: آخر تحديث

نصر العرب

1
1
1

جمال الكشكي

لا شيء يمحو حزن الهزيمة سوى أفراح النصر. واحدة من المحطات التاريخية لهذه الأمة العربية تلك الحرب العظيمة التي نعيش ذكراها هذه الأيام؛ حرب السادس من أكتوبر عام 1973، لم تأتِ الذكرى هذه المرة كسائر المرات خلال 52 عاماً مضت، فهذه المرة تتزامن مع صراع التاريخ والجغرافيا في المنطقة العربية.

كلما حلت ذكرى حرب أكتوبر تذكرت موقف المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، خلال مؤتمر صحافي له في لندن، عندما قال جملته الشهيرة:

لا تزال حرب أكتوبر توضع بوصفها نموذجاً عالمياً للحروب المعاصرة في المعاهد العسكرية في العالم، ولا تزال أسرارها الثرية والمتعددة طي معاهد الأبحاث العسكرية، وبشهادة كبار الجنرالات العالميين، فإن أكتوبر صناعة تشبه بناء الهرم في عصور مصر القديمة.

من يستعيد مانشيتات الصحافة في لندن وباريس، وواشنطن، وبرلين، وتل أبيب، يكتشف أن حرب أكتوبر غيرت الأفكار العسكرية والتكنولوجية، وتسببت في صعود أسلحة واختفاء أخرى.

في مسارح العمليات تتقاتل الأسلحة، وفي مسارح السياسة، كانت هناك المعارك الدبلوماسية الكبرى التي أفضت إلى قطع البترول العربي عن الغرب، وكانت النتيجة أن وجد الغرب نفسه يعيش في الظلام فجأة، واكتشف أن الشرق حين يريد يستطيع.

كانت المرة الأولى في الحروب التي يستخدم فيها الاقتصاد بهذه الكثافة سلاحاً لا يقل ضراوة عن أسلحة المعركة، ولحظتها عرف الغرب أن الاستراتيجية السياسية والعسكرية تتغير للأبد، فإدخال عنصر الاقتصاد بهذه القوة جعلهم ينظرون إلينا نظرة مختلفة، بعد أن كانوا يظنون أن مصر والمحيط العربي لا يمكنهما أن يهزما إسرائيل.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد