باريس: يأمل كارلوس ألكاراس المصنّف ثالثاً عالمياً، أن يلتحق بقائمةٍ طويلةٍ من لاعبي كرة المضرب الإسبان الذين توّجوا ببطولة فرنسا المفتوحة، ثانية البطولات الأربع الكبرى، وبأن يُصبح أيضاً أصغر لاعب يفوز بثلاثة ألقاب غراند سلام على جميع الأرضيات الثلاث في مواجهته السبت مع الألماني ألكسندر زفيريف الرابع في النهائي.
توّج ابن الـ21 عاماً بلقب ويمبلدون في العام الماضي على حساب الصربي نوفاك ديوكوفيتش، كما رفع لقب بطولة الولايات المتحدة كمراهق عام 2022.
وصل إلى النهائي الفرنسي هذا العام بعد إقصائه الإيطالي يانيك سينر الأوّل عالمياً في نصف النهائي، وسيكون مرشّحاً بعض الشيء للفوز على زفيريف الذي لم يسبق له أن توّج بأي لقبٍ كبير.
يهدف ألكاراس إلى السير على خطى مواطنه وبطل طفولته الأسطورة رافايل نادال المتوّج بـ14 لقب غراند سلام، والذي فاز ببطولة فرنسا المفتوحة لأول مرة حين كان ألكاراس في الثانية من العمر، وكذلك على خطى مدربه خوان كارلوس فيريرو.
قال "لديّ إحساسٌ مميّز في هذه البطولة، لأنني أتذكر حين أعود من المدرسة إلى المنزل لأشاهد مباريات بطولة فرنسا المفتوحة على التلفزيون".
وأردف "شاهدت الكثير من المباريات. هيمن نادال طبعاً على هذه البطولة لـ14 أو 15 عاماً. إنه أمرٌ لا يُصدّق".
وتابع الإسباني الشاب "أردت أن أضع اسمي على تلك القائمة للاعبين الإسبان الذين فازوا بلقب هذه البطولة. ليس رافا فحسب. فيريرو، (كارلوس) مويا، (ألبرت) كوستا، الكثير من اللاعبين الإسبان، أساطير من رياضتنا فازوا بهذه البطولة"، مضيفاً "أريد حقاً أن أضع اسمي على تلك القائمة أيضاً".
يعتبر كثيرون أن ألكاراس هو الخليفة المحتمل لنادال وديوكوفيتش والسويسري روجيه فيدرر الذين تربّعوا على عرش كرة المضرب، وذلك منذ أن برز على الساحة كمراهق. ويبدو أن الإسباني يسير بالفعل نحو تحقيق هذه التوقعات.
سيشهد النهائي تتويج بطلٍ جديدٍ باللقب منذ ديوكوفيتش عام 2016. كما سيكون النهائي الأوّل في باريس الذي يضم وجهين جديدين منذ إحراز نادال باكورة ألقابه أمام الأرجنتيني ماريانو بويرتا عام 2005.
فاز ألكاراس في آخر مباراتين نهائيتين ضمن البطولات الكبرى، وإن حقق الفوز مجدداً، سيصبح أصغر لاعبٍ يُحقق اللقب في الغراند سلام على الأرضيات الترابية والعشبية والصلبة.
وفي حال تغلّبه على زفيريف، سيتجه إلى أسترالبا في محاولةٍ لإكمال الرباعية في عمرٍ أصغر من فيدرر عندما فاز بأوّل بطولة كبيرة له.
قال "لطالما أردت أن أكون واحداً من أفضل اللاعبين في العالم".
وأضاف "إذا أردتُ أن أصبح أحد أفضل اللاعبين عالمياً، يجب أن أكون لاعباً جيداً على جميع الأرضيات، مثل فيدرر، نوفاك، رافا و(البريطاني أندي) موراي. اللاعبون الأفضل في العالم حققوا النجاح على جميع الأرضيات".
وتابع الإسباني "لذا أعتبر نفسي لاعباً قادراً على التكيّف بأسلوبي بشكل جيد جداً على جميع الأرضيات. والحقيقة أنني نشأت وأنا ألعب على التراب وأشعر براحةٍ أكبر في اللعب على الأرضيات الصلبة كمثال"، مضيفاً "أعتقد أن طريقة لعبي تتناسب جيداً مع التراب، مع المواسم الترابية، مع الملاعب الترابية أيضاً".
زفيريف يأمل بإنهاء سنوات العجاف
كان زفيريف يُعدّ في مرحلةٍ معيّنة الخطر الأكبر على هيمنة الثلاثي نادال ديوكوفيتش فيدرر، لكنه أصبح في الـ27 من العمر ولم يفز بأي لقبٍ كبير.
هذه المباراة النهائية الأولى التي يلعبها منذ الخسارة أمام النمسوي تيم في بطولة الولايات المتحدة المفتوحة عام 2020، حين قلب الأخير الطاولة عليه بعدما خسر المجموعتين الأولى والثانية.
قال الألماني الذي خسر أيضاً ست مباريات نصف نهائية في البطولات الكبرى "لم أكن مستعداً آنذاك للفوز بأول غراند سلام".
وأضاف "الأكيد أنني لم أعد طفلاً، أنا أكبر بقليل. إذا لم يكن الآن، فمتى؟".
وصل زفيريف إلى باريس وسط بدء محاكمته ببلده في قضية اتهامه بالاعتداء بالضرب على صديقته السابقة.
أُسقطت الدعوى الجمعة قبل ساعات معدودة من مواجهته مع النروجي كاسبر رود في الدور نصف النهائي، بعد الوصول إلى تسوية.
واتُّهم الألماني بـ"خنق شريكته في ذلك الوقت في درج مبنى في برلين".
وطعن زفيريف أمام محكمة في برلين على حكم أصدرته محكمة ابتدائية في تشرين الأول (أكتوبر) 2023 وقضى بتغريمه مبلغ 450 ألف يورو بتهمة "الاعتداء والضرب" على شريكته السابقة.
وكجزءٍ من التسوية، وافق على دفع مائتي ألف يورو يذهب معظمها إلى خزائن الدولة والباقي إلى صندوق للمنظمات الخيرية، وفقاً لمتحدثة باسم المحكمة.
ردّ بشكلٍ غاضبٍ على سؤال صحافيٍّ عمّا إذا كان يشعر بخيبة أمل بسبب إسقاط القضية وعدم قدرته على تبرئة اسمه في المحكمة.
قال "لن يُسقطوا القضية إذا كنت مذنباً في نهاية المطاف. لا أعرف ما هي الترجمات التي لديك، لكن هذا ما يعنيه. انتهى".
وأضاف "نمضي قدماً... لا أريد أبداً سماع سؤال آخر عن هذا الموضوع مرة أخرى. هذا كلامٌ موجّه للجميع".