: آخر تحديث

قراءة وتمعّن

2
2
2

 

الفرس مطيّة اليهود كما يُنسب لابن تيمية، فلا أثق باليهود ولا بالفرس، وصراعهم قائم. ومن هذه المواجهة يظهر لي أن قوة إيران في تصريحاتها فقط. وثَبُت ضعفها، واستُبيحت أجواؤها، وقُتل قادتها وعلماؤها، وهي ما زالت تُهدّد، وقد خلقت هالة إعلامية حولها يُصفّق لها مغيَّبون عرب، ظانّين أن ضربها الخفيف لإسرائيل فيه نصر لهم.

أطماع إيران وإسرائيل واحدة في السيطرة على دول الشرق الأوسط، وسقوط أيٍّ منهما يعني مواجهة الآخر؛ وهنا مربط الفرس.

الغرب الذي صنع إيران لم يرغب أن تمتلك القوة النووية في هذه المرحلة، وهو لم يقضِ تماماً على البرنامج، ولم يُسقط النظام، وكأن ما حصل ليس إلا حزمة تأديب لإيران بضرب غير مبرح. ولا بد أن نعي أنَّ الحاقدين على دول الخليج والطامعين بنهب ثرواته من العرب أخطر كثيراً من إيران وإسرائيل. "هم العدو فاحذرهم"، وبرغم أنهم يتخفّون دائماً، لكن نعرفهم من لحن القول.

الحكمة بإدارة العلاقات والمصالح الدولية، التي تتحرك بها دول الخليج اليوم وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، ستمكّن بإذن الله الدول العربية، وخاصة دول الشرق الأوسط، من العبور بسفن الأوطان وسط أمواج الصراعات الدولية والمطامع المتلاطمة.

مهما تكالب الأعداء على قصعة العرب، فإنَّ بأسهم بينهم شديد، وقلوبهم شتّى، وهم أعداء لبعضهم، وكل واحدٍ يتمنى زوال الآخر.

وأول نقاط ضعفهم: الطمع، وثانيها أنهم لا يثقون في وعودهم واتفاقاتهم، وثالثها عقائدهم الدينية المتضادة، وكلٌّ منهم يرى نفسه الشعب الموعود بالنصر، وهم ينتظران المخلّص الذي سيظهر آخر الزمان.

على المسلم أن ينظر إلى قدرة الله وحكمته، ويتوكّل عليه، ويستعين بالله، ويستعيذ به من شرور الطامعين، ويعبده على الوجه الذي يرضيه، وهذه هي القوة الحقيقية التي يجب على المسلم أن يتمسك بها ويأوي إلى ركن شديد.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في كتَّاب إيلاف