: آخر تحديث

تطور مفاجئ بين دمشق والسويداء

3
3
3

يبدو أنَّ العلاقة بين العاصمة السورية دمشق ومحافظة السويداء بدأت تشهد تطوراً إيجابياً ولافتاً في الأيام الماضية بعد أشهر من التوتر والتصعيد.

التطور الإيجابي الأخير تمثل في زيارة وفد يمثل الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز ووجهاء السويداء إلى العاصمة دمشق، حيث التقى بمسؤولين حكوميين في محاولة لكسر الجمود وإطلاق حوار مباشر حول قضايا ملحة تمس حاضر ومستقبل السوريين.

وبحسب المعلومات المتوفرة، فإنَّ أجواء اللقاء كانت إيجابية، عكست رغبة متبادلة في تجاوز التوترات التي طغت على العلاقة بين الطرفين خلال الفترة الماضية، والانتقال نحو مرحلة جديدة من التعاون السياسي والاجتماعي، وأتى اللقاء بعد زيارة محافظ السويداء مصطفى بكور إلى دار الشيخ الهجري منتصف الأسبوع الماضي.

وبرغم التباينات التي ظهرت خلال الأشهر الماضية، فإنَّ النقاط التي تجمع السويداء ودمشق ما تزال كثيرة، لا سيما فيما يتعلق بوحدة البلاد وضرورة إصلاح المؤسسات ومكافحة الفساد، ومحاسبة المحرضين الطائفيين، حيث أنَّ التباينات القائمة فاقمها خطاب بعض أصحاب "الرؤوس الحامية"، الذين استثمروا في الطائفية، وأساءوا إلى رموز دينية وروحية تحظى باحترام واسع في المحافظة.

كما أنَّ طروحات الشيخ حكمت الهجري، المرجع الروحي الأعلى لطائفة الموحدين الدروز في سوريا، تتلاقى في العديد من جوانبها مع تصريحات وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، الذي تحدث عن رؤية لجعل سوريا دولة حديثة ومتقدمة "على غرار سنغافورة"، في إشارة إلى أهمية الحكم الرشيد، والشفافية، والتنمية الاقتصادية المستدامة، حيث إن الشيخ الهجري وضع الإعلان عن دستور مدني ديمقراطي في مقدمة مطالبه، وجدير بالذكر أن الدستور السنغافوري هو دستور مدني يكفل حرية الفرد والمعتقد ويقدم شكل الحكم في البلاد على أنه ديمقراطي برلماني.

وتضمن الحوار بين وفد السويداء والحكومة السورية مناقشة عدد من القضايا الحيوية، من أبرزها الدستور المدني الديمقراطي اللامركزي، حيث طُرحت أفكار تتعلق بإعادة صياغة العلاقة بين المركز والمحافظات، بما يضمن تمثيلاً أوسع وإدارة محلية أكثر فعالية، إضافة إلى المناهج التعليمية والحاجة إلى تطوير المناهج مع احترام الخصوصيات، كما حضر الملف الاقتصادي والاستثماري، والملفات الأمنية والتشكيلات العسكرية التي تكون تابعة لوزارة الدفاع.

وبرغم أن التحديات لا تزال كثيرة، فإن هذا اللقاء وما تلاه من مناخ إيجابي يمثل خطوة أولى على طريق طويل لاستعادة الثقة، وتجاوز لغة التخوين والتوتر، والانطلاق نحو بناء دولة سورية مدنية، تحتضن التنوع وتحترم تطلعات أبنائها.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.