ناهد الأغا
في استضافة على أثير إذاعة الرياض حملت كلماتي في قلبي كما أنا دائمًا، أتحدث بمشاعري اللحظية.. كانت المناسبة ذكرى (اليوم الوطني السعودي 95)، والكلمات التي نطقت بها المذيعة، توقفت في مسامعي، بعد ترحيبها الأنيق قائلة: تحدثتِ في مقالك بصحيفة الجزيرة عن ثلاثين عامًا من الاحتفال باليوم الوطني مختصرة إياها بمشاعر جميلة، عن الأجداد وضحكات الأطفال عن صوت الأغاني الوطنية الذي يملأ الشوارع، وعن فرحة العائلة، وأعين تتلألأ بالحلم عن احتفالات اليوم الوطني خلال هذه السنوات حدثينا ارتجف صوتي من البهجة، لأن المشاعر كانت أعمق من أن تُحكى بالكلمات. أغمضت عيني للحظة، واستنشقت الأرض المباركة، رأيت في خيالي كل حرف كتبته في مقالي وكل مرة شعرت فيها أني صغيرة أمام عظمة هذا الوطن وأنني عاجزة أمام مشهد، أمام احتفال، أمام دمعة، أمام ابتسامة كيف أصفها. الرياض التي أقمت بها كمدينة من الضوء والذهب، شوارعها تنبض بالحياة، الشباب يقفون على قمم الجبال، يروون الأرض بعزيمة وإرادة، وحكمة القيادة تلك هي المملكة حكاية الوطن الكبرى وروايتي القادمة، رواية خيالية لكنها حقيقية، نابضة في قلوب الأجيال ملهمة وبنهاية الحوار أغلق الخط، وتلاه الصمت. وفي لحظة الصمت هذه جاء الإلهام.. فكرة تلمع كوميض برق: الكتابة، الإبداع، البوح فتحت لي نافذة من نور، وبدت الحروف التي نطقت بها كأصدقاء قدامى عادوا فجأة، يبتسمون، والكلمة التي كتبتها في صحيفة الجزيرة تتحوّل إلى نهر رقراق، هكذا شعرت! وأحسست بالطمأنينة تتسرَّب إلى قلبي أكثر، طمأنينة الانتماء إلى وطن يحمل تاريخًا عميقًا ومستقبلاً واعداً وحياة كريمة مليئة بالأمل. وتبقى ذكرى اليوم الوطني السعودي تتسلَّل إلى قلبي كنسيم صباحٍ مشرق، ويبقى إلهامي ينبض حين أفكر في حكاية وطن، حكاية كتبها المؤسسون بعرقهم وصبرهم، بأحلام تجاوزت حدود الممكن، وبإرادة لا تعرف المستحيل، وأجيال تتعاقب تضيف فصول الفخر وتزرع الحب في الأرض. وبهذا الجمال، تصبح الذكرى شعلة تنير الروح، وتغمر النفس بالدفء والبهجة وفي النهاية، يبقى الإلهام الحقيقي يكمن في الفعل، في المشاركة، في الحب الذي نحمله في قلوبنا، في الانتماء الذي يجعلنا نصنع فرقًا.
شكرًا بحجم الكون لصحيفة الجزيرة، فأنتم الحبر الذي يسطِّر الذاكرة، والنبض الذي يوثِّق اللحظة لتبقى حيَّة في وجدان الزمن.
وشكرًا لإذاعة الرياض؛ ذلك الصوت الوفي الذي يعانق القلوب، ليصير البوح أوسع من حدود المكان. وتبقى الجملة التي طالما رددتها بحب؛ إنجازاتكم مرسومة على أجنحة الطيور، أينما ذهبت تنشر عظمتها، منحوتة على الصخر لا يمحوها أي زمان.
اليوم الوطني السعودي إشراقة الفخر والانتماء.