: آخر تحديث

السلام يصنعه القادة الشجعان

2
2
2

القادة الشجعان هم من يستطيعون تحقيق السلام وتذليل العقبات أمام تنفيذ بنوده.. ومع السلام يتحقق الأمن والرخاء والاستقرار، ومع الحرب تكثر المصائب من قتل وتدمير وجوع ومرض وخوف وتشريد.. السلام هو المسعى الحقيقي لمن يريد أن يبني وطنه على أسس قوية..

يقوم الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء بزيارة تاريخية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حاملاً معه هموم وتطلعات المنطقة العربية. زيارة مهمة بأهمية كل من المملكة وأمريكا. تعززها مكانة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ووجود رجل قوي في البيت الأبيض تربطه بولي العهد صداقة واحترام، ويرتبط البلدان مع بعض بمصالح متعددة.

ولذا كانت المملكة هي المحطة الأولى للرئيس الأمريكي في كل من ولايتيه الأولى والثانية. بخلاف من سبقه من الرؤساء الذين جعلوا أوروبا وبخاصة بريطانيا هي محطتهم الأولى. وهذا يدل على الدور المتنامي للمملكة العربية السعودية على مستوى العالم. ليس في مجال الطاقة بأنواعها فقط، لكن كحجر الأساس لاستقرار المنطقة بكاملها. فهي القائد بلا منازع للعالم العربي والإسلامي. وهي المؤثر لوجود عناصر كثيرة تعزز ذلك. من أهمها القيادة التي يعتمد عليها منذ عهد الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، ثم كل الملوك الذين ساروا على النهج نفسه. كما يلعب الاقتصاد دوراً بارزاً في تعزيز العلاقة بين البلدين. أما أمريكا فهي القائد والمؤثر على مستوى العالم. حيث توافر لها ما لم يتوافر لغيرها من الدول. فهي الأولى في الاقتصاد والسياسة والقدرات العسكرية. وهي المهيمنة بثقافتها وجامعاتها وشركاتها العملاقة على مستوى لعالم. لهذا كله تتخذ زيارة ولي العهد أهمية خاصة للأسباب الآتية:

أولاً: علاقة المملكة بأمريكا تمتد لأكثر من ثمانين عاماً، ومنذ العام 1945 وهي في تطور مستمر. علاقات بنيت على الاحترام، وتبادل المصالح، والندية والصدق في التعامل. ورغم كل ما اعترى مسيرة التعاون بين البلدين من أمواج عاتية، كحروب العرب مع إسرائيل، والإرهاب وسعي قادته لتخريب علاقة المملكة بأمريكا كتفجير الخبر، والبرجين في الحادي عشر من سبتمر، فقد استطاع الطرفان تجاوز ذلك بالحكمة وبعد النظر، ومعرفة أن الكل خاسر في حال تردت العلاقة أو فترت.

ثانياً: الاقتصاد هو أهم العناصر التي تقرب ما بين الدول والشعوب، وسيكون ملف الاقتصاد والاستثمار في كلا البلدين من أهم المحاور التي ستكون حاضرة بقوة، وتوقع من أجلها الاتفاقيات، ومذكرات التفاهم أثناء الزيارة وما بعدها، وكما رأينا في زيارة الرئيس ترمب للمملكة، حيث أحضر معه قادة ورؤساء أكبر شركات التقنية والتصنيع. وهذا هو ما سنراه في زيارة الأمير محمد إلى أمريكا. السعودية برؤيتها 2030 وما أصابته من نجاح على جميع المستويات انفتحت شهيتها على المزيد من النجاح، والتعامل من مركز القوة مع كل الدول الفاعلة على مستوى العالم وفي مقدمتها أمريكا.

ثالثاً: التعاون العسكري بين السعودية وأمريكا من أهم عوامل استقرار الشرق الأوسط. وأمريكا ومن واقع خبرة تعد أفضل الدول من حيث التعامل، والقدرة على التدريب والابتعاث، والإمداد، والإشراف على الشركات المصنعة لضمان الجودة، وتنفيذ ما تلتزم به من توقيت ونقل التقنية إلى المملكة. وهي الأنسب من حيث التكلفة، حيث إن الإنتاج في أمريكا من الطائرات يعد بالآلاف بدل المئات في أوروبا أو غيرها. وهو ما يقلل من تكاليف البحث والتطوير المستمر لكل سلاح ومعدة.

رابعًا: القادة الأقوياء الشجعان هم من يستطيعون تحقيق السلام وتذليل العقبات أمام تنفيذ بنوده.. ومع السلام يتحقق الأمن والرخاء والاستقرار، ومع الحرب تكثر المصائب من قتل وتدمير وجوع ومرض وخوف وتشريد. السلام هو المسعى الحقيقي لمن يريد أن يبني وطنه على أسس قوية. ومنطقتنا العربية لم تنعم بالسلام الشامل منذ قيام إسرائيل. ولولا جهود المملكة وفرنسا، وقوة نفوذ أمريكا لما توقفت الحرب في غزة، وخطط تهجير سكانها للخارج، ولما توقفت إجراءات ضم الضفة الغربية وتهجير سكانها، وهو المخطط الذي يعمل عليه اليمين الإسرائيلي المتطرف بقيادة نتنياهو ووزرائه من الصهاينة المتطرفين.

يذهب ولي العهد في زيارة تاريخية للولايات المتحدة الأمريكية، ومعه ملفات كثيرة، ستعود بالخير -إن شاء الله- على المملكة، وكافة دول المنطقة، وتحقيق السلام الشامل، وتطلعات الشعب الفلسطيني في قيام دولته على أرض فلسطين.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد