: آخر تحديث

أخطر عدو يواجهه النظام الإيراني؟!

4
4
4

لا ينفك قادة النظام الإيراني ووسائل إعلامه من التأكيد على العدو الخارجي الذي يواجههم وقيامهم بتحشيد كافة الإمكانيات بذلك السياق ومن ثم لفت الأنظار إلى التحديات التي يواجهونها في المنطقة وإصرارهم على منازلتها، وهم في هذا وذاك يشددون على أنهم يعتمدون على الشعب الإيراني الذي يقف إلى جانبهم ويمثل عمقهم الاستراتيجي.

ما ذكرناه أعلاه، هو بمثابة اتجاه وسياق جديد في الخطاب الرسمي للنظام الإيراني ولم يكن هناك من مثيل له قبل حرب الأيام الـ12، بل كان هناك قبل هذه الحرب تركيز على ما كان يسمى بجبهات المقاومة في المنطقة، وإن النظام يحارب هناك أعداءه بدلاً من أن يحاربهم في شوارع طهران وأصفهان وغيرها، لا بل والأنكى من ذلك إن النظام كان يهدد الشعب الإيراني في حال انتفاضته ضده بوكلائه في جبهة المقاومة!

لكن السؤال الذي لا يمكن أن نتجاهله هو: ما سبب هذا الاختلاف والتركيز على العدو الخارجي والأهم من ذلك تأكيداً وحتى تكراراً غير مسبوق في خطاب النظام بعد حرب الأيام الـ12 على الجبهة الداخلية ومن كون الشعب الإيراني يقف إلى جانبهم بقوة وحتى إنه كان السبب في انتصارهم المزعوم في تلك الحرب؟ الحقيقة المهمة هنا والتي يجب الانتباه لها وأخذها بنظر الاعتبار هي إن هذا التغيير غير العادي في خطاب النظام قد فرض نفسه لأن النظام فقد جبهاته الخارجية التي كانت أساساً تدعم جبهته الداخلية ضد الرفض والكراهية الشعبية المتصاعدة ضده وضد نشاطات المعارضة الفعالة المتمثلة في مجاهدي خلق، ومن هنا جاءت حملته المزعومة ضد الجواسيس والتي هي في الحقيقة حملة ضد الشعب الإيراني عموماً والذين يناضلون من أجل الحرية خصوصاً.

النظام الإيراني لا يمتلك أساساً جبهة داخلية ليحارب بها أعداءه وخصومه كما يزعم، لأن الجبهة الداخلية هي جبهة معادية له وقد أعلن مسؤولون وخبراء في النظام هذه الحقيقة مراراً وتكراراً وحتى حذروا منها ولاسيما بعد الانتكاسات القاتلة التي واجهت مشروعهم في المنطقة ولاسيما في سوريا ولبنان. ولتذكير القارئ الكريم ولفت نظره إلى هذا الأمر، فإنه وعلى أثر هجوم السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023، فإن أصواتاً من داخل النظام قد تصاعدت وزعمت بأن هذا الهجوم جاء لتعزيز موقف النظام وإنقاذه من المواجهة والرفض الشعبي له!

لم يعد للنظام الإيراني من جبهة خارجية ليحارب فيها بالوكالة، بل إن وكلاءه بأنفسهم قد أصبحوا يمثلون عبئاً ثقيلاً عليه ولاسيما بعد أن وصل به الحال إلى أن يتم حصره في الزاوية الضيقة بعد إعلان تفعيل آلية الزناد "سناب باك" وإعادة فرض العقوبات الدولية عليه، والنظام في أمس الحاجة لكي يقوم بالعمل من أجل إنقاذ نفسه قبل وكلائه خصوصاً وإن واجب هؤلاء الوكلاء كان ولا زال من أجل المحافظة عليه، لكن الصورة والمشهد قد تغيرا والسبب في ذلك ليس حرب الأيام الـ12، بل إن السبب هو أن كل مقومات وأسباب انهيار وسقوط النظام قد توفرت على أفضل ما يرام!

وفي الختام، ما يجب التأكيد عليه وتسليط الضوء عليه فيما يتعلق بالنظام الديني المستبد الحاكم في إيران، هو أنه وفقاً لاعتراف جميع مسؤوليه، من خامنئي كولي فقيه للنظام وصولاً إلى رؤساء السلطات الثلاث وسائر المسؤولين الحكوميين، فإن هذا النظام لديه عدو فعلي في حرب مستمرة معه لأكثر من أربعة عقود. هذا العدو اسمه "المقاومة الإيرانية" التي لعبت دورها التاريخي بوضوح وجدارة من خلال تنظيمها السياسي والعسكري القوي جداً، أي المجلس الوطني للمقاومة، ومنظمة مجاهدي خلق، وجيش التحرير الوطني الإيراني، وبخبرتها الواسعة. وقد اعترف النظام الإيراني مراراً بالدور الفعال لهذه المقاومة في تنظيم الاحتجاجات داخل إيران، وقام باعتقال وسجن وحتى إعدام العديد من أعضاء خلايا الانتفاضة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق، وكان آخرهم إعدام مهدي حسني وبهروز إحساني، اللذين تم إعدامهما قبل 40 يوماً.

بمناسبة الذكرى الستين لتأسيس منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، قام أنصار المقاومة الإيرانية بتنظيم تجمع حاشد في بروكسل يوم 6 أيلول (سبتمبر) لإحياء ذكرى تأسيس هذه المنظمة التاريخية. ويتوقع منظمو الحدث أن يشارك فيه عشرات الآلاف من الأشخاص. وقد أعلن الإيرانيون من جميع أنحاء العالم عن تضامنهم وحضورهم في هذا التجمع والمظاهرة.

كما أعلنت شخصيات رفيعة المستوى سياسياً، وبرلمانياً، وحقوقياً، وثقافياً، من مختلف الدول الأوروبية والأميركية، عن تضامنها مع هذا التجمع والمظاهرة، وأرسلت رسائل دعمها لخطة وبرنامج المجلس الوطني للمقاومة وميثاق السيدة مريم رجوي ذي البنود العشرة من أجل إيران حرة غداً.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.