اَلصَّخِير (البحرين) : "الحمض النووي لفيراري هو الفوز"، بهذه الكلمات يؤكّد مدير الفريق ماتيا بينوتو سعي"الحصان الجامح" للعودة إلى سكة الانتصارات، فيما يبدو أن الحظيرة الإيطالية تريد اغتنام فرصة تغيير القوانين عام 2022 بهدف التربع مجدداً على قمة الفورمولا واحد بعد موسمين مرّت خلالهما في العدم.
يعود آخر انتصار لفيراري إلى جائزة سنغافورة الكبرى في عام 2019. احتلت العلامة التجارية الأسطورية المركز السادس في الترتيب العام النهائي للصانعين 2020 في أسوأ تصنيف منذ عام 1980، قبل أن تعوّض في 2021 بصعودها للمركز الثالث خلف مرسيدس وريد بول، ولكن بفارق شاسع عن الحظيرة البريطانية المتوجة بـ 613.50 نقطة مقابل 323.50 للحظيرة الإيطالية.
كما يعود آخر لقب لفيراري عند السائقين إلى عام 2007 مع الفنلندي كيمي رايكونن الذي أعلن اعتزاله نهاية العام الماضي بألوان فريق ألفا روميو. أما آخر لقب عند الصانعين فتحقق في عام 2008.
قرّر فيراري باشراف بينوتو التحضير للعام الجديد مع دخول القوانين الجديدة حيّز التنفيذ، بدءاً من العام الماضي. وبالتزامن مع قرار الاحتفاظ بالسائقَين الاسباني كارلوس ساينس وشارل لوكلير من موناكو، انتهى رجال مارانيلّو من تصميم المحرّك الجديد في النصف الثاني من 2021، ثم قدّم الفريق هيكل السيارة الأساسي خلال التجارب الشتوية، وترافق مع نتائج واعدة.
أكّد لوكلير عقب انتهاء تجارب برشلونة والبحرين وبعد قرابة 800 لفة حيث أظهرت السيارة موثوقية جيدة "انها بالتأكيد واحدة من أسهل الاستعدادات التي خضتها قبل انطلاق العام الجديد".
وأضاف "لا توجد مشكلات جسيمة، خصوصاً انه خلال مشروع جديد بالكامل تتوقع دائماً أن تجد عقبات".
"تطوير السيارة"
وبين التجارب الأولى في برشلونة نهاية شباط/فبراير والثانية في البحرين الشهر الحالي، لم يقدّم فيراري ثورة تقنية، بخلاف فريق مرسيدس وهيكل سيارته المختلف بشكل جذري عن باقي السيارات.
شرح بينوتو ما توصّل إليه فريقه قائلاً "لقد عملنا بشكل أساسي على حلّ مشكلة +الارتدادات+ (ارتداد السيارات خلال المقاطع المستقيمة بسبب التعديلات الانسيابية) التي واجهتها جميع الفرق".
وأردف "لقد أجرينا بعض التعديلات لذلك، فالأمر يتعلق بتطوير السيارة التي لدينا. هذه السيارات مختلفة كلياً عن الماضي بحيث يتعين عليك فهمها قبل استخراج إمكاناتها الكاملة. نحن نفعل ذلك. هناك المزيد لنستخرجه من التوليفة الحالية ونركز على ذلك قبل جلب المزيد من التحسينات خلال الموسم".
وجذب "الحصان الجامح" الأضواء إليه خلال التجارب حيث حقق لوكلير ثالث أسرع توقيت اجمالي على حلبة الصخير البحرينية، برغم تزويد سيارته باطارات أقل نعومة من الإطارات الأسرع التي تزوّد بها بطل العالم الهولندي ماكس فيرستابن سائق ريد بول.
ولم يغب أداء فيراري في البحرين عن بال "ماد ماكس" الذي احرز العام الماضي اللقب الاول في مسيرته، اذا اثنى على "سكوديريا" قائلاً "إنهم سريعون، يمكنك أن ترى ذلك بوضوح في المقاطع الطويلة والقصيرة على حد سواء".
وبدوره، لم يخالف مدير ريد بول البريطاني كريستيان هورنر كلمات سائقه، مضيفاً "السيارة التي تبدو الأكثر استقراراً على الحلبة في الوقت الحالي هي فيراري".
"الأسرع"
نفس الخطاب من جانب فريق مرسيدس، المرشح الدائم للفوز ولكن "ليس في الوقت الحالي" بحسب ما صرّح بطل العالم سبع مرات البريطاني لويس هاميلتون الذي قال "يبدو فيراري الأسرع وربما ريد بول ثم نحن أو ماكلارين، لا أدري".
وبدوره، أشار الوافد الجديد إلى فريق "الأسهم الفضية" مواطن هاميلتون، جورج راسل إلى تفوق السيارة الحمراء "يبدو أن فيراري هي الأقوى بشكل عام، مع القليل من كمية الوقود وخلال لفات متتالية".
ويتشارك "بادوك" الفورمولا واحد هذا الانطباع السائد في الاذهان، غير أن التجارب الشتوية غالباً ما تكون ورقة "جوكر" أو لعبة بوكر كاذبة، في حين تعمد الفرق المرشحة إلى عدم ابراز جميع أوراقها والاحتفاظ بالأفضل حتى انطلاق المنافسات الفعلية.
وضمن هذا السياق، تحدث ساينس عن الخدع التي يقوم بها مرسيدس "من المعتاد أن تمدح مرسيدس الآخرين قبل أن تسحق المنافسة في السباق الأول"، معتبراً إلى أن بيانات الأرقام أظهرت أن الحظيرة البريطانية لم تقدّم أفضل ما عندها ولم تستخرج الأفضل من سيارتها خلال التجارب.
من ناحيته، أضاف لوكلير متحدثاً عن الأوقات المسجّلة "يبدو أن جميع السيارات متقاربة في وقت أو آخر" و"نحن نعلم مقدار الهامش الذي لدينا ولكن ليس لدينا أي فكرة عن مقدار إخفاء الآخرين لامكاناتهم. لهذا السبب يتعيّن علينا حقاً توخي الحذر".