: آخر تحديث

السابعة بتوقيت الأخضر المونديالي

2
2
2

لم يكن يوم الثلاثاء الرابع عشر من تشرين الأول (أكتوبر) من العام الجاري 2025 يومًا عاديًا في تاريخ الكرة السعودية، فقد أعلن الأخضر السعودي عن تأهله رسميًا إلى نهائيات كأس العالم المقبلة التي ستُقام صيف العام القادم 2026 في الولايات المتحدة الأميركية إلى جانب المكسيك وكندا.

هذا التأهل جاء للمرة السابعة في تاريخ المنتخب السعودي، حيث سبقه التأهل إلى النهائيات ست مرات، وهي مونديال أميركا 1994، ومونديال فرنسا 1998، ومونديال كوريا واليابان 2002، ومونديال ألمانيا 2006، ومونديال روسيا 2018، ومونديال قطر 2022. ويأتي هذا المنجز ثمرة للدعم غير المحدود الذي توليه قيادة المملكة العربية السعودية لقطاع الرياضة والشباب، إيمانًا منهم، رعاهم الله، بأن الرياضة لم تعد مجرد هواية أو تزجية للوقت، بل باتت صناعة عالمية تستحق كل ريال يُصرف فيها لتعود بالربح المادي الكبير، وتوفّر لأبناء وبنات الوطن آلاف الفرص الوظيفية، ناهيك عن الصورة المشرقة في العالم للسعودية أرض المحبة والسلام. وما الفوز باستضافة نهائيات أمم آسيا 2027 ونهائيات كأس العالم 2034 إلا دليل حقيقي لما وصلت إليه المملكة من مستوى عالمي رفيع ليس على صعيد لعبة كرة القدم فقط، بل في شتى الألعاب المختلفة. وليس ببعيد عنا استضافة المملكة للنزالات العالمية في الملاكمة وسباقات السيارات بمختلف فئاتها وغيرها من الألعاب.

إنَّ المشهد الذي استوقفني كثيرًا هو مشهد تلاحم الجمهور الرياضي مع بعضه البعض ومؤازرته لمنتخب بلاده بكل قوة وحماس، واضعًا خلف ظهره كل الانتماءات الرياضية الضيقة التي تحركها نوازع التعصب المذموم غير المنضبط. فهذا الهلالي إلى جوار النصراوي، وذلك الاتحادي ممسكًا بيد الأهلاوي، وهؤلاء هم أنصار الفرق الرياضية جميعًا لم يروا سوى اللون الأخضر داخل المستطيل الأخضر. بهذه الروح سننتصر دومًا، عسى أن تنتقل هذه العدوى الحميدة إلى بعض البرامج الرياضية التي للأسف لا تزال تعيش عصور الأمية الرياضية في إذكاء التعصب الأعمى، كما لو كانت الأندية الرياضية أهم من المنتخب الوطني.

يجب أن تتوقف تلك الهجمات غير المسؤولة على جميع لاعبي المنتخب بلا استثناء، فهؤلاء هم الأبطال الذين سيرفعون الرأس في كل الاستحقاقات المقبلة كما فعلوا ذلك سابقًا في المنافسات الماضية. وفي النهاية، هم مواطنون سعوديون لا يحق لأي شخص المزايدة عليهم باسم الرأي الرياضي، لأن الحرية الإعلامية هي حرية مسؤولة مكفولة للجميع لإثراء المتلقّي دون الإساءة لأي أحد. كل التوفيق لصقورنا الأبطال للذهاب بعيدًا في منافسات المونديال وتكرار ما فعلوه في الولايات المتحدة قبل أكثر من ثلاثة عقود عندما وصلوا إلى الدور ثمن النهائي، ولا أظن أن ذلك صعبًا.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.