: آخر تحديث

أبعاد التدخل الأميركي في إيران

4
3
4

بعد مضي أكثر من أسبوع على بدء الحرب الإسرائيلية الإيرانية واستمرار التصعيد المتبادل بين الطرفين، وتصاعد تهديدات القيادة الأميركية للطرف الإيراني بالضربات الموعودة على المنشآت النووية في حال لم تصغِ للمطالب الأميركية في ما يتعلق بالملف النووي، ذلك الملف الذي اعتبرته إسرائيل المبرر الرئيسي للجوئها إلى الحرب حسب قولها، ها هي واشنطن تنفذ ما وعدت به بقصف ثلاثة مواقع للمراكز النووية الإيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان عن طريق قاذفات الشبح الأميركية B-2. حيث يأتي التدخل الأميركي كعنصر مفاجئ بعدما سبق أن وعد الرئيس ترامب بإعطاء مهلة أسبوعين للحل الدبلوماسي.

ومن البديهي أنَّ التدخل الأميركي المباشر في الحرب يجرها إلى مراحل الحسم ولا يدع أي مجال للمماطلات وحروب الاستنزاف، حيث سيتعين على النظام الإيراني حل معضلة الاختيار ما بين اللجوء إلى طاولة المفاوضات ووقف الحرب أو التصعيد وحرب الكل ضد الكل.

الإذعان واختيار السلم
رفاهية الاختيار لم تعد حالة متاحة للجمهورية الإسلامية، ومنافع الإذعان المكره لا شك أنها أفضل حالاً من الانهيار الكامل للنظام الإيراني، خصوصاً بعد الضربة الأميركية الاستراتيجية للمراكز النووية الثلاث، حيث لم يعد بالإمكان اللعب بورقة التخصيب في الوضع الراهن "وقد يكون ذلك مؤقتاً"، وليس في صالح القيادة الإيرانية أن تدق المسمار الأخير في نعشها من خلال خيار استمرار الحرب، وهي تعي فوارق المقدرات العسكرية بينها وبين الولايات المتحدة. وخسارة الحرب قد تكون خيراً للمواطنين الإيرانيين من الانهيار الكامل لهيكل المرشد الأعلى خامنئي الذي لا يمكن التنبؤ بسياسة من سيحل من بعده.

حرب الكل ضد الكل والصاروخ الأخير
منذ بدء الحرب وقبلها، والنظام الإيراني يهدد برد الفعل المضاعف في حال استُهدفت منشآته النووية من قبل الأميركيين، وقد حصل ذلك، ولجوء النظام الإيراني إلى هذا الخيار قد يعني زواله، وقد تتجه الحرب إلى شكل آخر من أشكال التصعيد بطريقة الحرب الشعواء، مثلما وعدت إيران من استهداف لكل ما يتعلق بالولايات المتحدة في الشرق الأوسط من القواعد العسكرية والسفن الحربية، تفعيل دور ما تبقى من الوكالات الإيرانية في المنطقة، إغلاق المضائق وعدم السماح للسفن بالعبور الذي من شأنه أن يعيق الحركة الاقتصادية العالمية، استخدام جميع أنواع الصواريخ واستهداف موسع، ومع تناقص المخزون الاستراتيجي للصواريخ الحربية التي تعتبر أساساً للردع الإيراني، سيسقط الصاروخ الأخير.

ختاماً، تمر المنطقة بمنعطفات حاسمة وصراعات تفاقمت مع مرور الوقت وأدت إلى حرب مباشرة بين إسرائيل وإيران، واستمرارها لا يبشر بخير ولا يخدم المساعي المبذولة لاحتواء الصراعات الإقليمية والقضايا العالمية أيضاً، وقد تجر المنطقة إلى مرحلة أخرى لا يُحمد عقباها من الصراع ببعد عالمي تكون فيه الدول العظمى سيدة الموقف، والشواهد في ذلك كثيرة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.