: آخر تحديث

إيران لن تتفكك بسقوط نظام الملالي

2
2
3

مع تسارع الأحداث والتطورات الجارية فيما يتعلق بالمواجهة الإسرائيلية ـ الإيرانية واتجاهها بسياق من السخونة غير المسبوقة، فإن الحديث يزداد عن الآثار والنتائج المتداعية عن هذه المواجهة والاحتمالات الواردة بشأنها، ولعل من أهم ما يتم التركيز عليه والبحث فيه وبصورة ملفتة للنظر هو ما قد يمكن أن ينجم ويتداعى عن سقوط النظام الإيراني من آثار سلبية على بلدان المنطقة بشكل خاص والعالم بشكل عام.

أغلب الوسائل الإعلامية العربية وحتى الدولية البارزة تحذر من احتمال سقوط النظام الإيراني وما يمكن أن يترتب عليه وتدعو إلى عدم الذهاب بعيداً والتأني بهذا الصدد، ولا ريب أن التركيز على احتمال سقوط النظام الإيراني يأتي من حيث كونه الطرف الأضعف في هذه المواجهة، مع ملاحظة أنه إذا لم تكن هجمة إسرائيل تحظى بقبول عربي وإسلامي، فإنَّ النظام الإيراني أيضاً لا يحظى بذلك الدعم والتأييد على نفس الصعيد لماضيه السلبي في المنطقة، ومن الواضح جداً أنَّ إسرائيل وبسبب من الدعم والتأييد الغربي لها لا تتأثر بالموقفين العربي والإسلامي السلبي تجاهها، بيد أن هذا الموقف السلبي يترك تأثيرات سلبية على النظام ويؤكد عزلته، ولذلك فإن من أهم أولوياته المحافظة على النظام وضمان عدم سقوطه، كما أن هذا الموقف السلبي يترك أيضاً تأثيراته السلبية على الشعب الإيراني عندما يرى بأن الرداء الديني للنظام لم يقنع المسلمين بما فيه الكفاية لنصرته، بل وحتى إن وكلاءه وجلون خائفون!

التحذيرات المتكررة في وسائل الإعلام العربية والدولية من الآثار السلبية المحتملة لسقوط النظام الإيراني، تعيد بالذكرى إلى الثورة السورية في بداياتها وخوف النظام الإيراني في ذلك الوقت من آثار وتداعيات سقوط نظام بشار الأسد عليه، يومها بدأت طهران بتسويق أفكار عن الاحتمالات السلبية المتداعية عن سقوطه على المنطقة ولاسيما من حيث زعمه بأن ليس له من بديل، وإن سقوطه سيخلف فراغاً سياسياً وأمنياً ليس في إيران فحسب، وإنما في المنطقة أيضاً!

اليوم، يتم لمس هكذا اتجاه في الإعلام العربي بشكل خاص والدولي بشكل عام، وهو اتجاه يشعر النظام الإيراني بشيء من الراحة والطمأنينة على مستقبله الذي يترنح على جرف هار، واللافت للنظر هنا، إنه وعند النظر في المقالات والتحقيقات الواردة في وسائل الإعلام العربية فإنها تقوم بالتقليل وبصورة ملفتة للنظر من شأن المعارضة الإيرانية المنظمة وتحديداً من منظمة مجاهدي خلق وتكرر أموراً ومسائل دأب النظام على التأكيد عليها دائماً، مع ملاحظة أن النظام الإيراني نفسه من اعترف ويعترف دائماً وحتى على لسان المرشد علي خامنئي بأن مجاهدي خلق من تقف خلف معظم الاضطرابات والاحتجاجات والنشاطات المضادة له، وهذا ما كان واضحاً منذ انتفاضة 2009 وإلى انتفاضة 2022، وحتى الآن، لكن وفي الوقت الذي يعترف فيه صاحب الشأن في إيران بدور وتأثير مجاهدي خلق، فإن آخرين يرفضون ذلك ويؤكدون على العكس!

النظام الإيراني يقف اليوم على جرف هار كما ذكرنا آنفاً، وهو يتخوف كثيراً من الوتيرة المتسارعة جداً للأحداث والتطورات، ويعلم جيداً بأن القادم سيكون الأسوأ بالنسبة إليه، ولذلك فإنه وكدأبه دائماً يريد أن يضمن عدم سقوطه بأي شكل كان، في وقت يمكن اعتبار سقوطه عاملاً إيجابياً يخدم السلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، ولن يثير أي فوضى أو فتنة كما يتم الترويج لذلك، بل وحتى إن الأحداث التي تداعت عن سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول (ديسمبر) 2024، أكدت ذلك، إذ لم يتزعزع الأمن والسلام في المنطقة، وبالرغم من حدوث بعض من الأحداث المؤسفة التي كان للنظام الإيراني ضلع فيها، فإن الوضع وبصورة عامة بقي آمناً، وهذا أمر يجب أخذه بنظر الاعتبار، وحتى سحبه على إيران بعد سقوط النظام الحالي، وإن وسائل الإعلام العربية والعالمية حين تعترف بأن منظمة مجاهدي خلق الأكثر تنظيماً في خارج وداخل إيران، فإن عليها أن تعلم بأن هذه المنظمة ومنذ عام 1980 وحتى هذا اليوم تتأهب لهكذا وضع، وإن بإمكانها أن تملأ الفراغ، خصوصاً وإن الذين يتحدثون عن تفكيك إيران أو تفتتها (والنظام الإيراني يقف أساساً خلف هذه المزاعم) عليهم أن يعلموا أن مجاهدي خلق، المعارضة الإيرانية الوحيدة التي تجرأت وطرحت مشروع الحكم الذاتي للأقليات القومية في إيران.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.