خالد بن حمد المالك
لدى حركة حماس عشرون رهينة، ولدى إسرائيل عشرة آلاف رهينة، قُتل من الفلسطينيين في غزة أكثر من سبعين ألفاً، والعدد في ازدياد، ولم يكن هذا مروّعاً في نظر الرئيس الأمريكي، لكن تعريض عشرين رهينة لدى حماس أمر مروِّع بحسب تصريح الرئيس ترامب.
* *
دماء الفلسطينيين الـ70 ألفاً بلا قيمة، ودماء الـ20 رهينة إسرائيلية ذات قيمة عالية كما تفهم من خوف الرئيس الأمريكي عليهم، وهو الذي يضع مبادرات إثر مبادرات لإنقاذهم دون أن يكون للفلسطينيين الحق أمام الرئيس ترامب لإنقاذهم من حرب الإبادة.
* *
أمريكا بهذا الانحياز الأعمى، والسياسة الظالمة، والمواقف الجائرة، لا تمثل الدولة التي عليها مسؤولية حفظ الأمن والسلم في العالم، وحماية من هو تحت الاحتلال من جبروت الإرهابيين في إسرائيل، وهي في موقف الشريك في قتل الفلسطينيين، وتهديم بيوتهم، ومنع المصادر التي تبقيهم أحياء.
* *
لقد سقطت أمريكا إنسانياً، وكأنها بتصرفاتها وسياساتها تبحث عن كره العالم لها، وإظهارها كدولة تتعامل مع الدول بقرارات عمياء، وكأنها تقرِّب الوقت لنرى أمريكا غير ما نريد أن تكون عليه من عدل وإنصاف وحماية لحقوق من يتعرضون لإرهاب إسرائيل.
* *
ودّي أقول كلمة جميلة عن أمريكا، أن أكتب عنها بما أراها تستحقه من قول يضعها في مكان الإعجاب والتقدير، ودّي أفعل ذلك، لكن سلوكها وظلمها وانحيازها لإسرائيل، ومواقفها الصادمة من حقوق الفلسطينيين، ومن دعم إسرائيل لقتلهم، لا يسمح لمداد قلمي بأن يكتب غير الرفض للسياسة الأمريكية الظالمة.
* *
أمريكا دولة عظيمة، وإن شئتم عُظمى، وهي كذلك، صحياً وتعليمياً وصناعياً وعسكرياً، وكل شيء في حياتنا هو من صنع أمريكا، أو من فكر أمريكي، هي الدولة التي تقصدها شعوب العالم للتعليم والتعلم فيها، وتوظيف إمكاناتها الطبية للعلاج والتعافي، لكن السياسة الأمريكية تشوه كل جميل في أمريكا العظمى، وتقتل رغبة كل قاصد في مدحها.
* *
إسرائيل هي من تسيء إلى تاريخ أمريكا، وتدفعها إلى مسارات لا تخدم البشرية، وهي -إسرائيل لا غيرها- هي من شوهت الجانب الجمالي المفترض في سلوك أمريكا، فكيف لدولة عظمى أن تقبل بإملاءات إسرائيل، وسياسة إسرائيل، وعدوان هذه الدولة الصهيونية التي ترفض السلام، ومد اليد لبناء أوثق العلاقات مع دولة فلسطينية مجاورة لها، تحقيقاً للحق، وتنفيذاً لمشروعية مطالبات الفلسطينيين بفك الرفض عن دولتهم المنشودة.
* *
لا أعتقد أن الرئيس ترامب لا يشاهد الصور المبكية التي تتداولها محطات التلفزة للأطفال والنساء والعجزة من المدنيين وهم يقضون ليلهم ونهارهم في أرض جرداء، ويستجدون لقمة العيش بين الضربات القاتلة من الجيش الصهيوني، ولا أعتقد أن عشرات القتلى يومياً لا تصله الأخبار عنهم، فأين الضمير والإنسانية أمام مثل هذه المشاهد الدامية، والأعمال الإرهابية غير الإنسانية، وكيف تقبل أمريكا أن يحدث ذلك أمام أنظارها وبدعمها، ولا يتحرك ضميرها، ولا يكون لها موقفٌ إنسانيٌ وأخلاقيٌ من كل هذا الظلم الذي لا سابق له في التاريخ.