حمد الحمد
كانت رفيقتي منذ سنة أولى ثانوي من بداية السبعينات، وأعني النظارة، ولا أفارقها إلا وقت النوم... بمعنى سنوات طويلة حتى العام الماضي، عندما شعرت أن الوضع قد تغيّر، وحتى عند قيادة السيارة أصبحت لا تخدمني تلك الرفيقة العزيزة. وعند طبيب العيون عرفت أن الماء الأبيض قد زادت مساحته في العين، لهذا لابد من عملية، ووافقت وأجريت عمليات للعينين.
الآن الأمور أحسن، حيث بالإمكان التخلي عن النظارة الطبية للمرة الأولى، حيث أشاهد عن بُعد من دون نظارة وحتى القيادة أصبحت أسهل، لكن لم أتوقع أنني سأتخلّى عن نظارة واحدة، وأحتاج أربع نظارات، حيث أحتاج نظارة لتقريب القريب، خصوصاً عند القراءة.
ووجدت أن من الصعب أن أنقل تلك النظارة من مكان لمكان، لهذا وجدت نفسي مع أربع نظارات، الأولى في مكتبي بجانب جهاز الكمبيوتر، والثانية بجانب رأسي في الفراش لقراءة كتاب قبل النوم كعادتي، وأخرى في الصالة عند مشاهدة التلفزيون، أحتاجها للقراءة عند وصول صحيفة الصباح وأنقلها معي دائماً، ونظارة شمسية في السيارة كذلك لمواجهة شعاع شمسنا الحارقةً، ما أعني الأمور متيسّرة والحمد لله.
طبيب يقول من سن الأربعين تحتاج أن تجري فحوصات في المستوصف كل ثلاثة شهور لتعرف وضعك الصحي، وكذلك وضع العين لان الإهمال قد يتسبّب بضرر للشبكية، وهذا أمر صعب.
هناك مثل شعبي يقول «يا ناصح العرب يا فاضحهم»، ومعناه أن الناس لا تحب النصح غالباً، ولكن أنا أنصح كل من بلغ الأربعين أو أكثر، أن يجري الفحوصات الطبية في اقرب مستوصف وغالباً للمواطن، مجانية.
أغرب ما مر عليّ قبل فترة في إحدى وسائل التواصل، خبر عن فتاة أميركية، هي بكامل صحتها، والله وهبها كل ما يريده إنسان، إلا أنها منذ الطفولة تحلم بأن تكون عمياء، وفعلاً بعد أن كبرت أجرت عملية لتصبح عمياء... هل مر عليكم هكذا تصرف من إنسان عاقل؟
طبعاً لا...
هنا حتى سيارتك وهي جماد، يفترض أن تجري لها صيانة دورية، وإلّا ستتوقف بك في يوم ما، في طريق سريع.
لهذا قد يصل مقالي ونصيحتي لمن هم في عمر الأربعين وما فوق. هذا ما جاء في ذهني وأنا أكتب ونظارتي لتقريب ما أراه على عيني. وسلامتكم...