: آخر تحديث

فائق الشيخ علي... درس عراقي لإيران

1
2
2

كثيرًا ما يُقال إن الإنسان صانع الأحداث؛ فقد تتكرر هذه الكلمات في ظروف وأزمنة مختلفة، لكن صانع التاريخ لا تُوفيه هذه العبارات والصياغات حقه، وخصوصًا حين يكون الطرف المعني مواطنًا ثائرًا من أجل مقدرات وطنه وثرواته، ومبتسمًا للمستقبل الزاهر المقبل.

من أكثر ما يستخدمه السياسي فائق الشيخ علي في حملته الإعلامية المتقنة ضد "إيران الملالي" التمسك بقناعاته والتعبير عن يقينه خارج سياج المصطلحات السردية وترف التنظير السياسي؛ لأنه ببساطه يقود حرباً ضد ميليشيات دينية، وحزبية لدولة ثيوقراطية. 

في العراق، قطاعات وواجهات سياسية عريضة ضد إيران منها مستقلة وأخرى منظمة، فأبناء العراق بما في ذلك ثوار "تشرين" يقاتلون على الجبهة السياسية والإعلامية بالتوازي مع يقوم فيه البرلماني السابق فائق الشيخ علي في معركته وقضيته ضد "إيران الخمينية".

تشهد العراق ومنطقة الخليج العربي بالمرحلة الراهنة تغييراً وتعقيداً سريعاً مع اشتداد المواجهة الأمريكية مع الدولة "الخمينية"، وتصعيد إيراني متعمد ضد الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، لذلك نلاحظ اختلاف صيغة الحديث والخطاب الإعلامي للبرلماني السابق فائق الشيخ علي.

لأنه يحمل المفاجآت الإعلامية كل مرة عن المشهد العراقي وما يسبقه وما يليه من استنفار سياسي، لابد من مناقشة أفكار وآراء الأخ فائق الشيخ علي الذي ما زال يحتفظ في الذخيرة الإعلامية الحيّة ضد مراجع إيران الدينية!

يتحدث فائق بغضب وانفعال شديد تارة، وبسخرية لاذعة تارة أخرى، حين يُجري عملية تشريح عميقة للوضع العراقي، وللمخطط الإيراني، ولقادة الجماعات الموالية للثورة الخمينية؛ إذ يفرق بين القيادات المحركة والعناصر المنفذة، فثمة اختلاف في البنية والتكوين.

لم تكن قضايا العراق وتعقيداتها بمنأى عن ضمير وبصيرة فائق الشيخ علي؛ فقد تدرج في النقاش، والتعبير، وطرح الاحتمالات والسيناريوهات منذ ما قبل سقوط صدام حسين، وفي مؤتمر المعارضة في العاصمة لندن، وصولًا إلى انتخابه في مجلس النواب بعد سقوط ديكتاتور بغداد.

 

 

تغيرت الموازين السياسية في العراق بعد سقوط صدام حسين، لكن فائق الشيخ علي لم يتغير؛ بل ظل على استقلالية موقفه ورؤيته لمستقبل العراق وتحدياته، غير أن نبرته السياسية والقانونية تعالت، وأصبحت أكثر صخبًا في داخل البرلمان وخارجه.

استقرت مراجع إيران الدينية على استباحة دم السياسي فائق الشيخ علي، فيما استقر هو الآخر على رأيه، وتمسك بقضيته ضد "الخمينية" ومراجعها، وضد التدخل الإيراني في الداخل العراقي، وخصوصًا مع تصاعد التوتر الأخير بين إيران وإسرائيل والتحذيرات الأمريكية الشديدة لطهران.

في مرحلة المعارضة لنظام صدام حسين، كان هدف فائق الشيخ علي مخاطبة الشعوب، والدول، والإعلام العربي، والدولي، بلغة عربية فصحى في حين تغير خطابة الإعلامي إلى اللهجة العراقية بغاية التركيز على مخاطبة الشعب العراقي بلغته ولهجته الشعبية.

وبغض النظر عن الاضطرابات الإقليمية، فإن الأمر الواضح أن رصاص الطائفية، وتقسيم المجتمع العراقي، وتمزيق نسيجه ومكوناته، مصدره الجارة إيران وميليشياتها في العراق؛ لذلك نجد فائق الشيخ علي مستنفرًا على الدوام ضد المخطط الإيراني التوسعي.

التطور المهم والأبرز يكمن في موقف فائق الشيخ علي، وحسمه لرأيه الثابت في إيران والموالين لها في العراق، وثقته الكبيرة في ثورة "تشرين". فهو لا يتحدث كصانع للثورة أو قائد لمخيم "رفح"، بل كأحد جنود العراق؛ فالأبطال الحقيقيون هم شباب وشابات العراق.

لقد تحدث فائق الشيخ علي مؤخرًا بلغة اليقين لا بلغة التخمين؛ إذ يحمل ثقة سياسية قاطعة بقرب انتهاء الدور الإيراني في العراق، وأفول "الخمينية"، كما حدث مع حلفائها مثل نصرالله في لبنان، ونظام بشار الأسد في سوريا.

العراق اليوم أحوج ما يكون إلى صوت وسلاح فائق الشيخ علي الإعلامي والسياسي، فهو ليس من صُناع الأوهام، بل من صناع هزيمة "الثورة الخمينية" وكشف أوهامها وخرافاتها، وصياغة مستقبل جديد للعراق خارج وحل الهيمنة الإيرانية.

*إعلامي كويتي


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.