: آخر تحديث
الخيار الثالث في إيران: لا حرب ولا مساومة

إسقاط النظام على يد الشعب والمقاومة الإيرانية

4
4
3

مع ما تبين الأحداث والتطورات المتسارعة الجارية في المنطقة من خلال المواجهة الجارية بين النظام الإيراني وإسرائيل حيث تلقي بظلالها الداكنة على بلدان المنطقة والعالم، فإنَّ الأنظار تتركز أكثر في سبيل إيجاد حل مفيد وحاسم بإمكانه أن يضع حداً ليس لهذه المواجهة الضروس فقط بل وحتى لحروب وأزمات مستقبلية قد تحدث في المنطقة.

من الواضح جداً أنَّ التخوف من توسع رقعة الحرب من جهة واتساع دائرة الأضرار المختلفة الناجمة، ولا سيما أن النظام الإيراني يؤكد عليه دائماً، وحتى إنه يرغب به لكونه يرى إمكانية استغلاله لخروجه سالماً من الأزمة، ولأن هذا النظام هو بالأساس نظام دكتاتوري لا يستمد سياساته وما يقدم عليه من أسس ديمقراطية يؤيدها الشعب الإيراني، فإنه نظام منبوذ دولياً ولا يُعتد به، ولا سيما أنه قد دأب على إثارة الحروب والأزمات، ومن جرائها يستمد أسباب بقائه.

وفي الوقت الذي تتصاعد فيه التوترات الإقليمية، فإنه ولأول مرة كان هناك طرح رسمي سياسي جديد ليس للحرب الحالية وإنما للملف الإيراني بحد ذاته، عندما رأت رئيسة وزراء إيطاليا، جورجيا ميلوني، بعد قمة مجموعة السبع في كندا، بأن تغيير السلطة في إيران يجب أن يتم من خلال الإطاحة بالقيادة الحالية على يد الشعب. وقالت: "لطالما اعتقدت أنَّ السيناريو الأفضل هو أن يقوم الشعب الإيراني المظلوم بإسقاط النظام بنجاح". وأضافت أن الهدف في السيناريو الحالي هو منع إيران من أن تصبح قوة نووية.

المثير واللافت للنظر هنا أن وجهة نظر رئيسة وزراء إيطاليا هذه قد جاءت بصورة وسياق مختلف عن الخيارين التقليديين اللذين يتبعهما الغرب للتعامل مع الملف الإيراني الساخن، واللذين يكمنان في الحرب والعقوبات الدولية، وهو الأمر الذي تزامن أيضاً مع رأي بنفس السياق للدكتور إيفان ساشا شيهان، الأستاذ وعميد كلية الشؤون العامة والدولية في جامعة بالتيمور، عندما قدم في مقابلة له مع شبكة "ماكس نيوز" الإخبارية تحليلاً للوضع المتأزم في إيران، مؤكداً أن الحل الوحيد القابل للتطبيق للأزمة الحالية هو "إسقاط هذا النظام على يد الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية". ورفض شيهان الخيارين المطروحين عادة، الحرب أو الاسترضاء، مقدماً ما أسماه "الخيار الثالث" الذي يضع المصالح والقيم الأميركية أولاً عبر ممارسة ضغط سياسي واقتصادي لا هوادة فيه على نظام طهران، بالتزامن مع دعم التطلعات الديمقراطية للشعب الإيراني ومقاومته.

والملاحظة المهمة هنا هي أن مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من جانب المقاومة الإيرانية، كانت قد أكدت خلال مؤتمر عقد في البرلمان الأوروبي قبل أيام أن "الحرب التي بدأت فجر يوم الجمعة 13 حزيران (يونيو)، تمثل بداية مرحلة خطيرة في وضع إيران والتحولات الإقليمية. لكن يجب أن أؤكد أن الحرب الحقيقية هي تلك التي بدأت قبل 44 عاماً، وتحديداً في 20 حزيران (يونيو) 1981، وهي حرب الشعب الإيراني ومقاومته ضد حكم الفاشية الدينية، وحلها الوحيد هو إسقاط هذا النظام على يد الشعب والمقاومة الإيرانية"، وهي بذلك تشير إلى "الخيار الثالث" الذي اقترحته منذ أعوام طويلة كحل أمثل لحسم الأوضاع في إيران بما يخدم الشعب الإيراني والمنطقة والعالم.

وفي 21 حزيران (يونيو)، وجهت رجوي رسالة إلى أنصار المقاومة خلال مظاهرتين كبيرتين في مدينتي برلين الألمانية وستوكهولم السويدية، جاء فيها: "... إن مطلبنا واضح جداً: يجب الاعتراف بمقاومة الشعب الإيراني. نحن نقول: لا للمساومة، ولا للحفاظ على نظام الملالي، ولا للحرب. بل خيارنا هو 'الحل الثالث، التغيير على يد الشعب والمقاومة الإيرانية'. لقد قلنا مراراً إنَّ سياسة المساومة تجعل نظام الملالي أكثر عدوانية ووحشية في استمراره لسياساته وتفرض الحرب على الدول الغربية، والآن نرى أن هذا قد حدث بالفعل. لذا أؤكد مجدداً أن متطلبات السلام والأمن في هذه المنطقة تكمن في تغيير النظام على يد الشعب والمقاومة الإيرانية...".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.