: آخر تحديث

بمثل هذا يكون الحل الشامل والعاجل

1
1
1

خالد بن حمد المالك

في وثيقة خطة ترمب للسلام التي وقع عليها كل من الرئيس الأمريكي والرئيس التركي والرئيس المصري وأمير دولة قطر نصوص أو إشارات مهمة تنهي الحرب في غزة، ويتم من خلالها تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، وتجريد حركة حماس والفصائل الأخرى من السلاح، ولا يُسمح بتهجير الفلسطينيين، ولا يُلاحق أفراد حماس والمنظمات الأخرى، والتأكيد على أن السلام في الشرق الأوسط وصموده هو المستهدف، مع التأكيد على استدامته.

* *

وقد تم تنفيذ هذه النصوص بالتزامن مع قمة شرم الشيخ، فتم الإفراج عن الرهائن لدى الجانبين، وانسحب الجيش الإسرائيلي من مواقع في قطاع غزة، وتوقفت الحرب فوراً، وأعلن الرئيس ترمب بأن تعمير قطاع غزة المهدَّم سوف يبدأ فوراً، وعاد إلى القول بأنه بدأ فعلاً، وهكذا مع بقية النصوص.

* *

توقيع الاتفاق من القادة الأربعة هو بمثابة الضمان للتنفيذ الحرفي لكل ما ورد أدناه في الاتفاق، والالتزام التاريخي، والتنفيذ الفعلي من جميع الأطراف لاتفاقية السلام، كما ورد في اتفاقية خطة السلام، الأمل أن يعم السلام والازدهار والاستقرار، والرؤية المشتركة بين الجميع.

* *

لكن لم يرد نصٌ على خيار الدولتين، ولا عن الحالة في الضفة الغربية، ولا عن الأراضي التي احتلتها إسرائيل بعد السابع من أكتوبر في كل من سوريا ولبنان، ولا عن وضع آلاف السجناء في سجون إسرائيل الذين لا يشملهم الإطلاق ضمن من تم إطلاق سراحهم، وإنما هناك إشارات فسَّرها البعض بأنها ستكون الخطوة التالية لإنهاء الصراع، فقد جاء في الوثيقة: تحقيق سلام دائم في الشرق الأوسط، وبما يضمن منح الفرص لجميع شعوب المنطقة يشمل ذلك الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء، وما ورد فيها من أن السلام الدائم هو ذلك الذي يتيح للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء الازدهار في ظل حماية حقوقهم، والنص على مواصلة السعي نحو رؤية شاملة للسلام في المنطقة، وإرساء ترتيبات سلام شاملة ومستدامة في قطاع غزة.

* *

هذه إشارات جيدة، وإن كانت مبهمة، وتقبل التأويل والتفسير، والرأي والرأي الآخر، غير أن على الرئيس ترمب أن يضمن للجانب الفلسطيني بأن إقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية، خيار لا غنى عنه ولا رجعة فيه لإقرار السلام الشامل والعادل، وأن اعتراف أكثر من 150 دولة يجب أن يكون محل اهتمام الولايات المتحدة الأمريكية، ويجد تفهماً من إسرائيل، لأن إغفال هذا الحق من الوثيقة لا يضمن أمناً مستداماً، ولا سلاماً دائماً في المنطقة.

* *

المؤكد أن خطة ترمب للسلام هي الخيار الأفضل في الوقت الحاضر لإيقاف الحرب الدموية بعد سنتين من القتال، ومع تطبيقها وتنفيذ بنودها يُفترض أن تفتح الطريق نحو حل شامل يضمن قيام دولة فلسطينية، مع تحقيق أمن إسرائيل، بما يحميها من تبعات الاحتلال، وقهرها لشعب أكد على مدى ثمانين عاماً من الاحتلال أنه لن يتخلَّى عن أرضه وحقوقه المشروعة بما في ذلك دولته المستقلة.

* *

لقد قضى الرئيس ترمب يوماً كاملاً في المنطقة، خطب في إسرائيل، وقال لليهود ما أرضاهم من الكلام، وطمأنهم على حبه لإسرائيل، وتعاطفه معهم، وأنه اعترف في ولايته الأولى بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إليها، وثمَّن قُدرة الجيش الإسرائيلي على استخدامه أكثر الأسلحة الأمريكية تطوراً في ضرب قطاع غزة، وفي المقابل أنكر قادة إسرائيل في كلماتهم أمام الرئيس الأمريكي أن يكونوا قد مارسوا حرب إبادة، أو تجويع الفلسطينيين، وهي أكاذيب اعتدنا عليها من إسرائيل.

* *

وفي قمة شرم الشيخ ظهر ترمب هادئاً، ومبتسماً، ورجل سلام، يقول ما يؤكد أنه ضد الحروب، وأنه يريد للشرق الأوسط أن يكون في حالتي استقرار وازدهار، لا أن يكون نقطة الانفجار نحو حرب عالمية جديدة، مؤكداً أنه سوف يتابع تنفيذ خطة السلام بنفسه لضمان التطبيق الصحيح لها.

* *

بقي أن نُذكِّر الرئيس، كما ذكَّرناه من قبل، بأن أمن إسرائيل والمنطقة، لا يتحقق إلا بسلام عادل وشامل، يقوم على خيار الدولتين، وعلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية التي أُعلن عنها في الأمم المتحدة بجهد ومساعي المملكة وفرنسا، والعالم الآن بانتظار اصطفاف الولايات المتحدة مع المعترفين بالدولة الفلسطينية.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد