: آخر تحديث

فجر يوم جديد في الشرق الأوسط وفي العالم

3
3
3

 

عندما كُتبت هذه السطور، أشرق يوم جديد على الشرق الأوسط وكشفت الشمس عن أنقاض القاعدة الإيرانية تحت الأرض في فوردو، التي بُنيت على عمق كبير داخل الجبل، وصُممت لكي تصمد أمام هجوم نووي. وبعد الهجوم الكبير والمشترك الذي شنّه الجيش الأميركي بالتعاون مع إسرائيل، يحاول العالم تقدير حجم الضربة وآثارها على البرنامج النووي الإيراني. ولكن، بالرغم من الأضرار المادية، فإنَّ الأمر الأهم هنا هو القرار الاستثنائي للرئيس الأميركي دونالد ترامب بوضع حدّ للعبة الإيرانية المزدوجة والخطرة، التي طوّرت البرنامج النووي ومارست الإرهاب في المنطقة بيد، بينما واصلت التعامل مع الغرب بيد أخرى.

لقد تبيّن، منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، أنَّ عصر الخداع والوهم قد انتهى في المنطقة، العصر الذي اعتُقد فيه أن من الممكن احتواء مستوى معيّن من نشاط التنظيمات الإرهابية، أو التعامل مع إيران التي تستخدم مؤسسات الدولة لرعاية الإرهاب العالمي والسعي لامتلاك السلاح النووي؛ هي إيران التي كانت تموّل وتوجّه حماس والحوثيين، وتعزّز حزب الله ونظام الأسد من جهة، وتحاول، من جهة أخرى، الظهور كلاعب شرعي على الساحة الدبلوماسية الدولية.

حسن نصر الله، يحيى السنوار، بشار الأسد، والآن علي خامنئي، جميعهم أخطأوا تقدير عزم إسرائيل وحلفائها بعد السابع من تشرين الأول (أكتوبر). أخطأوا كذلك تقييم صمود المجتمع الإسرائيلي وتقنية الاستخبارات المتقدمة، التي مكّنت الجيش الإسرائيلي والموساد من تنفيذ عمليات تصفية دقيقة وتوجيه الضربات المدمّرة، وكذلك أخطأوا بتقييم الرئيس ترامب، الذي أوصل رسالة واضحة لإيران: إمّا الخضوع غير المشروط والتوقف عن تخصيب اليورانيوم، أو المواجهة العسكرية التي لن تترك بابًا للعودة.

والآن، بعد الهجوم، يتضح أن ما تحقق هو انتصار سياسي وتاريخي لإسرائيل وللغرب؛ إنه تأكيد أميركي لحق إسرائيل في تنفيذ عملية استباقية وضرب المنشآت النووية الإيرانية، الأمر الذي لا يتعلق فقط بالأضرار المادية، بل برسالة موجهة إلى العالم، من واشنطن مرورًا بموسكو وصولًا إلى بكين. لقد عادت الولايات المتحدة لاستعراض قوتها وحزمها والدفاع عن حلفائها.

هكذا ينتهي عصر الخداع والأوهام، ويبدأ عصر جديد حيث لم يعد الصراع محصورًا بالسلاح النووي، بل يشمل كذلك الهيبة وهوية القوة المهيمنة على الساحة الدولية. لا أحد يعلم إلى أين سيقودنا الفصل التالي، لكن الرسالة واضحة: مَن يختار تحدّي الديمقراطيات والقوى العظمى في العالم، سيتحمّل العواقب وقد يدفع الثمن باهظًا.

 

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.