الثناء والشكر من سمات النفوس السوية، والجزاء من جنس العمل. فهناك شخصيات تستحق التقدير والاحترام والإطراء على ما تقدّمه من عمل جميل وجهود مثمرة تصب في خدمة وبناء المجتمع.
أمَّا عقدة النقص والثقة الزائفة، فهما ممرّ مظلم بعيد كل البعد عن الواقع، والمبالغة في تمجيد شيء أو وضع شخص في غير مكانه الحقيقي يُعد حكمًا غير عادل.
من تشرَّب النظرة المتعالية وتغذى على نَخبويّة زائفة، تجده يلوّح بالتنظير والمصطلحات التي كثيرًا ما تكون مستوردة من بيئات لا تمت إلى ثقافتنا ومجتمعنا بصلة، فتبدو كأنها أحكام مغلّفة بأوراق مستعارة من كتب لا تمس الواقع.
وحين يُعبَّر عن المكانة والتأثير تعبيرًا ساميًا، يظل المعيار الحقيقي هو خُلق العرب ومكارمهم، التي جاء الإسلام ليتممها ويكملها.
لقد كانت العرب، قبل الإسلام، تزن الكلمة بميزان الذهب، وتعدّ البيان سلاحًا وموقفًا.
وحين جاء الإسلام، أكمل هذه المنظومة الأخلاقية والمعرفية، ورفع من قيمة الكلمة المسؤولة، التي تبني ولا تهدم، توضح ولا تلبّس، وتؤثر دون أن تستعرض.
ما نحتاجه اليوم ليس كثرة الحديث، بل صدقه.
ولا كثافة المصطلحات، بل وضوح الفكر.
ولا تعقيد الخطاب، بل اتصاله بالناس.
فالفكر حين يكون ناضجًا، والعبارة حين تكون صادقة، يصنعان معًا التغيير الحقيقي الذي نحتاج إليه.