: آخر تحديث
طريقي

محاولة قراءة في ضبابية المشهد

5
4
5

غمامة القلق التي تغلف الشرق الأوسط تؤكد أن الولايات المتحدة تقود محركات أحادية القوى في العالم نحو النظام العالمي الذي تريد.

إسرائيل التي نقلت إمكاناتها العسكرية والاستخباراتية والتكنولوجية الهائلة إلى ساحة حرب تبعد عنها أكثر من 1600 كيلومتر، تضغط على واشنطن للدخول في الحرب وتسطير بداية لنظام "حكم معدل" في إيران.
طهران التي عبرت صواريخها ومسيراتها صحارى وعواصم لتصب لأول مرة بهذه الضراوة فوق مدن الدولة العبرية، تأمل تدخل واشنطن والضغط على تل أبيب لوقف آلة الحرب الإسرائيلية. كلا الطرفين، والأصح العالم أجمع، بحاجة إلى تدخل الرئيس دونالد ترامب.

بين الضغط الإسرائيلي والتمني الإيراني يعتلي سيد البيت الأبيض وقائد أسطول التواصل الاجتماعي سدة التحكم بأنفاس العالم!

حرّك أساطيل الرعب في البحار، طالب سكان طهران بإخلائها، فاهتز تاريخ كوروش الكبير.
ثم أدخل البشرية في نفق أخماس التحليل بأسداس التنجيم عندما قال: "الاتفاق مع إيران قابل للتحقق... وأريد نهاية حقيقية للصراع"!

ما تريده إسرائيل واضح وجلي. دخول الشرق الأوسط الجديد من بوابة القوة، وكجزء من صانعيه، وهذا يعني القضاء على إمكانات إيران النووية من جهة، والوصول إلى إجراءات تجميلية لعقيدة النظام وتحديدًا فيما يتعلق بتصدير الثورة من جهة أخرى.
في طهران "أم الأولويات" تكمن في المحافظة على ديمومة النظام، والخروج من تسونامي السابع من أكتوبر لعام 2023 على بساط الرقم الصعب في المعادلة الجديدة للإقليم، ولم تخرج الصواريخ النوعية التي تصب على إسرائيل إلا في معركة الدفاع عن النظام.
السؤال الكبير هو: ما الذي تريده أميركا دونالد ترامب؟ دخول نفق الحرب أم فضاء الاتفاق؟!

وعد سيد البيت الأبيض بوقف الحروب ورفع شعار "أميركا أولاً"، فكان أن حصد صناديق الاقتراع خريف العام الماضي، والدخول في معركة في رمال الشرق الأوسط المتحركة طائفيًا وعرقيًا يعني هدر تريليونات الدولارات، وهو ما لا يتوافق والشعار السابق. لكنه وعد أيضًا بمنع إيران من الحصول على السلاح النووي.
ومن هنا تأتي حجة الرد على رافضي جر واشنطن إلى حرب جديدة من أعضاء الكونغرس البارزين. ومن الأهمية الإشارة هنا إلى موقف النائبة الجمهورية مارجوري تايلور غرين، إحدى أشد الداعمين للرئيس ترامب، بقولها إن "المتلهفين لتوريط الولايات المتحدة في الحرب بين إيران وإسرائيل لا يعتبرون 'أميركا أولاً' أولوية. لقد سئمنا الحروب... كل الحروب".
اليوم العالم ينتظر قرار سيد الصفقات الكبرى.

في تقدير أوساط رفيعة، فإن واشنطن ترى في الملف الإيراني جزءًا مهمًا من مشروع أكبر، وهو تشكيل الشرق الأوسط الجديد، والأخير جزء مهم من النظام العالمي الجديد الذي تشكله الإرادة الترامبية.
من هنا، حسب الأوساط، لن يُغامَر بحرب مفتوحة، والتقديرات تشير إلى الاكتفاء بضربات مؤلمة على قاعدة لا يموت النظام في إيران ولا تُخدش هيبة القوة الأعظم في العالم، لكن العين على أي حراك داخلي ومدى انتشاره وسقف مطالبه.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.