: آخر تحديث
نحو إيجاد واقع جديد في الشرق الأوسط:

المطلوب تعبئة الفراغات في خطة ترامب

2
2
2

هذا العام، حاز جائزة نوبل في الكيمياء ثلاثة علماء، من بينهم عمر ياغي ذو الأصل الفلسطيني، وذلك عن تطوير المواد المسماة عضوية - معدنية، وهي عبارة عن أطر جزيئية تحتوي على فراغات يمكن ملؤها بمواد مختلفة؛ ويذكّر الأمر بالاتفاق الذي وقّع بين إسرائيل وحماس بمبادرة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب (ربما كان يستحق هو الجائزة في النهاية)، وهو يشكل أيضاً إطاراً يحتوي على فراغات يجب ملؤها.

وبغض النظر عن فرحة عودة الرهائن التي تبعث السرور في قلوب الإسرائيليين جميعاً، فإنَّ هذا الاتفاق يشبه مادة عضوية - معدنية يسعى الطرفان إلى إبقائها فارغة. حماس ترغب في الحفاظ على قوتها وسلاحها وستسعى إلى إبقاء الوضع على ما هو، أما إسرائيل، وبشكل أدق الحكومة الحالية، فستسعى إلى الالتفاف على الالتزام بضمان أفق سياسي للفلسطينيين كما تنص عليه خطة ترامب. لذلك، دون رقابة خارجية تضمن ضخ محتوى عملي في الاتفاق وتضمن تنفيذه، فإنَّه سيبقى إطاراً أجوف، مما قد يفتح الباب أمام إشكاليات مستقبلية.

ولذا، على إسرائيل أن تصرّ على تجريد تنظيم حماس الدموي من أي قدرة عسكرية وسيادية ذات شأن، وفي الوقت ذاته أن تبادر هي الأخرى إلى المضي قدماً وفق هذا المخطط، بحذر لكن بشجاعة، وتشرع في التعاون مع السلطة الفلسطينية لإدخال الإصلاحات الضرورية فيها كما تنص عليه خطة ترامب، وإجراء مفاوضات مباشرة معها بهدف التقدم نحو إنجاز أكبر قدر من الحكم الذاتي الذي سينتهي في نهاية المطاف بتنفيذ حل الدولتين.

وبالمقابل، يجب العمل مع القوى الإقليمية المعتدلة الساعية إلى إحلال السلام والاستقرار في المنطقة من أجل إيجاد تحالف سياسي وأمني يقف في وجه القوى التوسعية المتطرفة التي تسعى إلى زعزعة الاستقرار وبسط سيطرتها على المنطقة.

ومن المرجح أن يحظى هذا التحالف بدعم من الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وربما من دول أخرى في العالم، ومن شأنه أن يخلق واقعاً جديداً في الشرق الأوسط الذي عانى قروناً من الحروب.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.