: آخر تحديث

سلام ترامب 2025: إعادة بناء إسرائيل لتكون أقوى وأكبر

2
2
2

سلطان ابراهيم الخلف

قد لا يحتاج وقف حرب إبادة الفلسطينيين في غزة إلى هذه الاحتفالية الدعائية التي قام بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، صاحب صفقة ما يسمى «سلام 2025»، قام خلالها بزيارة مكوكية خاطفة للكيان الصهيوني، ثم شرم الشيخ، حيث حظيت بتغطية إعلامية واسعة كما خُطّط لها.

لكن في حقيقة الأمر، هو بحاجة لها من أجل ترميم صورته التي اهتزت في بلاده بعد تسلمه الرئاسة، وتراجع شعبيته، بسبب قراراته الفردية، حيث أعلن «حرب الضرائب» على دول العالم، بما فيها الدول الأوروبية وأستراليا وكندا، والتي كان لها تداعيات سلبية على المستهلك الأميركي.

وفرض قوانين مشدّدة على الهجرة، وقمع حرية الرأي، بملاحقة طلبة الجامعات الذين تظاهروا مطالبين بوقف حرب الإبادة الصهيونية على غزة، وقطع المساعدات العسكرية عن الكيان الصهيوني، وفرض عقوبات على الجامعات التي تسمح بتلك التظاهرات وعلى رأسها جامعة هارفارد المرموقة، وأمر باعتقال طلبتها واتهمهم بمعاداة السامية.

كما ألغى قوانين الحد من الانبعاث الحراري، ناهيك عن إصداره أوامر رئاسية بنشر قوات من الحرس الوطني في العاصمة واشنطن دي سي، وشيكاغو، وتكساس وكاليفورنيا وأوريغون، وهي ولايات لا تواجه خطراً أمنياً.

وتعتبر «ملفات أبستين» من أكثر المواضيع التي صدمت المواطن الأميركي.

يرى ترامب، أن لجوءه للكنيست الصهيوني وإلقاء خطاب فيه، قد يرفع من معنوياته التي يعاني من تدهورها في بلاده، حيث حظي بالثناء والمديح من صديقه الإرهابي نتنياهو على دعمه لكيانه، وأشاد به كأعظم رئيس أميركي قام بخدمة كيانه، واعتبره شخصية تاريخية عظيمة.

لم يختلف خطاب ترامب عن خطاب الإرهابي نتنياهو، فقد أبدى إعجابه بشخصيته وأثنى عليه كثيراً، وأشاد بجهود صهره عضو مجلس السلام، تاجر العقارات اليهودي الصهيوني كوشنر، في الاتفاقيات الإبراهيمية، وأعلن أنه سيطبق السلام بالقوة.

كما استعرض في خطابه، مغامراته في المنطقة، من تدمير المواقع النووية الإيرانية، وملاحقته لتنظيم «داعش»، والتذكير بقوة بلاده العسكرية الفتّاكة، وتأكيده على إعادة بناء الكيان الصهيوني ليكون أقوى وأكبر! وتهديده للفلسطينيين مطالباً إياهم بالخروج من العنف! وسط تصفيق حار من قبل النواب الصهاينة، من دون أن يذكر الحاجة إلى قيام دولة فلسطينية، وهو ما دفع النائبان أيمن عودة وعوفر كاسيف، إلى مقاطعته برفع لافتة تطالبه بالاعتراف بدولة فلسطين، ليتم إخراجهما على الفور من الكنيست.

الغريب أن خطاب ترامب كان مختصراً بشكل كبير وغير معسكّر في قمة شرم الشيخ، بحضور مجموعة الزعماء المدعوين، امتدح بعضهم، وتم التوقيع باستعجال على وثيقة الاتفاق بين «حماس» والكيان الصهيوني، لينهي جولته بالقول «حققنا معاً ما قال الجميع إنه مستحيل وهو السلام في الشرق الأوسط»!

هكذا بكل بساطة وسذاجة، حقق ترامب السلام في الشرق الأوسط، بعد أن أنجز إطلاق سراح الأسرى الصهاينة العشرين، وبقي 2.2 مليون فلسطيني أسرى يعيشون محاصرين، بلا حرية بين أنقاض مدينتهم المنكوبة، التي دمّرها الجيش الصهيوني بالقنابل الأميركية الثقيلة، معتقداً أن صورته المهزوزة سوف تتحسن في بلاده، كرجل سلام معجب بشخصية إرهابي مثل نتنياهو، تلاحقه مذكرة اعتقال من قبل محكمة جرائم الحرب الدولية على ما ارتكبه من قتل وتشريد ودمار شامل لمدينة غزة الأسيرة!


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد