: آخر تحديث
"أملهم الأخير" للفت الأنظار إلى استغلال يقولون إنهم يعانون منه

اليأس يدفع سائقي شاحنات للإضراب عن الطعام في ألمانيا

72
56
62

غرافنهاوزن (ألمانيا): نفّذ عشرات من سائقي الشاحنات الذين ينقلون المنتجات في أنحاء أوروبا إضراباً عن الطعام في إطار إضرابهم عن العمل المتواصل منذ أسابيع، واصفين الخطوة بأنها "أملهم الأخير" للفت الأنظار إلى استغلال يقولون إنهم يعانون منه.

اعتُبر الإضراب المرحلة الأخيرة ضمن تحرّك وصفه مسؤولون نقابيون بأنه "غير مسبوق" ونظم في إطاره 80 سائقاً اعتصاماً باستخدام مركباتهم في محطة للخدمات على أحد الطرقات السريعة.

ومع اعتقادهم بأن أرباب العمل البولنديين لن يستجيبوا لمطالبهم في ظل الإضراب المستمر منذ 10 أسابيع، توقّف عدد منهم عن تناول الطعام الأسبوع الماضي.

وبدأ سائقو الشاحنات، ومعظمهم من أوزبكستان وجورجيا وبينهم أشخاص من طاجيكستان وأوكرانيا وتركيا، تناول الطعام مجدداً نهاية الأسبوع لكن الإضراب عن العمل ما زال قائماً.

يؤكد السائقون بأنهم لا يحصلون على رواتهم بشكل دوري والبالغ معدلها نحو 80 يورو يومياً، فضلاً عن أنهم اضطروا لدفع مبالغ كبيرة للحصول على الوظيفة في الأساس. كما أنهم يعملون في ظل ظروف يعتبرونها غير إنسانية، تشمل العمل لساعات طويلة.

وقال سائق شاحنة جورجي يدعى رومان غوجابيدزه كان مستلقيا في الجزء الخلفي لشاحنته لفرانس برس في محطة خدمات في غرافنهاوزن على أطراف فرانكفورت "كل ما أريده هو أن يدفعوا لي المال الذي جنيته".

وكان غوجابيدزه من بين الأشخاص الذين انضموا إلى الإضراب عن الطعام وأكد أن الخطوة مثّلت "أملنا الأخير ... لم يكن هناك ما يمكن القيام به أكثر من ذلك".

بدوره، أكد سائق يدعى فايز الله نيماتوف أنه يحتاج للحصول على الأموال التي يدين له بها أرباب عمله ليكون بإمكانه إرسالها إلى بلده أوزبكستان لإعالة زوجته وأطفاله ووالدته المسنة.

وقال "لا أحد غيري يجني المال" في العائلة.

شركات نقل بولندية
يعمل السائقون لدى عدة شركات نقل بولندية تابعة لمجموعة "مازور".

لكن المجموعة شددت في بيان على أن جميع الأجور دُفعت "في وقتها" وخضعت لعملية تدقيق مؤخرا لم تكشف عن أي عدم انتظام في الدفعات.

كما سعت الشركة للنأي عن نفسها من مسألة الرسوم التي تم دفعها للحصول على تأشيرات أو توصيات عمل، مشددة على أن السائقين اضطروا لدفعها لشركات "وسيطة" استعانوا بخدماتها ليتم توظيفهم.

ورفضت أيضاً الاتهام بأنها أجبرت السائقين على العمل لساعات طويلة، مؤكدة بأنه "لا يمكنها تحديد ساعات العمل اليومية للسائقين أو الحد المرتبط بأيام الإجازات"، مشيرة إلى أن القرار في ذلك يعود إلى السائقين أنفسهم.

ينقل السائقون مجموعة من البضائع لشركات أوروبية كبرى في بلدان بينها ألمانيا وفرنسا وإيطاليا والنمسا وهولندا وسويسرا.

وبينما يحصلون على مخصصات صغيرة بشكل دوري لشراء الطعام، يقول السائقون إن بضعة أشهر قد تمر من دون تلقيهم رواتبهم، وعندما يحصلون عليها، تكون عادة أقل مما يجب.

ويطالبون بأجور غير مدفوعة يصل قدرها إلى 500 ألف يورو (530 ألف دولار).

واختاروا تنفيذ إضرابهم في ألمانيا بدلاً من بولندا إذ يشعرون بأن القيام بالتحرّك هناك أكثر أماناً، بحسب إدوين أتيما، رئيس "مؤسسة الحرص الواجب في النقل على الطرقات" Road Transport Due Diligence Foundation التي تراقب انتهاكات قواعد العمل في أوروبا وتتعامل معها.

كما نفّذوا إضراباً ناجحاً عن العمل في المكان ذاته في وقت سابق هذا العام، وإن كان لمدة أقصر.

يشير أتيما إلى أن هذا التحرّك "غير مسبوق" في قطاع النقل بالشاحنات في أوروبا.

وقال "بالنسبة للسائقين، يعد الأمر صعباً نفسياً وجسدياً. يأتون إلى هنا لأنه تم استغلالهم تماماً. لم يحصلوا على أموالهم ولديهم مشاكل في بلدانهم ولا يمكنهم إطعام أطفالهم".

تعقيدات في سلاسل الإمداد
ويسلّط الأمر الضوء على التعقيدات في سلاسل الإمداد التي تنقل البضائع بشكل سريع ضمن الأسواق الأوروبية، وهو أمر يقول البعض إنه يعرض للخطر الأشخاص الذين يقومون بهذا العمل.

وقال أتيما، وهو مسؤول نقابي هولندي أيضاً، إن الشركات المعروفة "تحاول نفي مسؤوليتها عن ذلك" عبر الاختباء خلف شركات أخرى تنقل بضائعها.

وتابع أن "السبب الأساسي هو دائما أن هذه المسألة لا تحظى بأي أولوية.. طالما أن البضائع تُنقل، لا أحد يأبه بالكيفية التي يتم من خلالها استغلال السائقين".

ورفع السائقون والشركات شكاوى متبادلة فيما تؤكد النيابة العامة بأنها تنظر في الاتهامات الواردة من الطرفين.

لكن السائقين يصرون على أنهم يتعرضون لسوء المعاملة ولا لبس في رسالتهم.

وقال السائق نيماتوف "ادفعوا لنا أموالنا، علينا إرسالها إلى عائلاتنا".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في اقتصاد