: آخر تحديث

حلبجة تنهض من رمادها

1
1
1

في مشهد خريفي ساحر تفيض فيه الطبيعة بألوانها الزاهية، تحتفل مدينة الرمان (حلبجة) الجميلة بمهرجانها الحادي عشر للرمان ومنتجاتها المحلية، مهرجان يجمع بين التحدي والإصرار وخيرات أرضها المقدسة.

تنهض مدينة الرمان من جديد بعد أن أراد الدكتاتور أن يخنقها بسمومه القاتلة في ربيع عمرها في عام الأنفال، وتحديداً بعد تعيين علي الكيمياوي في منصب القائد الأوحد على كوردستان من قبل المعدوم صدام حسين. ففي عام الأنفال، وفي يوم 16 آذار (مارس)، ارتكبت طائرات النظام العراقي البائد واحدة من أخطر وأبشع الجرائم بحق مدينة الرمان، حيث قُتل الآلاف من أهالي المدينة المغدورة، معظمهم من النساء والأطفال، خلال ساعات بالأسلحة الكيمياوية، إلى جانب تدمير البنية التحتية وتلويث البيئة بالسموم الخانقة، وقتل الطيور والحيوانات، وتحولت المدينة خلال ساعات إلى مدينة أشباح تفوح منها رائحة السموم.

وفي النهاية مات علي الكيمياوي شنقاً حتى الموت، ومات صدام حسين أيضاً نتيجة للجرم الذي ثبت عليهما في جرائم القتل والإبادة الجماعية في ثلاثة عشر حكماً.

وعاشت حلبجة، بالرغم من آلامها ومعاناتها، واليوم وسط أجواء احتفالية تستمر على مدار 30 يوماً، انطلق في حلبجة مهرجان الرمان بمشاركة الوفود العربية والأجنبية والمحلية، ومن المتوقع أن يستقطب المهرجان نحو نصف مليون زائر وسائح من مختلف مناطق العراق. ومن الجدير بالذكر أن المهرجان لا يقتصر على الرمان والمأكولات الشعبية فقط، بل يشمل أيضاً الحرف اليدوية التي تبدع فيها نساء مدينة الرمان.

أخيراً، على الجهات المعنية أن تدعم المزارعين بهدف تحسين الإنتاج وفتح أسواق جديدة في مدينة الرمان، وتصدير منتجاتها، ومنها الرمان، إلى كافة أنحاء العالم، فحلبجة تستحق كل الدعم، ليتحول لقبها من عاصمة الأنفال إلى عاصمة الحب والغناء والسلام.

تحية لحلبجة التي تحولت إلى لوحة فنية طبيعية نابضة بالحياة والنشاط.

فلتحيا حلبجة التي نهضت من رمادها كالعنقاء لتبدأ من جديد، بعد أن وقع (علي الكيمياوي) في عام الأنفال على نهايتها وخنقها بالسموم!


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.