جميعنا يؤيد تغيير النظام من الداخل في إيران والإطاحة به من الداخل وبأيدٍ إيرانية لأسباب عديدة يعيها الشعب الإيراني ومعارضته الداخلية منها والخارجية المتواجدة في عدد من العواصم الغربية؛ ولكن ليس على يد أقذر جماعة إرهابية عرفها التاريخ ولديها ما يقارب مئتي قنبلة نووية تهدد الشرق الأوسط وتستبيحه وتبتزه من فترة لأخرى.
تغيير النظام لا يعني تدمير دولة تعد عضواً في الأمم المتحدة وتبلغ مساحتها مليون كم مربع، وعدد سكانها يربو على 92 مليوناً، وقد دعت أغلبية مواطنيها وشعوب المنطقة المتضررة من هذا النظام إلى تغييره، لكن من يريد تدمير إيران اليوم كان مهادناً للنظام وداعماً لبقائه؛ بل وخائضاً معه في جرائمه سواءً بالتستر عليه أو بإمداده بالمال والاستمرار في دعمه السياسي، وفي ذات الوقت يقيدون القوى الوطنية الديمقراطية المعارضة له كالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، أقدم وأعرق ائتلاف ومظلة سياسية وطنية ديمقراطية في إيران.. يقيدونها كي يبقى النظام وتستمر معاناة الشعب وشعوب ودول المنطقة.
نحن مع التغيير السلمي وليس التغيير بالقوة الغاشمة والاغتيالات واستباحة دماء الأبرياء من الشعب الإيراني وتجويعه وتهجيره وتدمير البنى التحتية للدولة التي ترتكز عليها الدولة، بالإضافة إلى تدمير المنطقة برمتها حتى يخلو الجو لإسرائيل تلعب وتسرح وتمرح بدون قاهر ولا ناهر، غير آبهةٍ بقوانين أو قيم وغير معترفةٍ بالأمم المتحدة ومؤسساتها وتشريعاتها التي أوجدتها وتدعم جرائمها وحماقاتها.
من يقتل الناس بوحشية ويمنع عنهم الطعام والماء وأساسيات الحياة ويدمر المستشفيات والمدارس والمعابد أولى به أن يصمت ولا يتكلم عن الحقوق ولا يتشدق بالأعراف والقوانين الدولية وما تزال يداه ملطختين بدماء العرب منذ أربعينات القرن الماضي وحتى أيامنا هذه، وماضٍ في نهجه وفعل ما يحلو له، ولا سلام ولا أمان لقاتلٍ أو معتدٍ.
لقد صنعتم الشر وأوجدتموه بأيديكم واليوم تبحثون عن حلول! إعلموا أن من تغاضى عن جرائم العصابة المُحتلة المعتدية على حقوق الشعب الفلسطيني، المهددة للاستقرار بالمنطقة، هو نفسه الذي أوجد نظام الشاه، ومهّد لقيام نظام الملالي وتغاضى عن جرائمه بحق أبناء الشعب الإيراني وقتل خيرة أبنائه.. وتدمير دول وشعوب المنطقة.
إنَّ الحلّ الوحيد لهذه الحرب وهذه الأزمات هو القضاء على منطق وسياسة القتل والعربدة في فلسطين، وإسقاط نظام الملالي وتغييره على يد الشعب والمقاومة الإيرانية.. نعم، هذا هو الخيار الأصلح والممكن بدلاً من إعادة تدوير الأزمات؛ خاصة أن هناك بديلاً يملك برنامجاً واضحاً يلبي مصالح جميع مكونات الشعب الإيراني وسجلاً طويلاً من النضال المتواصل ضد هذا النظام المستبد، والبديل هو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الذي يدخل عامه الرابع والأربعين هذا العام. ولهذا نقول: لا أهلية ولا شرعية ولا قبول لنظام الملالي، ولا أهلية ولا شرعية لنظام الشاه من قبل ولا اليوم، ولا مجال لإعادة تدويره حيث يرفضه الشعب ولن يكون حلاً لمشاكل المنطقة؛ وشعب إيران لا يقبل بأي شكل من أشكال الاستبداد.. بل يريد الحرية.
ذهاب النظام وتلاشيه شيء، والقضاء على الدولة الإيرانية شيء آخر لا نقبله ولا نؤيده؛ ذلك لأنه ليس في مصلحة الشعب، ولا في مصلحة العرب الذين سيكتوون بفظاعة الصهاينة ومؤامراتهم التي تدنس كل ما يقتربون منه، وسيضربون الأمة ببعضها، ويسيطرون على مقدراتها فعلياً، وستصبح الكلمة كلمتهم، والأمر أمرهم - لا قدر الله.