: آخر تحديث

من قراءاتي... حكاية المناديل!

3
3
3

حمد الحمد

أعرف كثيراً من الأصدقاء مغرمين بمشاهدة الأفلام المصرية القديمة بالأسود والأبيض، ومازالوا، بل يحفظون أسماء الأفلام والممثلين. أنا شخصياً ليس لديّ هذا الشغف، لا أعرف لماذا؟ لكن كان لديّ اهتمام وما زال، وهو قراءة الكتب خصوصاً كتب الرحالة الأجانب الذين زاروا المنطقة، وكذلك الكتب التاريخية، ومكتبتي متضخمة بهكذا كتب.

في الأفلام المصرية، كان يلفت انتباهي عند عقد القِران، مشهد وضع منديل على يدي والدي العروس والعريس وتقرأ الفاتحة، وهنا كنت أسال نفسي، لماذا المنديل؟ وأعتقد أنني اكتشفت المعنى عند اطلاعي على بعض الكتب.

الإنكليزي داليانز، عاش في الكويت في فترة الأربعينات حيث عمل في شركة نفط، وصدر له في ما بعد كتاب بعنوان «رحلة الكويت»، حيث راح يكتشف رحلات الغوص بنفسه، ولاحظ في رحلته مع أحد الطواشين (الطواش هو تاجر اللؤلؤ)، أنه عندما يقترب الطواش من سفينة الغوص ويريد شراء حصيلة اللؤلؤ، كان يغطي يده مع يد النوخذة بمنديل، وبضرب بالأصابع تحت المنديل يكون الاتفاق من دون صوت وكلام، ومن حولهم من البحارة لا يعرف سعر البيع.

وفي أحد الكتب قرأت أن رحالة أجنبياً قبل أكثر من 100 سنة كتب أنه شاهد التجار في مكة أمام المتاجر عند عقد الصفقات يضعون منديلاً فوق الأيدي، وبضرب الأصابع يُعرف السعر وتتم البيعة.

قبل أيام ومصادفة كنت أشاهد قناة تلفزيونية صينية بالعربي، وكان البرنامج عن قومية صينية مسلمة، وشاهدت في أحد المشاهد أن صفقات بيع الخراف عند هذه القومية مازالت تتم عبر العد بالأصابع وتكون تحت الأكمام وليس المنديل، وهنا أجزم أن هذه الطريقة دخلت لهذه القومية، من التجار العرب الذين نشروا الإسلام هناك.

نعود لسالفة مشهد أن يضع والد العروس ووالد العريس كلتا اليدين تحت منديل، هنا أعتقد، هذا أسلوب قديم وهو أنهما يتفقان على مبلغ المهر من دون أن يعلم من حولهما كم هو! احتمال كبير واستنتاج مني.

وهذه حكاية المناديل، مما قرأت لكم!


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد