لاس فيغاس (الولايات المتحدة) : اعتقد البريطاني لاندو نوريس أن حصوله على المركز الثاني في جائزة لاس فيغاس الكبرى، الجولة الثانية والعشرين، قد شرع الباب أمامه تماما للفوز بلقب بطولة العالم للفورمولا واحد، لكن فريق ماكلارين صُعِقَ بعد السباق بقرار شطب نتيجتي سائقيه بسبب مخالفة فنية.
ففي أعقاب السباق الذي فاز به سائق ريد بول الهولندي ماكس فيرستابن ما أنعش آماله بإمكانية الفوز باللقب للمرة الخامسة تواليا بعدما بات متساويا في المركز الثاني مع سائق ماكلارين الآخر الأسترالي أوسكار بياستري وبفارق 24 نقطة عن نوريس المتصدر قبل جولتين على الختام، كشفت الفحوص المعتادة أن الفريق البريطاني انتهك القواعد المتعلقة بتآكل اللوح الخشبي تحت كل من سيارتيه.
وتبين أن سيارتي نوريس وبياستري أظهرتا تآكلا يتجاوز السماكة الدنيا في القسم الخلفي من اللوح الخشبي، المحددة بـ 9 ملم وفقا للوائح الفنية.
وبما أن اللوح الخشبي يجب أن يكون بسماكة 10 ملم عند التركيب، فهذا يمنح الفرق 1 ملم فقط من التآكل المسموح به خلال السباق.
وإذا فشلت السيارة في الوفاء بالسماكة الدنيا المقررة بـ 9 ملم في نهاية السباق، فيُعتبر ذلك انتهاكا للوائح الفنية، وبالتالي تُعتبر السيارة غير قانونية وتُلغى نتيجتها.
واعتذر المدير الإيطالي للفريق أندريا ستيلا من سائقَيه، موضحا في بيان صادر عن ماكلارين "خلال السباق، تعرضت سيارة كل من نوريس وبياستري إلى مستويات عالية وغير متوقعة من الارتجاجات، لم نختبرها خلال التجارب، ما أدى إلى احتكاك مفرط بالأرض".
وتابع "نجري تحقيقا بشأن ما حصل خلال السباق، بما في ذلك تأثير الأضرار العرضية التي لحقت بكل من السيارتين والتي اكتشفناها بعد السباق والتي أدت إلى زيادة حركة أرضية السيارة".
وأردف "وكما أشار الاتحاد الدولي للسيارات +فيا+، كان الخرق غير مقصود".
لا مجال واسع للتفسير
بالنسبة لسيارة نوريس، كان الجانب الأيسر فقط ضمن الحدود المسموح بها، لكن سماكة المنطقة الأمامية اليمنى بلغت 8.88 ملم، والخلفية اليمنى 8.93 ملم، وكلاهما أقل من الحد الأدنى المسموح به.
لكن المخالفة كانت أكبر في سيارة بياستري، إذ أن ثلاثة من القياسات الأربعة غير مطابقة للمواصفات: القسم الأمامي الأيمن بلغ 8.74 ملم، الخلفي الأيمن 8.90 ملم، الأمامي الأيسر 8.96 ملم، فيما كانت المنطقة الخلفية اليسرى فقط ضمن الحدود القانونية.
أمام هذه القياسات، لم يكن أمام المراقبين مجال واسع للتفسير، إذ أن القواعد صارمة بخصوص هذه المسألة وسبق لفريق فيراري أن دفع ثمنا مماثلا في جائزة الصين هذا الموسم بسبب الخرق ذاته.
تذرع فريق ماكلارين بوجود ظروف استثنائية وحاول أمام المراقبين تفسير هذا التآكل بأن عطلة نهاية الأسبوع كانت مضطربة لاسيما بسبب سوء الأحوال الجوية وقلة حصص التدريب.
وزعم أن هذه العوامل منعت الفريق من ضبط ارتفاع السيارة بشكل صحيح، ما أدى إلى التآكل المفرط في الهيكل السفلي.
أقرّ المراقبون بأن المخالفة بدت غير مقصودة، وأنه لم تكن هناك أي محاولة للتحايل على اللوائح.
ومع ذلك، فإن اجتهادات الاتحاد الدولي للسيارات ثابتة: أي عطل فني، حتى لو كان عرضيا، يؤدي إلى الاستبعاد.
ومن أجل التأكد، أجرى ممثلو الاتحاد الدولي سلسلة ثانية من القياسات بحضور مندوبي ماكلارين قبل اتخاذ قرار الاستبعاد من السباق.
وبحسب تفسير موقع "موتورسبورت"، فإن السيارات الحالية مصممة بنظام تعليق صلب لضمان بقاء الأرضية عند مستوى ثابت لإنتاج مستويات متسقة من الارتكازية، ما يعني أنه من الصعب امتصاص تأثير المسار غير السوي للحلبات.


