دون أدنى شك أن انتشار جائحة وباء كورونا في العالم هز عرش اقتصاديات الدول في العالم، وهو ما أشار إليه خادم الحرمين الشريفين في كلمته أثناء قمة مجموعة العشرين الاستثنائية التي عقدت في الجلسة الماضية، إلا أنَّ أكبر المتأثرين هما الاقتصاد الأوروبي وكذلك الاقتصاد الأميركي على حد سواء.
غير أنه من المتوقع أن تتحول مراكز القوة الاقتصادية من يد الولايات المتحدة إلى آسيا وتحديداً الصين خلال أربع سنوات من الآن، وذلك بلغة الأرقام الحيادية التي لا تعرف إلا الحقائق.
ويرى مراقبون أن الصين بالفعل عملاق اقتصادي قوي يصعب منافسته، ومن الناحية السياسية تستطيع أن تصبح القوة الكبرى لكون الاقتصاد والسياسة كجناحي الطائر لا بد من كليهما حتى يستطيع التحليق.
اليوم لا تزال الضبابية تغطي المشهد الاقتصادي العالمي حول القوة الاقتصادية القادمة خلال السنوات المقبلة، لا سيما أن الولايات المتحدة لا تزال مهيمنة على عدة قطاعات منها السيارات والإنترنت.
وأعتقد أن التنين الصيني اليوم قادر وبقوة أن يحل محل الولايات المتحدة صاحبة الهيمنة المتعددة، علاوة على أن بكين لها ثقل سياسي فعال في عدد من القضايا وخاصة قضايا الشرق الأوسط.
وعلى كلٍ، فإنه في حال حدوث تغيرات جوهرية بظهور نظام اقتصادي عالمي جديد فستكون النتيجة الوحيدة الثابتة هي وجود توازن بين القوى، حتى لا يختل النظام في العالم، وهذا ما تأمله شعوب العالم بدلاً من تفرد القطب الواحد بذلك.