: آخر تحديث

يوم العلم في الإمارات: دروس للإلهام والإنجاز

4
3
3

من لبنان، أتابع باهتمام ما حققته دولة الإمارات خلال عقود قصيرة، وأقف أمام يوم العلم متأملاً في رمزيته العميقة، وفي تأثيره على الانتماء والولاء، وعلى الإصرار على التقدم والابتكار. فالثالث من تشرين الثاني (نوفمبر) ليس مجرد رفع راية على المباني، بل هو احتفال بالقيم الوطنية والإنجازات التي تحققت بفضل جهود أبناء الوطن والقيادة الحكيمة، ودرس عملي لكل من يراقب هذا النموذج عن قرب.

يوم العلم يذكّر بأن الانتماء ليس شعورًا فقط، بل ممارسة فعلية يومية. المواطن والمقيم، الكبير والصغير، يتحدون حول رمز وطني واحد، ليعكسوا التلاحم والقيم المشتركة التي جعلت الإمارات دولة متقدمة، نموذجًا في التنمية والتعليم والابتكار. ومن لبنان، أرى في هذا اليوم درسًا مهمًا: أن الإنجازات العظيمة لا تأتي صدفة، بل نتيجة التزام مستمر، وإرادة صلبة، وعقلية ترى المستقبل قبل أن يتحقق.

ما يثير الانتباه أيضًا هو تشارك جميع شرائح المجتمع في الاحتفال. فالرجال والنساء، الشباب والأطفال، من جنسيات متعددة، يرفعون العلم تعبيرًا عن الفخر والانتماء والولاء لوطنهم. هذا التلاحم يعكس قوة الوحدة الوطنية، ويجعل من العلم رمزًا حيًا للنجاح الجماعي، ولروح الابتكار التي تتغلغل في كل مشروع ومؤسسة في الدولة. كمراقب من الخارج، أشعر بأن هذا اليوم يقدم درسًا عمليًا في بناء مجتمع متماسك ومتعاون.

من لبنان، ألاحظ كيف أن القيادة الحكيمة استطاعت زرع الثقة والطموح في نفوس الناس، وكيف أصبح المواطن شريكًا في الإنجاز. العلم الذي يرفرف اليوم ليس مجرد قطعة قماش، بل تجسيد للرؤية والإنجازات الاقتصادية، العلمية، التكنولوجية، والرياضية، التي جعلت الإمارات تتقدم بسرعة ملحوظة على المستوى الإقليمي والعالمي. إنه درس لكل من يريد أن يعرف كيف يمكن للإرادة والعمل الجماعي أن يصنع معجزات ملموسة.

كما أن يوم العلم يرسل رسالة واضحة إلى العالم: التقدم والازدهار لا يتحققان إلا بالالتزام والعمل الجاد والاستثمار في الإنسان. إنه نموذج يوضح كيف يمكن للدولة أن تصبح منصة للإبداع، وأن كل فرد مهما كانت مكانته، قادر على المساهمة في صنع مستقبل بلده. من لبنان، يبدو هذا اليوم كاحتفال عالمي بالتعلم والإلهام، يوضح كيف يمكن للدروس الوطنية أن تتحول إلى خبرات حياتية يستفيد منها الآخرون.

تتزين المدن والميادين والطرقات وحتى المنازل بألوان العلم، فتتحول الإمارات إلى لوحة حية من الوحدة والفخر. كل رفع علم يحمل رسالة للأجيال القادمة: احلموا، ابتكروا، واعملوا بلا كلل، لتكونوا جزءًا من بناء وطنكم ورفع رايته عاليًا. هذه الرسالة مهمة لكل من يراقب التجربة عن بعد، لأنها تؤكد أن الإنجازات ليست مجرد شعارات، بل نتيجة التزام مستمر، وتخطيط واعٍ، وجهود جماعية.

إن يوم العلم الإماراتي ليس مجرد مناسبة احتفالية، بل درس في القيادة، والتخطيط، والانتماء الوطني، والعمل الجماعي. من لبنان، يمكننا أن نستفيد من هذه التجربة، مع مراعاة خصوصية كل بلد، وكيف يمكن لكل دولة أن تتعلم من الآخر دون فقد هويتها أو سياستها الوطنية. إنه تذكير بأن النجاح المستدام يحتاج رؤية واضحة، وتنفيذًا حقيقيًا، ومشاركة جميع فئات المجتمع.

وفي كل مرة يرفرف العلم في السماء الزرقاء، أشعر كمتابع لبناني بأن الإمارات أصبحت نموذجًا يحتذى به في بعض الجوانب، وأن الإنجازات ليست حكرًا على أي شعب، بل ممكنة لكل من يمتلك العزيمة والإيمان بالمستقبل. يوم العلم إذن، هو أكثر من احتفال سنوي؛ إنه رمز للوفاء، وللإصرار، ولقدرة الإنسان على تحويل الرؤية إلى واقع ملموس، وتجربة حية يمكن التعلم منها عالميًا.

ختامًا، هذا اليوم يذكرنا جميعًا أن الانتماء الحقيقي لا يقتصر على الشعارات، بل يُترجم في العمل والإبداع المستمرين. ومن لبنان، أستشعر أن الاحتفال الإماراتي بهذا اليوم هو دعوة صامتة لكل بلد: أن يرفع علمه بفخر، وأن يبني مستقبل أبنائه بإصرار، وأن يحقق إنجازاته بروح الوحدة والعمل الجماعي، مع احترام هويته وثقافته.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.