: آخر تحديث

الكتابة بين الأخطاء والعطاء!

0
1
0

عبده الأسمري

في مساحات «كتاب الرأي» لا تزال الصحف الكبرى ذات الأصل «الورقي» سابقاً والاتجاه التقني حاضراً تحافظ على «الأصالة» في كتابة «المقالات» ولديها أسماء متميزة تجيد هذا الفن مع وجود تنقية مستمرة لشوائب «الكتاب الجدد» الذين تم تمكينهم بعد تمكنهم من الإجادة في الكتابة في ظل وجود «مقالات» في صحف أخرى لا تراعي أدنى درجات المهنية والشواهد كثيرة والمشاهد متعددة، ويعود السبب إلى أن المسؤولين في بعضها لا يملكون الخبرة بل أن بعضهم ينشر مقالاً لآخر وهو لم يكتب مقالاً في حياته!

الأمر يمتد إلى إدارات «الاتصال المؤسسي» في بعض القطاعات من حيث ما يصدر من بيانات أو تغريدات أو اخبار تحت عناوين «الكتابة» و التي توكل في بعضها «المسؤولية» لخريج «حديث» معدوم الخبرة بعيد عن التكيف المهني مع التحديات أو لمستشار «عتيق» غارق في روتينية التأجيل وبيروقراطية الرصد ..

وسط سوء فهم إداري نحو «مهمة» هذه الإدارة الهامة والتي باتت «صوتاً» لأنشطة واجتماعات مدير الجهة وصوره المنوعة والدفاع عنه في حالات «النقد» أو الأخطاء مع تحول بعضها إلى إدارة الفعاليات والمناسبات واللقاءات والتركيز على التلميع الذاتي وتجاهل الدور الموضوعي.

وتستمر الإخطاء في تغيب الجامعات عن تأهيل طلاب الإعلام فيها على «الكتابة» الاحترافية وصناعة الإنجاز في هذا الشأن.. والتركيز على «كتابة المحتوى» والارتهان إلى «مناهج» غير مجدية تم إعدادها وتجهيزها من قبل أعضاء هيئة تدريس عبارة عن «أبحاث أكاديمية محضة» أو تجميع لمحتويات كتب منوعة تم جلبها من المكتبات والابتعاد عن التدريب العملي المهني في المؤسسات «العريقة» والاكتفاء بمخرجات تطبيقية جاهزة أو مجدولة ومشاريع «تخرج» تملأ «مستودعات» الكليات بأوراق إضافية.

تكمن «العوائق» في ضعف «المناهج» والاعتماد على طرق تدريس بحتة لتخريج «متخصصين في الإعلام والاتصال» وهم لا يجيدون «الكتابة» وإن أجادوا جزءاً منها فهو ممتد من «ثقافة» التواصل الاجتماعي التي تقترب لغتها العامة إلى الشعبية!!

ومما يدعو للغرابة عرض دورات متعددة لشخصيات «غير معروفة» لتقديم برامج عن «الكتابة الإبداعية» ولو تم الاطلاع على محتواها لوجدناه مخالفاً للحرفة وعندما ندقق في سيرة «المدرب» نصطدم بعدم انتمائه إلى هذه المهنة!!

الأخطاء موجودة، وهي جزء من العمل، ولكن عندما يتعلق الأمر بحرفة مثل «الكتابة» فلا بد من تكامل الاحتراف والتدريب والتأهيل والإنتاج للوفاء بالمطالب والاستيفاء للمتطلبات.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد