: آخر تحديث

الدوري أهلاوي والزمالك كل سنة وأنت طيب

2
1
3

استبشر أنصار الزمالك بفريقهم كثيراً بداية الموسم من خلال تقديمه مستوياتٍ مميزة جعلته يتصدر جدول الترتيب بالدوري المصري، بالإضافة إلى – وهذا هو الأهم – التعثرات المدوية وغير المتوقعة التي تعرض لها الغريم التقليدي الأهلي حتى أوصلته إلى المرتبة الخامسة عشرة بالترتيب، إلا أن الزمالك ما لبث أن فرّط في كل تلك المكتسبات والمعطيات، فأخذ أيضاً يتعثر من خلال الخسارة أمام وادي دجلة، ثم التعادل قبل لقاء القمة أمام الجونة، ليؤكد بالتالي القاعدة التاريخية التي تقول إن الزمالك هو من يتكفل بحل مشاكل وتعثرات الأهلي دوماً.

وفي المقابل، أخذ الأهلي يقتنص الفرصة ويعود تدريجياً من بعيد ليصعد إلى المرتبة الثامنة حتى وصل إلى المرتبة الخامسة قبل مباراة القمة 131 بين الناديين الاثنين الماضي، والتي أُعتبرت نتيجتها 2/1 للأهلي نقطة التحول في مصير الدوري هذا الموسم، ولتعلن عن عودة الأهلي لثلاثي الصدارة بفارق نقطتين فقط عن المتصدر الزمالك، مع وجود أفضلية مباراة مؤجلة، أي أنه فيما لو كسبها – وهذا هو الأرجح في ظل تصاعد المعنويات بعد الديربي – فسيجد نفسه متصدراً لجدول الترتيب.

وبذلك، ومن الآخر نقول: كلها كم جولة ونجد الزمالك قد تنحى أيضاً عن خانة الصدارة وربما المراكز الثلاثة الأولى وسلم الصدارة للأهلي، وعندها من الصعب جداً جداً أن يتنازل المارد الأحمر عنها. وبذلك فالجميع يتفق على أن الزمالك قد أضاع فرصةً تاريخية لا تتكرر كثيراً، وكان يُفترض أن يخرج من الديربي على الأقل ولو بالتعادل.

الغريب من كل هذا تلك الاحتفائية المبالغ فيها قبل المباراة، والتي خرج بها بعض الإعلاميين المحسوبين على الفانلة البيضاء وبعض الجماهير من خلال الثقة العمياء بالفوز على الأهلي حتى وصل الأمر إلى توقع الفوز بنتيجة كبيرة، وكأنهم سيلاعبون فريقاً متواضعاً من الدرجة الثانية وليس زعيم أفريقيا.

وفي المقابل، سادت حالة من الهدوء بمعسكر الشياطين الحمر، وأعتقد أن ذلك الهدوء وتلك الثقة قد ألقت بظلالها خلال "الماتش" كما تابع الجميع في الوطن العربي. والحالة السابقة الذكر مشابهة جداً لحالة تحدث عندنا في السعودية حين يلتقي قطبا العاصمة الهلال والنصر، حيث يتشابه إعلام وجماهير النصر مع إعلام وجماهير الزمالك في أمور كثيرة، أهمها ادعاء المظلومية، وثانيها – وبالعامية الشعبية في السعودية – (الهياط) قبل أي مباراة ضد الهلال والأهلي، بالرغم من البون الشاسع بينهما وبين الزعيمين في الدولتين الهلال والأهلي في كل شيء: من نجوم وبطولات وشعبية وغيرها.

والغريب أن الثنائي السعودي والمصري لا يستفيدان من دروس الماضي الكثيرة، بالرغم من مرارتها وقساوتها في هذا الشأن، وآخرها الديربي القاهري الأخير!


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.