليوم، وفي قلب زيارتك للولايات المتحدة، تفتح ملف السودان بثبات الموقف ونقاء الهدف، لتذكّر العالم بأن الإنسان وقضايا العرب ليست تفاصيل يمكن تجاوزها
وهكذا تمضي في الملفات الثقيلة بثباتٍ يشبه رسوخ الجبال، وبلغةٍ لا تُترجم إلى كلام، بل تُترجم إلى مواقف.
وتبني قوة وطنك… بعينٍ لا تغفل عن هموم الأمة.
ولله درّك يا أبا سلمان…
لأنك لم تجعل القضايا تتقدّم عليك، بل جعلتها تتقدّم بك.
ولأنك ترى ما لا يراه الآخرون، وتسمع ما يُهمَل، وتُعيد ترتيب ما تشتّت.
وهذه هي السعودية العظمى التي تراها في بصيرتك قبل أن تراها في الواقع
دولةٌ تصنع مكانها بين الأمم، لا تنتظر الاعتراف بل تفرضه،
وتكتب تاريخها بيدها، لا تُسلِّمه لأحد.
ففي زمنٍ تتزاحم فيه الأصوات وتضعف فيه الإرادات، يبقى القائد الحقيقي هو الذي يحمل أمّته في قلبه، لا في شعاراته؛ ويُقدّم لها مستقبلًا، لا وعودًا.
ووليّ العهد الأمير محمد بن سلمان واحدٌ من أولئك القادة الذين لا يتكررون…
قائدٌ يُكتب اسمه في المستقبل قبل أن يُكتب في الحاضر.
حفظه الله، وأدام عليه توفيقه وتمكينه، وجعله سندًا ثابتًا لهذه الأمة التي تستظلّ بثقله وتنهض بخطاه.
وما بين كل ملف وآخر، يقدّم سموّه للعالم درسًا جديدًا في معنى القيادة الحديثة، قيادة لا تُدار بردود الأفعال، بل بصناعة الفعل نفسه، وبقراءة دقيقة للمستقبل، وبقدرة نادرة على تحويل التحديات إلى فرص.
ولقد أصبح اسم الأمير محمد بن سلمان علامة فارقة في الدبلوماسية الإقليمية، ومحلّ متابعة من العواصم الكبرى التي باتت تدرك أن تجاهل صوت الرياض لم يعد ممكنًا.
ففي كل خطوة يخطوها، تتغيّر حسابات، وتتبدّل موازين، ويتحرك العالم وفق بوصلةٍ يعرف صاحبها اتجاهها جيدًا. وليس غريبًا أن تُصبح السعودية اليوم محورًا للأحداث، وركنًا ثابتًا في كل معادلة دولية.
فهكذا تُصنع الدول الكبرى… وهكذا تُبنى الهيبة حين يجتمع وضوح الرؤية مع صلابة القرار في قائدٍ واحد.


