الرباط: لا يكاد يمر وقت طويل دون أن تبرز موهبة كروية مغربية الأصول، تنشط في كبريات الدوريات الأوروبية وتتدرج في مختلف الفئات السنية لمنتخبات بلدان الإقامة.
ويمكن القول إن حضور نجوم الكرة المغاربة في ملاعب أوروبا ليس وليد السنوات الأخيرة، إذ ما زالت ملاعب فرنسا وإسبانيا تتذكر فنيات عدد من كبار اللاعبين الموهوبين، لعل أشهرهموأبرزهم "الجوهرة السوداء"، العربي بنمبارك، الذي انطلق من أحياء الدار البيضاء، قبل أن تتلقفه، نهاية ثلاثينيات القرن الماضي، أبرز الأندية الأوروبية، ويلعب للمنتخب الفرنسي، خلال فترةالحماية الفرنسية للمغرب.
بين الأمس واليوم، تغيرت أشياء كثيرة، خصوصاً على مستوى تعدد بلدان المهجر واتساع قاعدة الممارسين من بين أبناء المهاجرين المغاربة، بعد أن تعاقبت الأجيال وصار الاندماج قدراًواختياراً، بشكل جعل هذه المواهب تعيش بين انتماءين: انتماء لبلد الآباء والأجداد وآخر لبلد الولادة والتكوين والإقامة.
ونظراً لعلو كعب المواهب الكروية، ذات الأصول المغربية، فقد صار مسؤولو كرة القدم في المغرب يميلون أكثر، في السنوات الأخيرة، إلى المناداة على لاعبين من أصول مغربية،خصوصاً بإيطاليا وفرنسا وبلجيكا وإسبانيا وألمانيا وهولندا، ممن يفرضون ذاتهم وقيمتهم في البطولات الأوروبية، بينهم من سبق له أن تدرج في منتخبات الفئات السنية لبلدان الإقامة،لتعزيز صفوف المنتخبات الوطنية، من الفتيان إلى المنتخب الأول، الذي صارت نسبة المناداة عليهم، من بين مغاربة المهجر، تمثل، في بعض الأحيان، أكثر من 90 في المائة من اللائحةالمحددة.
وعلى عكس كثيرين، ممن لبوا نداء القلب، مفضلين اللعب لمنتخب أرض الأجداد، كمصطفى حجي رابع لاعب مغربي يحصل على الكرة الذهبية الأفريقية في 1998، ومروان الشماخومهدي بنعطية وسفيان بوفال وحكيم زياش وكريم الأحمدي وحكيم مستور وأسامة طنان ويونس بلهندة، فضل آخرون منتخبات بلدان الإقامة، كإبراهيم أفلاي وخالد بولحروز وأنور غازيوآدم ماهر مع المنتخب الهولندي، وعادل رامي مع المنتخب الفرنسي، ومروان فلايني وناصر الشادلي وزكرياء البقالي مع المنتخب البلجيكي، وكريم بلعربي مع المنتخب الألماني، ومنيرالحدادي الذي لعب للمنتخب الإسباني، قبل أن يطلب، قبل أسابيع، تغيير جنسيته الرياضية واللعب لـ"أسود الأطلس".
ويبدو أن المواهب المغربية كثيرة إلى درجة أنه يصعب حصرها أو أن يسعها منتخب واحد، بحيث يمكنها أن تجد لها مكاناً في أكثر من منتخب، الشيء الذي يؤكد أن حسن استثمار المواهبالتي تختار اللعب لـ"أسود الأطلس"، يبقى هو الرهان الذي يتعين على المسؤولين المغاربة ربحه، بشكل يمكن مختلف المنتخبات المغربية من فرض قوتها وسطوتها قارياً ويجعلها تفرضذاتها عالمياً.
وقد كان عادياً أن تبرز مواهب عديدة، في السنوات الأخيرة، وأن تفرض قيمتها وهي لم تبلغ بعد عقدها الثاني، بينها أشرف حكيمي، الذي فرض نفسه في صفوف ريال مدريد الإسبانيوهو في سن الثامنة عشرة، فضلاً عن سفيان أمرابط، الشقيق الأصغر لنور الدين أمرابط لاعب المنتخب المغربي، الذي انتقل إلى صفوف فايينورد الهولندي، في الوقت الذي ما زال العالممتأثراً لحالة عبد الحق نوري (20 سنة)، لاعب أجاكس، ذي الأصول المغربية، الذي أصيب بتلف خطير في الدماغ، بعد سقوطه، قبل أسابيع، خلال مباراة ودية.
ويرى كثيرون أن "حرباً ضروساً"، تجري في الخفاء والعلن، بين المسؤولين المغاربة ومسؤولي منتخبات بلدان الإقامة، لضم المواهب الكروية، مغربية الأصول. لذلك، كان مجرد نشر أمينحارت لاعب فريق شالك 4 الألماني، الذي تدرج في مختلف المنتخبات السنية الفرنسية، قبل يومين، على حسابيه بـ"إنستغرام" و"تويتر"، صورة أسد ملون بالأحمر (رمز المنتخب المغربي)،كافياً ليثير انتباه المتتبعين، في فرنسا والمغرب، قبل أن تخرج تقارير ترجح اختيار النجم الواعد اللعب للمنتخب المغربي؛ بل ذهبت تقارير إلى القول إن "الجامعة الملكية المغربية لكرةالقدم كانت في اتصال مباشر مع اللاعب منذ فترة طويلة، إضافة إلى أن الناخب المغربي، هيرفي رونار، قام بالاتصال باللاعب خلال العديد من المرات لإقناعه بحمل قميص المنتخبالمغربي".
نفس الشيء، سيحدث مع أيمن برقوق، لاعب وسط ميدان فريق "أينتراخت فرانكفورت" الألماني، الذي تدرج في صفوف المنتخبات السنية الألمانية، والذي بمجرد تناقل خبر نشره، علىحسابه بـ"إستنغرام"، قبل أيام، لصورة بعض مستلزماته الرياضية، وهي تحمل ألوان العلم المغربي، مع اسمه المختصر بالأحرف اللاتينية (AB)، ورقم قميصه (28) مع أينتراخت فرانكفورت،حتى ذهبت تقارير عدد من المتتبعين إلى القول إن "ثانِي أفضَل موْهبة كُروية في ألمانيا ... يلمّح لاختِياره تمْثيل المنتخَب المغرِبي".
منتخب المغرب
تدوينة أمين حارث التي توحي باختياره اللعب للمغرب
هاشم مستور
أشرف حكيمي
حكيم زياش وكريم الأحمدي
أيمن برقوق
ناصر الشادلي (بلجيكا)
عادل رامي (فرنسا)
مروان فلايني (بلجيكا)