: آخر تحديث

نزاهة مرآة الضمير

3
3
2

 

في عالم تتزاحم فيه المصالح وتتصارع فيه الأطماع، تبقى القيم الحقيقية المعيار الأصدق لتمييز الصادق من المتلون، والمخلص من المتظاهر. وفي مقدمة هذه القيم تتربع النزاهة، شامخة وواضحة، لا تتزعزع أمام الإغراءات ولا تساوم على الحق.

النزاهة ليست مجرد كلمة تُتداول في الخطابات أو تُدرّس في المناهج، بل هي سلوك عملي وقرار يومي يتخذه الإنسان عند مواجهة المواقف الصعبة، حين يضطر للاختيار بين ما يجب وما يريح، بين الحق وما هو مغرٍ لكنه خاطئ. وهنا يظهر معدن الإنسان الحقيقي، وتبرز النزاهة في الصف الأول، ثابتة وراسخة، تقود أصحابها نحو المواقف المشرفة مهما كانت التحديات كبيرة.

في المؤسسات كما في حياة الأفراد، تعتبر النزاهة العمود الفقري للثقة والاستقرار. فالمسؤول النزيه يحظى بالاحترام، والموظف الصادق يبني سمعة لا تُقدّر بثمن من خلال خدمة المجتمع ومساعدة الآخرين ودعم كل مبدع. والمجتمعات التي تجعل النزاهة قيمة عليا هي التي تنجو من الفساد وتنهض بعد كبواتها.

لقد أثبتت التجارب أن النزاهة لا تحتاج إلى جمهور يصفق، ولا إعلام مدفوع الثمن، ولا منصات تكرّم على أساس الفئوية أو الانتماء، بل إلى ضمير حي وشجاعة في اتخاذ المواقف الصائبة. فهي ليست مجرد شعار، بل ممارسة يومية تتطلب الجرأة على قول الحقيقة واتخاذ القرار الصحيح، حتى لو كان الطريق صعبًا.

وفي زمن التحولات والتحديات، أصبح من الضروري أن نُعلي قيمة النزاهة ونكرم من يتمسك بها، لا بالكلمات فحسب، بل بالدعم والثقة والعمل. فالنزاهة ببساطة هي حجر الأساس لكل نجاح، والأساس الذي تنهار بدونه أعظم المشاريع.

حين تُختبر القيم، تظل النزاهة في الصف الأول، مرآة للضمير ودرعًا للمجتمع.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.